الجزء السادس …
عبر طير الرخ العملاق ب سلوم مسافات طويلة ، كان سلوم لحظتها يصارع قوة الهواء الذي يرتطم بوجهه ويواجه صعوبة في التنفس ، لحظات وسلوم يفقد وعيه ، يقترب الرخ من ضاحية سلوم ويرمي به من مسافة علو شاهقة إلى الجابية التي سقط بها سلوم بقوة شديدة ، نزل بالماء ليصنع به فجوة وكأن قنبلة التي سقطت ، حام الرخ حومة واحدة ثم وقف برجلية ومخالبة على جدار الجابية ، هنا فاق سلوم واسترجع حواسه ، لكنه توقف مكانه في الجابية وهو ينظر نحو الرخ الذي غطا ظله الجابية بأكملها ، يتسأل سلوم في نفسه من هذا ؟!!.
ما هي إلا برهه وجيزة ويتحول ذاك الرخ العظيم شيئا فشيء إلى إنسان حتى يكتمل في تحوله ويقف ليزيل كوع يده من على وجهه ، ويالا المصادفة التي لم يكن بحسب لها سلوم حساب واحد ، نعم إنه حمدون أبيه ، نظر حمدون نظرة غضب على سلوم وقال له .. ( تغسل ولحقني البيت ) ، هز رأسه سلوم ، ثم رجع سلوم إلى جابيته ليغتسل اغتسال الجنب .
وما هي إلا لحظات حتى غطت طيور الغربان السوداء كل الضاحية ، فلم يبقى غصن شجرة او زورة نخلة لم يحط بها غراب ، أخذ سلوم يغتسل مسرعاً وهو ينظر إلى طيور الغربان وهن يتوافدن اعداد على الضاحية ، وصوتهن يملأ المكان ، خرج سلوم من الجابية ووقف على جدارها وهو ينظر إلى الغربان ثم جرى مسرعاً ، دخل بيته وهو يفتح الباب بقوة ويتوجه نحو علبة الخواتم التي اغرقها بالعود ، لبس خواتمه وقبلها وهو يبتسم ويحتضن الخواتم على صدره ، ثم قرأ سورة الإخلاص وأتبعها بالكرسي .
يُتبع …
قصة للكاتب / يعقوب بن راشد السعدي