يُطلق على شبه جزيرة مسندم “نرويج الجزيرة العربية”، وذلك في ضوء ملامح ساحلها ذات الطابع البري بشكل دراماتيكي
تفصل صحراء صخرية تمتد على مسافة تصل إلى مئة كيلومتر، قرية كمزار العُمانية، عن باقي أنحاء السلطنة. وتنعم هذه القرية بـ “عزلة رائعة”، على نحو أدى إلى أن تصبح لها لغتها وثقافتها الخاصة.
بين المضايق ذات التضاريس الحادة الواقعة في شمالي سلطنة عُمان، تقبع قرية صغيرة تحمل اسم كمزار، تبدو وكأنها مختبئة في خليج وادع، يفصل بين الجبال ومياه المحيط. ورغم أن ذلك المكان، يقع على أقصى الحدود الشمالية للسلطنة لا خارج هذا البلد، فإن القرية تتسم بطابع مميز عن باقي أنحاء عُمان. وقد أدت “العزلة الرائعة”، التي تنعم بها هذه القرية، إلى أن تصبح لها لغتها وثقافتها الخاصة بها.
فالسبيل الوحيد لبلوغها يتمثل في ركوب البحر؛ إما عبر رحلة بقارب سريع تستمر لنحو ساعة، أو على متن سفينة شراعية تقليدية تُعرف بـ “داو”، تنطلق من “خصب”، وهي أقرب مدينة لكمزار. وستستغرق الرحلة في هذه الحالة ساعتيْن ونصف الساعة.
وتدين كمزار للجغرافيا، في ما يتعلق بالكثير من السمات، التي تُشَكِل ملامح شخصيتها الفريدة من نوعها. فهي تقع في شبه جزيرة مسندم، التي تشكل جيبا ساحليا صغيرا، تفصل بينه وبين باقي أنحاء عُمان، صحراء صخرية تمتد لنحو مئة كيلومتر، وتقع في دولة الإمارات.
ويُطلق على مسندم لقب “نرويج الجزيرة العربية”، وذلك في ضوء ملامح ساحلها ذات الطابع البري بشكل دراماتيكي، والذي تتخلله أخوار شبيهة بالمضايق البحرية. لكن الفارق يتمثل في أن هذه الخلجان الصخرية الصغيرة، لم تتشكل جراء الانزلاقات المستمرة للأنهار الجليدية، كما حدث لنظيرتها الإسكندنافية، وإنما بفعل تصادم الصفائح التكتونية، التي تؤدي إلى تصدع القشرة الأرضية من أسفلها، وكأنها تحركات مخلوقات مرعبة، تتصارع لكي تخرج من قلب بيضة.