حظيت زيارة وزير الخارجية الصيني وانج يي للمنطقة بأهمية استراتيجية كبيرة، وجاءت تلك الزيارة بدعوات رسمية من قبل الدول التي زارها وهي ايران وتركيا والسعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمان، ولا شك أن تحركات الصين الجيواستراتيجية في المنطقة محسوبة بدقة في هذا التوقيت الذي يصفه بعض الخبراء والمراقبين بأنه مرحلة التحول العالمي لتربع الاقتصاد الصيني على صدارة العالم، وبقدر البعد الزمني المطلوب لصدارة الاقتصاد الصيني فلا شك أن الصين لا تعبث بالوقت وتعمل بشكل دقيق على خلق شراكة استراتيجية مع دول المنطقة، فقد وقعت اتفاقية شراكة استراتيجية مع ايران بما يقرب من ٤٠٠ مليار دولار تشمل مجالات تصدير النفط والغاز الايراني وتحسين شبكة الطرق والمطارات وشبكات سكك الحديد، وما يتبع مثل هذه الشراكة الاقتصادية والسياسية الضخمة، وما يتبع تلك الشراكة على الصعيد السياسي والتعاون الدولي، كذلك ركزت الزيارة على الشراكة الاستراتيجية في بقية الدول التي زارها وانج يي، وهذا يحمل في طياته معاني ودلالات ترتبط بالبعد الاستراتيجي وأهمية المنطقة وجغرافيتها بالنسبة لجمهورية الصين الشعبية، وهو ما سيتجلى مع الوقت على أرض الواقع .
لا شك ان الزحف الاقتصادي الصيني يتجاوز هذه الدول ليشكل فسيفساء خارطة الاقتصاد الصيني سواء في دول البحر المتوسط وافريقيا اضافة الى اختتام الزيارة في كوريا الشمالية، وارتباطات الاقتصاد الصيني بشراكة استراتيجية مع دول في المنطقة مثل الكويت والجزائر، اضافة الى تشكيل الصين تحالف دولي سابق شمل عدد كبير من الدول منها افريقية واسيوية ولاتينية وصولا الى امريكا الوسطى، وهذا كله ينصب في ذات الحراك وأبجديات الاقتصاد الصيني الذي يعمل على ربط العالم بشكل متوازن بالاقتصاد الصيني دون تجاوز أو القفز على المراحل، وبسياسات اقتصادية موزونة يؤكد حقيقة ما ذهب إليه المحللين الاستراتيجيين والذي يجمع عليه هؤلاء، بل تصل بعض التحليلات الى أن هناك تحولا في النظام العالمي آخذ” في التشكل والظهور تقوده الصين .
خميس بن عبيد القطيطي