عمت مساءاً وسعد مساؤك بأيقونته البنفسجية ذات الخيوط الأقحوانية بحزامها الذهبي البارز ذوالجيوب الستة الفضية بلمعانها الذي يحاكي الشفق الأحمر بعد الغروب !.
لقد بح صوتي من طول النداء ولكنك لم تجيبني ! فصاح الشعر واستغاث من تمنعك بخيلائك المرهقة لمشاعر روح العطف والوداد وبإعجابك بظلك المرسوم على أحجار البورسلين القمحي وزخرفته الأخآذة وانعكاس أنوار المساء عليها بألوان قوس قزح التي تحمل ألوان الطيف البهيجة الملازمة ؛ لصمت المساء وبرودة أجوائه .. ما أصعب لحظاتك .. ويا لهول أنفاسٍ تاقت لحديث السمر معك ويالندامة تسليمها لعنفوانك اللآمعقول .. ويا لمجاميع سرايا الشاي والسهر .. ويا لأنفاس القهر .. فأين الرحمة وأين أمواج الحنان الدافق إلى مسامع الألباب قبل مسامع الآذآن.. يا لقسوتك الفجة ! .. أين بسط الغبطة والمسرة ؟! وأين قسمات الإبتسامة بثنيتها المشعة بنور الراحة والسرور !.
لا تأمرني أن أسأل الأيام بعد أن نلت منها كتب البرآءة والإبتعاد عن قهقهاتها وكل معطيات السعادة لا الشقاء أيها الطيف النازل بلهيب الجوى.. عُد من حيث أتيت !! فليس لك بين جدران فؤادي إلا التخلي والجفاء فإرحل كما رحل إحساسك السرمدي ! وعُد من حيث أتيت ! .. عد من حيث أتيت ! رغم شجن الحنين وأنفاس الأنين ! .. وأنفاس الأنين .. وأنفاس الأنين.
من خواطر / فاضل الهدابي