بعد فشل الخطة “ألف” التي اعتقد كثيرون أن المقاومة الفلسطينية ضعيفة، وأن سطوة الاحتلال الصهيوني وآلته العسكرية ستجعل من فلسطين لقمة سائغة، اصطدم هؤلاء بتلاحم المقاومة شعباً ومقاومين، خلف الحق الذي نصرهم رغم الهجمة البربرية الصهيونية عليهم، فما كان من الصهاينة ووكلائها إلا الانتقال إلى الخطة “باء” والتشكيك بالإسلام والحضارة الإسلامية، ومسير بعض الفرق الإسلامية بقصد أو بدون قصد خلف هذه البروباغندا للتعتيم على هذا الفشل، ولكسر الهمم، وإعلاء فرق على حساب فرق أخرى.
الصهاينة إن حرّفوا التاريخ وشوهوا الدين غايتهم واضحة ومعروفة للقاصي والداني، لكن الآخرين ممن يحسبون أنهم مسلمين، هنا الطامة الكبرى، والطامة الأكبر هي رفض البعض لأي تميز قام به المسلمين قديماً أو حديثاً، وبكل جرأة ووضوح، تحديداً “السنّة” في أي مكان في العالم، فيعملون على تسقيط هذا المجد لئلا يُنسب للمسلمين، والخلافة الإسلامية سواء كانت فاطمية أو أموية أو عباسية أو أندلسية أو المرابطين وغيرهم، فمن فتح العراق هو الخليفة عمر بن الخطاب، هناك من يعمل على طمس هذه الحقيقة وإلغائها من التاريخ الإسلامي، ولأن الخلفية عمر هو فاتح فلسطين ومحرر المسجد الأقصى من دنس الأعداء، تجد بعض الفرق الإسلامية ومنذ قرون ليس فقط الآن، يشككون بوجود المسجد الأقصى، فأي كفرٍ هذا الذي وصلنا إليه، المسجد الأقصى متواتر وثابت تاريخياً، لا يحتاج لأن نبرز أدلة لأحد، وفي الأساس بعد كل ما وصلنا إليه، من المعيب أن نخوض في مسألة محسومة كهذه، لكن لأن بعض من يرتدي ثوب الدين، ويلبّس على العامة والناس لأنهم لا يريدون مجداً للإسلام، لا بل أكثر من ذلك، لا يريدون مجد لأي رمز من رموز المسلمين كذلك الأمر، فإن كنت لا تؤمن فذلك شأنك لكن أن تحرّف الدين والتاريخ، عار عليك وعار على كل من يصمت في وجه مدك هذا.
الأمر المعيب الآخر، سكن العرب بلاد الأندلس 770 عاماً قبل أن تعود للإسبان، وذكرت في مقالي السابق القليل عن الحضارة الأندلسية، لكن اللافت اليوم وبعد قرون من ذلك، اعتزاز الإسبان أنفسهم بهذه الحضارة ولا يزالون يتغنون بمآثرها والنهضة العربية المسلمة التي جُلبت إليهم، في حين أن حواضر عربية كثيرة كانت الأولى في الدين والعلم والمال والأعمال، والمكتبات والفلك والطب، من الرشيد إلى المأمون إلى كل خليفة نهض بأمته في عصر من العصور، تجد الكثير ممن يعمل على طمس هذه الحقائق، لأنه مذهبه الطامح لا يتوافق مع هذه الحضارة، نعم لنسمي الأسماء بمسمياتها، الحرب المعلنة من قبل البعض خطيرة ويجب الحوؤل دون تمددها وانتشارها لما تشكل من خطر على الكيان المجتمعي والإسلامي الواحد، من تدمير مساجد ونقل أوابد وسرقة آثار وحرق كتب لا سبب في ذلك إلا الأحقاد الطائفية المريضة والمقيتة، فهل التراث الإسلامي حكر على فئة دون غيرها، هو للجميع وليس لأحد أو فئة بعينها، فإن كتبنا عن الأمويين، يخرج البعض ويقولون عنهم قتلة، والعباسيين والأندلسيين قتلة، فإذا كانوا قتلة لماذا دامت حضاراتهم سنوات طويلة؟
لنفرض مثالاً من واقعنا المعاصر، الولايات المتحدة الأمريكية، نعم شرّدت الهنود الحمر واستحلت بلادهم، وتدعم الصهاينة وتكره الإسلام والعرب، ولها دور سلبي في كل الأزمات التي تعيشها بلادنا العربية وحتى غير العربية، مارسوا أسوأ الممارسات في العراق وأفغانستان ولبنان وسوريا وكل مكان تواجدوا فيه، لكن هل من عاقل ينكر أن أمريكا من أعظم الدول عالميا؟ فيها تقنيات وتطور وصناعة وحضارة وديمقراطية وحرية وعلم متقدم وجامعات عريقة على الأقل على الصعيد الداخلي فيها، ومهما كان من كلام عليها، لكن الكثير من الناس تتوق للسفر إليها والحصول على جنسيتها، وهذه حقيقة واضحة لا تحتاج إلى توضيح وواقعية إلى درجة كبيرة وكثيراً جداً، في المقابل هناك دول إسلامية إلى الآن تقمع المخالف لها إلى الآن وحتى وإن كان من نفس المذهب، فكيف وإن كان من مذهب أو دين آخر، وهنا لن أسرد أمثلة لأنها أكثر من أن تتسع هنا في هذا المقال، لكنها تحارب أمريكا وتتهمها بالتطرف والعنصرية، لكن ماذا يكون اسمها هي؟ هل نعدد المعتقلات والإرهاب الممارس من جانبهم على مواطنيهم وتدخلهم بدول الجوار تحت ذرائع مختلفة؟
وبالتالي، إن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله سلم. ظل على مدى قرون طويلة مركزاً لتدريس العلوم ومعارف الحضارة الإسلامية، وميدانا للاحتفالات الدينية الكبرى، والمراسيم السلطانية، شاء من شاء وأبى من أبى، والمسجد الأقصى ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام، ودليل ذلك ما رواه البخاري عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: “المسجد الحرام”، قال: قلت ثم أي؟ قال: “المسجد الأقصى”، قلت: كم كان بينهما؟ قال: “أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة فصلِّ والأرض لك مسجد”، فالمرجح أن من بناه سيدنا آدم عليه السلام، بأمرٍ من الله تبارك وتعالى، دون أن يكون قبلهما كنيس ولا كنيسة ولا هيكل ولا معبد. وكما تتابعت عمليات البناء والتعمير على المسجد الحرام، تتابعت على الأقصى المبارك، فقد عمره سيدنا إبراهيم حوالي العام 2000 قبل الميلاد، ثم تولى المهمة ابناه إسحاق ويعقوب عليهما السلام من بعده، كما جدد سيدنا سليمان عليه السلام بناءه، حوالي العام 1000 قبل الميلاد.
وفي العام 15 للهجرة، وفي واحدة من أشهر الفتوحات الإسلامية، جاء الخليفة عمر بن الخطاب من المدينة المنورة إلى القدس وتسلمها من سكانها في اتفاق مشهور بـ”العهدة العمرية”، وقام بنفسه بتنظيف الصخرة المشرفة وساحة الأقصى، ثم بنى مسجداً صغيراً عند معراج النبي صلى الله عليه وآله سلم، وقد وفد مع عمر العديد من الصحابة، منهم أبو عبيدة عامر بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد وأبو ذر الغفاري، وكان اسم المسجد الأقصى قديماً يطلق على الحرم القدسي الشريف وما فيه من منشآت، وأهمها قبة الصخرة التي بناها عبد الملك بن مروان عام 72 للهجرة، مع المسجد الأقصى، وتعد واحدة من أروع الآثار الإسلامية، ثم أتم الخليفة الوليد بن عبد الملك البناء في فترة حكمه التي امتدت ما بين 86-96 للهجرة.
ما دفعنا لهذا الطرح، أن خرج وبكل “وقاحة” من درس سلبيات الاستشراق وأراد أن يجعلها أمر واقع من خلال فرضها على المجتمعات خصوصاً الإسلامية منها، وقبل تفنيد ما ذكره هذا وغيره ممن يدعون الثقافة، لا بدّ من تقديم الدليل العلمي الذي يبطل أي ترويج يخدم المشروع الصهيوني الذي يستثمر ومع شديد الأسف بأدوات محسوبة على الإسلام، لقد ذكر من يسمي نفسه المتخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه، أن المسجد الأقصى الذي ورد ذكره في الآية (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)، ليس الأقصى الذي في فلسطين، ولكن في الطريق من مكة إلى الطائف كان هناك مسجدان؛ المسجد الأدنى، والمسجد الأقصى، وأنه في ذلك الوقت لم يكن بنيت مساجد في فلسطين، وأن الذي ألف حكاية المسجد الأقصى هم الدولة الأموية لأسباب سياسية، هذا الكلام متهافت، يدل بنفسه على جهل صاحبه، وضلاله، ولولا أن مثل هذه الأكاذيب والضلالات، قد أذيعت في الناس، لما كان ينبغي للعاقل أن يقف عندها، ولا أن يلتفت إليها أصلاً.
