بيروت، في 3 مايو/ العمانية / صدر عن المؤسسسة العربية للدراسات والنشر الحديثة
كتاب “الرحلة الأوروبية 1911-1912” للزعيم الوطني فخري البارودي.
تكتسب هذه اليوميات التي حققها وقدّم لها إبراهيم الجبين، قيمة استثنائية، لكونها تعبّر عن
جوانب منها أحلام وتطلعات وأفكار شخصية نهضوية سورية ذات تطلع ليبرالي مبكر.
فالرحلة المبكرة إلى أوروبا كانت فرصة للبارودي ليمتحن أفكاره المدنية، ويجد لتطلعاته
النهضوية نموذجًا. ففي كل سطر من سطور هذه اليوميات ثمة نفحة من أمل وهبة
وتطلع، وطرفة تعكس روحًا توّاقة إلى الجديد المبتكر في حياة الأمم المتقدمة، لعله يكون
مصباحًا هاديًا إلى زمن عربي جديد، عبّرت عنه هذه الشخصية، التي خاضت فور عودتها
من أوروبا غمار نضال مجتمعي متعدد الأوجه: ثقافي، وفكري، وفني، وسياسي.
فقد جعل البارودي من بيته في دمشق ملتقى للأدباء والمفكرين والفنانين والزعماء
السياسيين على مدار أكثر من نصف من الحراك اليومي لأجل المستقبل. وحوّله إلى قلعة
مقاتلة في مواجهة الاستعمار الفرنسي والقوى الرجعية معًا، فأصبح البارودي بذلك أشهر
زعيم دمشقي طوال النصف الأول من القرن العشرين، وبعض النصف الثاني منه.
يُذكر أن الكتاب الذي يقع في 440 صفحة من القطع الكبير، فاز بجائزة ابن بطوطة
لتحقيق المخطوطات (2021).
/العمانية /174