الجزء التاسع …
بينما كان سلوم يمشي في السوق اذا بفتاة حسناء فائقة الجمال ممشوقة القوام تظهر أمامه ، لم يستطيع سلوم أن يزيح بصره عنها ولو لمحه ، فأخذ يتبعها وهي تتنقل من دكان إلى اخر وهو خلفها ، خرجت من السوق ولم تشتري شيء مطلقاً ، لحق بها سلوم حتى نزلت به إلى وادي كبير أسفل السوق ، توقفت على أعتاب الوادي فإذا به يقترب منها ويتحدث إليها ، لكنها لم تجبه ، بل حتى لم تلتفت إليه او تعيره إهتمامها .
أصر سلوم على أن يتعرف بتلك الفتاة الرائعة فمد يده ليمسكها من كتفها ، وإذا به يلقى به إلى الجانب الاخر من الوادي ، من حظ سلوم إنه التقفه كثيرا من قور الحلف المحشوش الذي وضعه البيدار على نيه الذهاب به إلى السوق ، وما إن وقف سلوم على رجليه ونظر إلى الفتاة الحسناء حتى تحولت له بعد لحظة إلى أبيه حمدون ، غضب حمدون كثيرا من تصرف سلوم وضعفه أمام الجمال ، فزجره بشدة وتوعده بأنه سوف يشرب كل العلم الذي في جوفه ويضعه كالمجنون ، فهذا التصرف والضعف الذي أتا به سلوم لا يمكن أن يحسب من العقال .
ثم رحل حمدون من المكان وأخذ سلوم يندب حظة العاثر وفعله القبيح ، هنا قرر سلوم أن يسلم نفسه لأبيه ليعلمه كل شيء ، قبل الأب ذلك على ان يبدأ تعليم أبنه سلوم كل فنون العلم والقتال ، فكانت أول أمر يفعله سلوم لأبيه هو أن يدخل من فتحة الإبرة الضيقة .
يُتبع ….
قصة للكاتب/ يعقوب بن راشد السعدي