باريس في 10 مايو / العمانية / في ذكرى مرور 200 سنة على وفاة “
نابليون بونابرت”، تناول المؤرخ “دافيد شانتيران”، رئيس تحرير مجلة “
نابليون الأول”، اللحظات الأخيرة من حياة الإمبراطور الفرنسي المشهور.
وكان “الجنرال بونابرت” كما يسميه البريطانيون، أو “نابليون الأول” أيام
أمجاده الحربية، قد توفي يوم 5 مايو 1821 عن عمر 51 سنة.
ويقول “شانتيران” إن الإمبراطور لم يغادر فِراشه منذ يوم 22 أبريل من
ذلك العام، وإنه أملى وصيته بعناية على الجنرال “مونتولون”، رفيقه في
المنفى المعزول في جزيرة “سانت هيلين” الواقعة وسط المحيط الأطلسي
بين ناميبيا والبرازيل على بُعد آلاف الكيلومترات من أوروبا. فقد أودى به
سرطان المعدة الذي فاقمته مشاعر الكآبة الناجمة عن وضعه الجديد.
وبحسب رئيس تحرير “نابليون الأول”، فإن الإمبراطور دخل في تلك الكآبة
منذ وصوله إلى الجزيرة “ذات المناخ الضّار” بعد رحلة دامت شهرين
ونصف الشهر. وأضاف أن نابليون أصيب بالهلوسة بدءاً من 24 أبريل
1821 فأصبح يتوهم رؤية زوجته السابقة “جوزفين” التي لم يقابلها منذ
أكثر من عشر سنوات.
وكان نابليون قد طَلّقَ “جوزفين” في عام 1809 بسبب عجزها عن
الإنجاب، وهو ما أَسَرّ به للمقربين منه قبل أن يفقد الوعي. وفي يوم 27
أبريل 1821، تحسّنت وضعيته قليلاً، ما سمح له بإحصاء وختم صناديق
وعلب تبغ موجهة إلى ابنه، قبل أن يدخل من جديد في إغماءة.
وأكد “شانتيران” أن نابليون كان حريصا على النظافة إلى حدّ الهوس، إذ
كان يحلق ذقنه كل صباح ويستحمّ كل ظهيرة بالماء الساخن أحيانا، ثم بدأ
يهمل نفسه مع تفاقم حالة الاكتئاب. وفي يوم 5 مايو 1821، قام أقرباؤه
بغسله وحلْق ذقنه تَحَضّرا للوفاة.
وتَلَفّظَ الإمبراطور بكلماته الأخيرة في ذلك اليوم في حدود الثامنة صباحا،
عندما سمعه المقربون منه يقول عبارات “رأس” و”جيش” وربما “جوزفين”
مرة أخرى. وبدأ الطبيب “آرنوت”، وهو عين الحاكم البريطاني في
الجزيرة، يَعُدّ الثواني التي تفصل ما بين أنفاسه، حيث سَجّلَ ثلاث تنهدات ثم
انتهى كلّ شيء: كانت الساعة تشير إلى الخامسة و49 دقيقة مساء.
/العمانية/