مسقط في 3 مايو / العمانية / ترى الكاتبة شيخة الفجرية في رواية تلك المائة عام
الصادرة عن دار نثر بمسقط بأنه لا شيء يجدر أن يكون عنوانًا للحياة، أكثر من الحياة
نفسها.. فالحياة تفاصيل غنية من احتياجاتنا، واحتياجاتنا سبب حياتنا إن انعدمت انعدمنا،
ولا يمكن الشك للحظة أن الحب يتصدر كل هذه الاحتياجات إذ حملت بنا أمهاتنا بحب
وخرجنا للحياة لنجد الحب ممن حولنا، نأكل ما نحب ونشرب ما نحب ونتحدث مع من
نحب ويبقى هنا سؤال شيخة الفجرية بعد ذلك هل سنعيش بحب ؟
تنتقل الكاتبة خلال 272 صفحة حاملة التي شكلتها الرواية بين 23 أيقونة في خضم
عنواني روايتها هما رواية تلك المائة عام (أوراق الحب والعز والانكسار) ترى أن
الحب، والصحافة العمانية في مطلع عام 1911، وتعليم الفتيات، أيقونات تتقاطع لترتطم
بالمصالح، حيث تتحدث الرواية عن مرحلة مهمة في التاريخ العماني، وهي مرحلة
التراجع للوراء بعد امبراطورية حكمت العديد من البلدان المستقلة الآن، ورصدت الرواية
بعض آثار هذا التراجع على الشطرين الذين يحكمهما العمانيون، وكانت أكثر الآثار قسوة
كان على الشطر العماني في عُمان .. كما تسلّط الرواية الضوء على الحياة الاجتماعية
للعمانيين في الشطرين العماني والإفريقي، من خلال منظومتين اجتماعيتين هما: الصحافة
العمانية في زنجبار في ظل السلطنة العربية العمانية هناك، وفن الرزحة الرجالية،
فأحداث القصة تدور في مكانين عمان وزنجبار(الجزيرة الخضراء)، من خلال المحاكاة
الاجتماعية بين مجتمع الصحافة بمسمياتها المهنية والوظيفية والاجتماعية ومجتمع
الرزحة بمسمايتها الاجتماعية والوظيفية كذلك. الرزحة كمكون اجتماعي ومنظومة لها
سادتها ومديروها والصحافة أيضا كمنظومة تاريخية لها سادتها ومديروها، ويجسد
المجتمعان مجموعة من الشخصيات في مقدمتهم عذبة أخت “شاووش” الرزحة التي
تزوجت الصحفي مهنا وسافرت معه إلى زنجبار تاركة أبناءها من زوجها الأول، هنالك
صراعات على من سيصبح “شاووش” الرزحة ويديرها في المناسبات، وصراعات تتعلق
بالمنافسات التي تجري بين أبطال القرية في المبارزة بالسيف ومنافسات الشعر الخاص
بالرزحة أيضًا، وثمة صراعات تتخلل الرواية في المجتمعين العمانيين في عمان
وزنجبار.من خلالها نلامس النواحي الحياتية والتفاصيل اليومية المختلفة على الصعيد
المجتمعي إنسانيًا وثقافيًا وتعليميًا وفكريًا وقيميًا وتراثيًا وتاريخيًا، وكافة أنواع الثراء التي
تحيط بحياة الإنسان العماني في المكانين عمان وزنجبار.
المؤلفة شيخة الفجرية لها مساهمات ثقافية عدة وسبق أن صدر لها كتاب النص
الدرامي الإذاعي والتلفزيوني جنسًا أدبيًا (من التجنيس إلى المنجز الفني) (2018)
وكتاب ثنائية الشعر والنثر في الحداثة الشعرية العُمانية دراسة في قصيدتي “النبي” و “يَا
مَنْ هَوَاه أعَزَّهُ” (2019)
كما قامت بتأليف العديد من المسلسلات التلفزيونية والإذاعية.
العمانية / 104