وفق كم هائل من المعطيات والشهادات فان الاحتلال لا يأبه بأي قانون دولي ولا باية أعراف، هي دولة قامت منذ سنوات طويلة على القتل والإرهاب والمجازر، آخر هذه الجرائم إعدامها بدم بارد الطفل سعيد عودة جنوبي نابلس، فقد اطلقت إن قوات الاحتلال الإسرائيلي الذخيرة الحية صوب الطفل سعيد يوسف محمد عودة (16 عاما) من قرية “أودلا” جنوب نابلس ليلة الاربعاء 5/مايو/2021 رغم أنه لم يكن يشارك في المواجهات التي كانت تدور على مدخل القرية.وأكدت الحركة العالمية، في بيان لها، أنه حسب توثيقها للحادث، فإن جنود الاحتلال انتشروا بين أشجار الزيتون القريبة من مدخل القرية، وأطلقوا نيرانهم صوب الطفل عودة لدى اقترابه من المدخل، دون أن يشكل تهديدا، ومنعوا مركبة إسعاف من الاقتراب منه لحوالي 15 دقيقة، ليعلن عن استشهاده لاحقا. وأشارت إلى أن قوات الاحتلال أطلقت النار على شاب آخر حاول الاقتراب من الطفل عودة لمساعدته، ما أدى لإصابته بعيار حي في ظهره. والطفل عودة هو ثاني طفل تقتله قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العام الجاري/2021، ففي السادس والعشرين من شهر كانون الثاني/2021، قتلت قوات الاحتلال بالذخيرة الحية الطفل عطا الله محمد حرب ريان (17 عاما) على مفترق قرية حارس بمحافظة سلفيت، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن.
وحسب التقارير الفلسطينية فقد جرى وقبل جريمة إعدام الطفل سعيد، اختياره للمشاركة في دوري بطولة شرم الشيخ العالمية لكرة القدم بمشاركة 12 دولة عربية، والتي ستقام في الثاني عشر من شهر حزيران المقبل، ضمن فريق أكاديمية بيليه الألمانية الفلسطينية.إلا أن الاحتلال كان له رأي آخر، فقد سافر سعيد إلى مكان آخر، بعد قتله على يد مجرمي الحرب الصهاينة.
هذه قصة الطفل الشهيد سعيد باختصار شديد….!.
ولكن قصص وحكايات وكمائن الموت الصهيوني لاطفال فلسطين فحدث بلا حرج…!
فقد شكلت عمليات استهداف الأطفال وقتلهم سياسة ثابتة اتبعتها القيادات السياسية والعسكرية الصهيونية واعتمدت على أعلى المستويات بهدف النيل من الأطفال الفلسطينيين وزرع الرعب والخوف في الأجيال الفلسطينية الناشئة وقتل الأمل في المستقبل في نفوسهم، وتحطيم حياتهم ومستقبلهم، كي لا يتمكنوا من حمل قضيتهم والدفاع عن حقوقهم.
فمع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الكبرى الاولى 1987-1993، وكذلك مع اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2000، ثم مع انفجار انتفاضة الغضب الشبابية عام/2015 ، وقع الأطفال الفلسطينيون في دائرة الاستهداف والموت الصهيونية، فكانت عمليات الإعدام الميدانية للأطفال أمام بصر ونظر العالم على مدى سنوات الانتفاضة الاولى، ولكنها ابتدأت عمليا واعلاميا بالطفل الشهيد محمد الدرة خلال انتفاضة الاقصى، وهو في حضن والده أمام عدسات التلفزة، مرورا باغتيال الطفل فارس عودة وبتمزيق جسد الطفلة إيمان حجو بقذائف المدفعية، إلى حرق الطفل علي دوابشة، وليس انتهاء بآلاف الأطفال والأجنة والرضع الذين استشهدوا على مدى سنوات الانتفاضات والهبات والمواجهات الفلسطينية مع جيش الاحتلال ومستعمريه…!
فالطفلة هديل الحداد لم يتجاوز عمرها العامين فقط…!
طفلة بريئة آمنة مطمئنة…!
لم تكن الطفلة هديل تستعد لإطلاق الصواريخ على المحتلين، ولم تكن منهمكة في تصنيع القذائف، حتى تباغتها طائرات الاحتلال بصاروخ يمزق جسدها البريء مساء الثلاثاء الماضي، كما قال عم الطفلة هديل لـصحيفة الدستور-22-06-2012-، معبرا عن حزنه وغضبه على جريمة استهداف الاحتلال للطفلة التي خرجت للعب مع إخوتها وأبناء عمها.
اماعائلة الطفلة الشهيدة هديل في حي الزيتون بغزة فقد عاشت حالة الصدمة والحزن من استشهاد طفلتهم، ويتساءل أبو عدنان عم الشهيدة عن الذنب الذي ارتكبته ابنة أخيه حتى يتم قتلها بهذه الطريقة البشعة فهي رضيعة، مضيفا: لكنهم قتلة الأنبياء والأطفال وهذه هي طبيعتهم واحسبها شهيدة عند الله عز وجل.
