أخذت القلم بروح الواثق العاشق الناشق لأريج عطر عمان الفاخر.. ألا وهو نسيم هواها الماد لقوة تحدي صعاب الحياة وصلف الإقبال على تحديها وإجبارها على الإنصياع لأوامرك ونواهيك كيفما تشاء أنت ! فأنت القابوس الذي قطع قبس أسمك دابر الرضوخ إلى الاستسلام وقلة الحيلة وأنهى فرعنة الوجل من معطيات المستقبل.
القاهرة لراحات الزمان ومنعماته نعم يا مولاي ! لقد كتبت كل شيئ لسلطنتك ! بكل إقبال بصيرٍ زاهرٍ واسع الإبصار ! ثاقب النظرة والرؤيا !.
راسم الهيبة والكبرياء لعمان ! بكل
حكمة واقتدار ! لقد كتب قلمك….
وشق سطور ورق العطاء والإنتاج
على ثرى الإبتهاج المعطر ! وألأديم
المطهر من دنس الكسل والخمول
فأضحى بهي المحيا عريسا تعانقه الثريا ! مزهوا ببريق ألوانه الزاهية السنية ! وسجايا الأكرمين الكمات النقية ! كل ذلك من أثر القلم المتوهج بأفكار أنامل النور العظيمة في إشراقاتها المتدفقة بأطروحات عطاياها الملهمة للبناء والتعمير في كل سهل وريع ! في هذا الوطن الشاسع الوسيع! وفي كل أركانه الرحبة مولاي :
إنني لم أكن أظن يوما مضى من أيامك الخالدة وحبر قلمك قد جف أو أنه كاد يجف أبداً معاذ الله ! أتدري لماذا ؟! لأنك كنت أنت عمان بأسرها بكل إدارتك السياسية المحنكة الفذة ! فكل حرف تكتبه وتسجله في مواقع العمل الشاق تظل حساباته حديث الشعب الأبي لماذا ؟! لأنك أنت صميمه وموئل حميته وسكنه ووثاب عطاياه ووهيب سجاياه ! وحصن قوته وعلو شأنه مولاي :
لقد واصل قلمك كتابته ولم يحيد عنها ولم يتوقف و عمان تسانده في ذلك فأخرجها جنة في الكون الفسيح وللعلم الجريح ! هذا مافعله قلمك لعمان السلام والوئام ! فما أبهاها و ما أنقاها و ما أحلاها و ما أجملها و ما أحسنها لقد أمست يا مولاي بفعل قلمك وحدسك.. دائرة للأمن والسلام للعالم أجمع و يشهد الله على ذلك وكل ذرات الكون المترامية الأطراف ! مولاي :
لقد كان لقمك أحرف من ذهب ونور سيرت خطط البناء إلى واقع لايغفله إلا المغفلون ولا يقنع به إلا القانعون الذي عرفوا معنى الثبات في الأمر و الذين عرفوا معنى الجد و الإجتهاد وعرفوا أن للمواجهة تجب العدة والإستعداد لهذه المعارف لن يستطيعون الجحود ! مولاي :
سيظل قلمك شامخًا معظمًا مبجلًا موقرًا مرتاحًا بعد ما سير الجهد المعظم واقعًا يجتبيه العمانيون من أقصى الوطن إلى أقصاه بأحاديثهم عنه والتي ستسوقها ذكرياتهم المعطر بغصات البكاء وقطرات مدامعهم شوقًا إلى ماضي كانت كتابة إبداعات عطاياك لعمان أرض الشمم ! .
مولاي تحية جلى أزجيها إلى روحكم الطاهرة العامرة بسحائب رحمات الله ورضوانه ! و إنني أدعو إلهي الأحد العالي الفرد الصمد.. بأن يسكنها أعلى فراديس الجنان.. و أن يهبها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر.. آمين اإنه سميع الدعاء مجيب الرجاء.
بقلم الأستاذ / فاضل بن سالمين الهدابي