تلك الفتاة كتبت خواطر مغناة على تناهيد القهر ، تحب البحر فهو صومعتها لحفظ أسراراها .. كتبت خواطر عزفت على أوتار الشقاء والتمرد وليالي السهر .. كتبت وانتظرت زهرة تنبت بعد المطر .. أخيراً نزل المطر فانبتت زهور الأمل ، فألبسها ذلك الآتي من بعيد خاتماً لتوثيق رابط الزواج وأواصر الحب المنتظر .. أصبحت الأجواء جميلة في البدايات ،، لكنها لم تدوم كما تمنت ، فرجع النحس فهي ملاذه المستمر كما تقول .. عاد المطر ، ولكن هذه المرة سرق الخاتم من أصبعها ، فوقع على الأرض الغرقى بالماء الجاري فسحب الخاتم . ركضت خلفه بكل قوة لتلتقطه فضاع الخاتم مع التيار .. جلست وتجلس في أحزان عميقة .. عاشت في الهواجس التي تقول لم يعد يثبت بأني متزوجة رغم أنه خاتم زواجي .. وجود الخاتم بإصبعي لا يعني وجود ذلك الرجل بجانبي فقد ذهب عن دنيتي وتوجه إلى عالم غير عالمي .. لا أخفي عليكم حقيقة حبي له مع أننا افترقنا عن الفراش والعش الذي يجمعنا لالتقاط الأنفاس .. حاولت بإعادة الخاتم فعاد .. ولكن عاد التمرد من جديد فلم تعد ترتديه بإستمرار فبريقه لم يعد كبريق ليلة الزواج ، وبريق فرحته التي عبر عنها على فراش ليلة الدخلة لم تعد كما كانت حين نزل المطر على ضاحية الزهر .. كم قال أنني أسعد رجل ، فمع أخضرار الأرض بالزرع غير رأية ، فلم تعرف الأرض أهي حماقة وتمرد أنثى ، أم خيانة الرجل ،هل استثقل تلك الكلمة على الحبيبة ، أم أن الحبيبة لا تستحقها ؟
ياااااه … مؤلم ذلك الخاتم … سعدت به قليلاً …لتشقى به أمداً طويلاً .
خليفة البلوشي