قصة قصيرة
كان هناك رجل متزوج بامرأة صالحة يعيشان في كوخ صغير من سعف النخيل وجزء منه مبنى من الطين ، رزقهم الله بأبن ، كان الرجل لديه أغنام وهي المصدر الوحيد في دخله ومعيشته ، فمنها يأكل ويشرب ويبيع منها إذا تكاثرت ، كانت الزوجة الصالحة لهذا الرجل تقوم على مساعدة زوجها بخياطة الملابس النسوية حسب الطلب .
كبر الأبن الصغير وأصبح شاب يافع وقد حان وقت زواجه ، تقدم الرجل العجوز وطلب أحدى بنات الجيران لتكون زوجة لأبنه ، لكن هذه الزوجة لم تكن تحب أم زوجها لأنها عمياء وتحتاج إلى خدمة ومساعدة ، فكانت تكره مساعدتها ، كان زوجها يخرج مع أبيه العجوز لرعي الأغنام ويعودان متأخران إلى الكوخ ، فعمدت زوجة الأبن على خطة للتخلص من عمتها أم زوجها ، بحثت طويلا بين الحجارة وبين الأحراش فوجدت الثعبان الذي تبحث عنه لتقتل به عمتها ، أخذت الثعبان وقامت بغليه في الماء وقدمته لأم زوجها على إنه طبق شوربة ، كانت تعلم أن سم الثعبان سوف يقضي على عمتها بمجرد أن يصل إلى معدتها ، فهي امرأة عجوز ولن تتحمل قوة السم حين يسري في جسدها ، وعندما تموت لن يعرف زوجها ولا عمها أنها السبب في موت عمتها بل سوف يظنان إنها ماتت لأنها عجوز ، ولن تظهر عليها أي أثار .
بعد ما تناولت أم زوجها طبق الشوربة فتحت عينيها ورجع لها بصرها فصدمة زوجة الأبن ، كانت تريد قتلها لكن فعلها حقق للعجوز عمتها أم زوجها ما لم تكن تحلم به وهو عودة بصرها لها ، وهكذا أصبحت العجوز مبصرة تستطيع أن تخدم نفسها دون أن تعتمد كليا على زوجة أبنها ، هنا يضرب المثل الذي يقول رب ضارة نافعة ، تدبير الله دائما ما يفوق تدبير البشر ، يقول عز وجل ( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً . وَأَكِيدُ كَيْداً . فَمَهِّلِ الكافرين أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً )
إبراهيم بن ثاني المعشري