والمسجد الحرام هو مسجد مكة، والمسجد الأقصى هو بيت المقدس، وهذا إجماع بين المسلمين، قال ابن كثير: (من المسجد الحرام)، وهو مسجد مكة إلى (المسجد الأقصى) وهو بيت المقدس الذي هو إيلياء، معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل. وروى مسلم عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه)، قال (فركبته حتى أتيت بيت المقدس)، قال (فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء)، قال (ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين…)، وروى البخاري ومسلم عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجدي هذا، والمسجد الحرام والمسجد الأقصى)، وقال النووي: (إيلياء هو بيت المقدس.. وسمّي الأقصى لبعده عن المسجد الحرام)، من قال: إن هذا ليس الأقصى الذي في فلسطين، ولكن في الطريق من مكة إلى الطائف كان هناك مسجدان: المسجد الأدنى والمسجد الأقصى، فهو هذا : فقد ضل سواء السبيل، وخالف الكتاب والسنة الصحيحة الثابتة المتواترة بشروط أهل العلم، وإجماع الأمة.
وهل كانت هناك مساجد بين مكة والطائف في ذلك الوقت، ولم تكن الصلوات الخمس قد فرضت بعد؟ قال تعالى في محكم كتابه العزيز: (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام).
ليس هذا فقط، لقد خرجت بعض الفرق الإسلامية التي تنكر وجود المسجد الأقصى على الأرض وتقول بحسب “الروايات”، لكن عن أي روايات تتحدث وهل تختلف في ذلك عن يوسف زيدان وأمثاله حين تخرج بهكذا بدع. فلماذا بعض هذه الفرق وحدها دون غيرها تشكك بالمسجد الأقصى أنه ليس الذي أسري بالرسول الكريم، بل المسجد الذي أسري إليه في السماء الرابعة؟ وذلك استناداً إلى روايات لا نجدها في أي مصدر موثوق، لكن وبحسب التاريخ إن من بنى قبة الصخرة بني أمية، ومن جدد المسجد الأقصى كما أشرنا في معرض مقالنا بني أمية في عهد الخليفة عبدالملك بن مروان، وبالتالي هذا محض دوافع سياسية للخروج بهكذا ادّعاء، فهذه مسألة تحيّز لأن الأقصى هو بيت المسلمين كل المسلمين، وليس لفئة دون أخرى، حتى يتم إنكاره، فيجب إلغاء كل هذا الكلام لأنه بطبيعة الحال لا ينفع المسلمين في قضيتهم خاصة وأن هذه الروايات تفتقر إلى الدليل والروح العلمية الصحيحة، الموضوع واضح ولا يحتاج منهم أو من يغيرهم للتساؤل أين الأقصى؟
فعلى المسلم ألا يصغ لمثل هذه الأقوال التافهة وألا يعول في دينه إلا على أهل العلم، فلا يغتر بكل من يتكلم في الدين، حتى يتبين له أنه من أهل العلم.
ولا ننكر دور السلاطين العثمانيين إبان فترة خلافتهم طوال أربعة قرون كيف حافظوا على القدس ومقدساتها، وأولوا أقوى أنواع الاهتمام بهما على كل الأصعدة، فبعهد السلطان عبد المجيد بالقرن الـ19 أعيد ترميم المسجد الأقصى، كذلك أصدر السلطان عبد الحميد الثاني قانوناً عام 1883 يحرم بيع الأشياء غير المنقولة بالدولة العثمانية عامة لليهود الأجانب. كما أصدر قراراً في 1884 بمنع الهجرة اليهودية مع السماح للأجانب منهم بزيارة فلسطين، على ألا تتجاوز إقامتهم فيها ثلاثة أشهر، وربما نعلم جميعاً كيف رفض السلطان عبد الحميد الثاني الإغراءات المالية من زعيم الحركة الصهيونية هرتزل مقابل بيع فلسطين لتكون دولة لليهود تحت السيادة العثمانية، حيث قال: (لن أتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني بل ملك الأمة الإسلامية، وقد قاتل أسلافي من أجل هذه الأرض ورووها بدمائهم، وإذا مُزقت دولة الخلافة يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حي فأن يعمل المبضع ببدني أهون عليّ من أن أرى فلسطين بُترت من دولة الخلافة وهذا أمر لا يكون، إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة)، وجملة السلطان عبد الحميد الشهيرة قبل رحيله: “يا مسلمي العالم اتحدوا”.
