احمد اباد (الهند)-“أ ف ب”: بدأ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس زيارة للهند تستغرق يومين وتتمحور على مناقشات تجارية واستراتيجية لكن من المستبعد أن تدفع نظيره الهندي ناريندرا مودي إلى الخروج عن تحفّظه في دعم التدابير الغربية ضدّ الغزو الروسي لأوكرانيا.
ووصل جونسون إلى ولاية غوجارات الغربية التي يتحدر منها مودي، حيث سيلتقي رؤساء شركات ويقوم بجولة ثقافية على مدينة أحمد آباد التاريخية مسقط رأس نصف سكان بريطانيا من ذوي الأصول الهندية.
وبدأت جولة جونسون بزيارة إلى أشرام (مجلس) سابارماتي في شمال أحمد آباد الذي كان في ما مضى مقرّ المهاتما غاندي، بطل الاستقلال الهندي.
وقد دعي جونسون إلى الجلوس للغزل على مغزلة من خشب، وهي آلة كانت أساسية في ما مضى في صناعة النسيج المحلية جعل منها غاندي رمزا لمقاومة الهيمنة الاستعمارية البريطانية في الهند.
وقد أرجئت هذه السفرة إلى الهند مرّتين بسبب جائحة كوفيد-19 وباتت لفترة وجيزة هذا الأسبوع موضع تساؤل بسبب التصويت المزمع إجراؤه ودعوات المعارضة إلى استقالة الزعيم المحافظ.
غير أن هذا اللقاء يكتسي أهميّة كبيرة فعلا ولا يجوز تأجيله بعد مرّة، وفق مصادر بريطانية.
وكشفت رئاسة الحكومة عن نيّتها إبرام اتفاقات استثمار ثنائية بقيمة مليار جنيه استرليني من شأنها أن تستولد 11 ألف فرصة عمل في بريطانيا.
ومن شأن هذه الزيارة أن تسمح بـ “توطيد العلاقات الاستراتيجية بين بلدينا في مجال التجارة والدفاع والتبادلات الفردية”، بحسب ما قال جونسون للبرلمان قبل مغادرة لندن.
وقال جونسون للصحفيين أثناء زيارته لمصنع في غوجارات بعد ظهر أمس “نركز اليوم على فرص رائعة لتعميق شراكتنا”.
وستتيح الزيارة نسج شراكات جديدة في مجالات الدفاع والذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء، فضلا عن إبرام اتفاقات استثمار في ميادين مثل تكنولوجيا الروبوتات والمركبات الكهربائية والأقمار الاصطناعية.
وقال جونسون في بيان “شراكتنا العتيدة ستكون مصدر عمالة ونموّ وفرص لشعبينا وهي ستتوطّد على مرّ السنوات”.
وتقرّ لندن بأن الطريق ما زال طويلا قبل إبرام اتفاق تجاري ما بعد بريكست مع حكومة مودي التي تصرّ على منح مزيد من تأشيرات السفر للهنود كي يتسنّى لهم أن يدرسوا أو يعملوا في بريطانيا.
وبشأن أوكرانيا، اعتمد البلدان موقفين متباينين. وفي حين تكثّف لندن العقوبات الاقتصادية ضدّ روسيا وهي في طليعة البلدان التي تزوّد كييف بمساعدات عسكرية، تحفّظت حكومة ناريندرا مودي عن التنديد علنا بالغزو الروسي والتصويت في هذا الصدد خلال اجتماعات الأمم المتحدة.
لكن الهند التي تعتمد على واردات الطاقة والمنتجات الزراعية والأسلحة من روسيا، امتنعت عن إدانة الغزو علانية وعن التصويت لاستنكاره في الأمم المتحدة.
وقال جونسون الخميس عندما سئل عن المسألة “الهند وروسيا تربطهما تاريخيا علاقة مختلفة جدا ربما عن العلاقة بين روسيا والمملكة المتحدة على مدى العقدين الماضيين”.
وأكد “علينا أن نأخذ بالاعتبار هذا الواقع، لكن من الواضح أنني سأتحدث إلى ناريندرا مودي حول هذا الموضوع”.
وكان مودي قد تجاهل مناشدات الرئيس الأميركي جو بايدن في هذا الصدد.
ومن المنتظر أن يسلط رئيس الوزراء البريطاني الضوء على فوائد تسريع انتقال الهند إلى الطاقات المتجددة. وشدد جونسون على أن “دولتينا تعتمدان بشكل مفرط على المحروقات الأجنبية. وعلينا الابتعاد عنها معا”.
وأضاف أن “الشراكات في مجال الهيدروجين والسيارات الكهربائية والرياح البحرية وجميع وسائل خفض تكلفة الطاقة” هي من بين النقاط قيد المناقشة.
بقلم بن ستنسال