وفي مشهد مؤثر، تجمع مجموعة من الأطفال امام منزل الشهيدة يتحسسون دماء الشهيدة على جدران المنزل والتي لم تجف وصرخ احدهم:”الدماء مش راضية تنشف لقد كانت تلعب هنا ولا اصدق اننا لن نراها بعد اليوم”.
سقطت هديل، ولكن، ان كانت صواريخ الاحتلال مزقت جسد هديل، فانها لم تكن الشهيدة الاولى التي تسقط بصواريخ ورصاص الاحتلال، فقد سبقها مئات الاطفال الفلسطينيين، ولكل منهم حكايته مع رصاص وصواريخ الاحتلال.
فالطفلة عبير العرامين كان عمرها عشر سنوات فقط…!
وكانت كهديل بريئة آمنة مطمئنة…!
حرصت على الحضور الى مدرستها رغم كمائن القتص والقتل الصهيونية الكامنة في الطريق اليها..!
وكعادتها في كل يوم ومع انتهاء الدوام المدرسي، تحركت من صفها باتجاه بوابة مدرستها…
لم تتمكن من فحص الطريق يمينا وشمالا الا وعاجلتها رصاصة صهيونية غادرة استقرت في رأسها…!
كان ذلك في السادس عشر من كانون الثاني من عام/2007 ، حيث أطلق جنود الاحتلال الصهيوني النار على الطفلة عبير وهي واقفة على بوابة مدرستها في قرية عناتا شمالي القدس، استقرت الرصاصة في راسها، وصارعت الموت ثلاثة أيام، وأعلن عن استشهادها في 19-01-2007 …
وفي المشهد الفلسطيني ايضا، فان قصة عبير ليست سوى واحدة من مئات القصص التي سقط فيها اطفال فلسطين برصاص الاحتلال جنودا ومستوطنين على حد سواء، ووقائع ومشاهد استشهاد الاطفال متعددة يصعب حصرها، منها على سبيل المثال:
كان الطفلان يحيى رمضان أبو غزالة ومحمود سليمان أبو غزالة، وابنة عمهما سارة يلعبون مع مجموعة من الاطفال شرق بيت حانون حينما اطلقت دبابة احتلالية قذيفة قاتلة باتجاههم، فتحول الثلاثة الى جثث وصلت الى المشفى اشلاء مقطعة “، وفي الرابع عشر من حزيران/2007 أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن استشهاد خمسة أطفال فلسطينيين، وإصابة عدد آخر من عائلة واحدة –عائلة ابو مطرود- في قصف مدفعي احتلالي لمنطقة الشوكة شرق مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، وقد وصلوا إلى مشفى أبو يوسف النجار أشلاء ممزقة جراء شدة الانفجار”، وقال شهود عيان “إن دبابة احتلالية أطلقت قذيفة مدفعية تجاه مجموعة من الأطفال كانوا يلعبون فى المنطقة، ما أدى إلى استشهاد خمسة منهم، وإصابة سبعة آخرين.
وقبل ذلك بايام، استشهد الطفلان احمد ابو زبيدة وزاهر المجدلاوي برصاص قوة وحدة اسرائيلية خاصة كانت تتواجد فى محررة دوغيت سابقا فى بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وقال شهود عيان إن الطفلين اللذين يبلغان من العمر 12 عاما كانا يقومان بصيد الطيور في هذه المنطقة، وقالت مصادر طبية” إن الشهيدين أصيبا بعدة طلقات اخترقت الصدر وخرجت من الظهر في القلب مباشرة ما أدى إلى استشهادهما”.
وقبل ذلك كان ذلك المشهد المروع …كان ذلك ظهيرة الجمعة التاسع من حزيران /2006 حينما قامت دولة الاحتلال باقتراف ابشع المذابح ضد عائلة فلسطينية كاملة، حيث “محت اسرة غالية الفلسطينية من الاب الى الام الى الاطفال ومنهم من بقي حيا وفي مقدمتهم الطفلة المنكوبة هدى عن الوجود”…؟!!!
ويوم الثلاثاء.. السابع من ايلول /2004 “كانت الطالبة الطفلة الفلسطينية رغدة العصارابنة الاعوام العشرة في مقعدها الدراسي تستمع باهتمام لشرح مدرسها لمادة اللغة الإنجليزية، مع بداية الحصة الأولى في فصلها الدراسي بمدرسة بنات خان يونس، عندما سقطت ملطخة بدمائها بعد أن اخترقت رصاصة صهيونية الجانب الأيمن من رأسها”، وصبغت دماء الطفلة كراسها الذي تحول إلى اللون الأحمر والبلاطات الأمامية لمقعدها الذي سيبقى فارغا ليشهد على ابشع جرائم الاحتلال .
وكل ذلك ليس صدفة، فالادبيات والنوايا المبينة والخطط والجاهزية الاجرامية كلها قائمة لديهم: حصد اكبر عدد من اطفال فلسطين بهدف تحطيم الطفولة و”خصي الاجيال”، غير ان السفن لم تسر وفق الرغبات الصهيونية،
فاطفال فلسطين يتحولون من اطفال حجارة الى جنرالات المقاومة والانتفاضات…!
نواف الزرو