أقامت جمعية المرأة العمانية بولاية لوى بالتعاون مع الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم يوم السبت: (25 رمضان 1442هـ – 8 مايو 2021م) محاضرة عن بُعْد بعنوان: ((“إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ” ليلة تحقيق الرغائب.. كيف تستغلها؟)، للشيخ سالم بن علي النعماني، وقد قدم للمحاضرة الطالب قاسم بن محمد بن مالك الكندي من الصف التاسع بمدرسة الخوير للتعليم الأساسي (5-9) بولاية بوشر.
تحدث المحاضر عن ليلة القدر، وما فيها من فضائل، وكيف يكون الاستعداد الصحيح لها.
افتتح المحاضر محاضرته بالتأكيد على أنه ينبغي للمسلم أن يشارك غيره في العمل الصالح، وأن العمل الجمعي له أثرٌ؛ فالعمل بتعاون فريقين أو جهتين أو جمعيتين له أثرٌ فاعلٌ؛ من حيث الإتقان، ومن حيث قبول الناس.
ثم تحدث عن الخصومة وأثرها السلبي، ومن ذلك حرمان فضل ليلة القدر بسببها؛ فقد ورد عن النبي –صلى الله عليه وآله وسلم-: (خَرَجَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّمَ- لِيُخْبِرَنَا بلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنَ المُسْلِمِينَ؛ فَقَالَ: خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلَاحَى فُلَانٌ وفُلَانٌ؛ فَرُفِعَتْ، وعَسَى أنْ يَكونَ خَيْرًا لَكُمْ…).
ثم بين المحاضر أن ليلة القدر ليست محددة في يومٍ معين؛ فهي كما قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: (الْتمِسوها في العَشر الأواخِر من رمضانَ، والْتمِسوها في كلِّ وَترٍ)؛ وذلك لكي لا يتكل الناس؛ فيقومون في ليلة، ويتركون ما قبلها، وما بعدها.
ثم انتقل المحاضر للتنبيه على أن على الانسان في هذه الأيّام المباركة أن يكثر من قول ما جاء في الرواية: عن عائشة -رَضِيَ الله عنها- قالت: قلتُ: يا رَسولَ الله، أَرأيتَ إن عَلِمتُ أيَّ ليلةٍ ليلة القَدْرِ؛ ما أقولُ فيها؟ قال: (قولي: اللهم إنَّكَ عَفُوٌّ؛ تُحِبُّ العفوَ؛ فاعفُ عَنِّي).
ثم ذكر المحاضر أنه ينبغي للمسلم أن يشارك في الميدان الذي يستطيعه؛ فهنالك من يشارك في التعليم، وهنالك من يشارك في الإرشاد، وهنالك من يشارك في الصلح بين المتخاصمين، وهنالك من يسعى في قضاء حوائج المسلمين: (يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى).
كما شدد المحاضر على أنه يجب –أيضًا- على المسلمين والمسلمات في المشارق والمغارب أن يبتعدوا عن: الخلاف، والفرقة، والتنازع، سواءً أكان على مستوى الأسرة، أو على مستوى القرية، أو على مستوى الولاية، أو على مستوى البلد، أو على مستوى الأمة.
ثم عرج المحاضر إلى الحديث عن العيد، وما يؤمر به المؤمنون في هذا اليوم المبارك؛ من إخراج زكاة الفطر؛ مبينًا الحكمة من إخراجها، ووقتها، وبعض الأحكام المتعلقة بها.
ثم توجه المحاضر بالشكر إلى القائمين على الجمعية العمانية العناية بالقرآن الكريم وجمعية المرأة العمانية بولاية لوى ومدرسة الخوير للتعليم الأساسي (5-9)؛ لجهودهم العظيمة في نشر الوعي، وتحقيق التواصل والتراحم بين أفراد المجتمع المسلم. واختتم محاضرته موصيًا بقوله –تعالى-: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ) [المائدة: 2].