هذا من الجانب العربي والإسلامي، لكن ماذا عن الجانب الغربي الأوروبي؟
يقول مايكل هارت في كتابه “الخالدون مئة وأعظمهم محمد”: (لقد اخترت محمداً في أول هذه القائمة ولابد أن يندهش الكثيرون ولكن محمداً هو الإنسان الوحيد الذي نجح نجاحاً مطلقاً على المستويين الديني والدنيوي وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائداً سياسياً وعسكرياً ودينياً وبعد 13 قرن من وفاته فإن أثر محمد عليه السلام ما يزال قوياً)، وقال جورج سارتون في كتابه “حضارة العرب”: (لقد سبق للعرب أن قادوا العالم في مرحلتين طويلتين ظلت الأولى حوالي ألفي عام قبل اليونان وعاشت الثانية طوال أربعة قرون خلال العصور الوسطى وليس ثمة ما يمنع هذه الشعوب من أن تقود العالم مرة أخرى في المستقبل القريب أو البعيد)، أما ريتشارد كوك فيقول في كتابه “مدينة السلام”: (أوروبا لتدين بالكثير لإسبانيا العربية فقد كانت قرطبة سراجاً وهاجاً للعلم والمدنية في فترة كانت أوروبا لا تزال ترزخ تحت وطأة القذارة والبدائية)، هؤلاء غيض من فيض كبير، اعترفوا بحضارة الأمة الإسلامية والعربية، في حين دول تضع مخططات ممنهجة لطمس ووأد هذه الحضارة، لكن والله إنهم لمنهزمون.
أخيراً وليس آخراً، لا يمكن الفصل بين هم طائفيون يسعون إلى الاستئثار بالدين الإسلامي وفق رؤاهم وتطلعاتهم واعتقاداتهم، فلو كانت صحيحة أجزم لتبعتهم كل أمة لا إله إلا الله، لكن الغاية لا تعكس إلا أحقاد وأطماع قديمة تتجدد وتُستثمر في كل مناسبة يحاولون اقتناصها لصالحهم، أو مع من يدعون أنهم علمانيين وليبراليين ومتحررين لكن من ماذا؟ هل من الجهل أم من الفقر أم من بيع أنفسهم بأرخص الأثمان، إن مشروعكم واضح ومكشوف ولا يمكن أن يغبّر على الحقائق العلمية والثوابت التاريخية والنبوة وكل ما له صلة، إن نكران المسجد الأقصى اليوم مقدمة لنكران سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الغد، ونكران القرآن الكريم، حتى الله تبارك وتعالى وفق أهوائهم سيأتي اليوم الذي يمسون فيه الذات الإلهية لم يعد أي شيء مستغرباً عنهم، وهنا لا يمكن لأنصاف الرجال الحديث، الرجولة موقف، فإن لم يهز العالمين العربي والإسلامي ما يحدث في فلسطين فحتماً أولئك عار على الحياة بكاملها.
في كل زمان هناك ابن العلقمي بيننا، وهذا حال كل الأمم، (ابن العلقمي هو محمد بن أحمد بن علي العلقمي الأسدي، وزير الخليفة العباسي المستعصم، رتبَ مع هولاكو قتل الخليفة واحتلال بغداد، على أمل أن يسلمه هولاكو إمارة المدينة، إلا أن هولاكو قام بإهانته وقتله بعد تدمير بغداد)، هذا الإنسان الذي كان يطرب لحرق تاريخ المسلمين كما يفعل المأزومين والمهزومين اليوم، فتاريخ ابن العلقمي أسود وأحفاده اليوم منتشر في كل مكان لإثارة الشبهات والدجل وخدمة المشروع الصهيوني، لكن كل شيء إلى زوال ويبقى التاريخ شاهداً على تتار ومغول اليوم، فلسطين عربية وستبقى عربية والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله سلم.
د. عبدالعزيز بن بدر القطان