سالم رجل متزوج ولديه أطفال ، لكنه غير سعيد بسبب المشاكل التي تقع دائما بينه وبين زوجته ، وبعد استمرار هذه المشاكل قد تكون شبه يومية ، عمد سالم إلى تطليق زوجته وهو كاره لذلك ، مضت أيام على طلاق سالم لزوجته يحس فيها بفقد كبير جدا ، جاء إليه أهله وأهل زوجته وتحدثوا معه بشأن إرجاع زوجته إليه ، وافق سالم وقام بإرجاع زوجته إليه ، لكن لم يستمر الحال كما كان يتوقع أهل سالم وأهل الزوجة ، أخذت التعاسة والحزن يدب بين كلا من الزوج سالم وزوجته ، تفكير سالم كان أكثر ما يكون في الأطفال إذا ما عمد على الطلاق للمرة الثانية ، فهو يتذكر عندما طلقها أول مرة ما حصل من حزن وتشتت لأطفاله وله ، ويعتبر هذه الخطوة لا تكسبه الخير بقد التعب والمعاناة .
كل يوم كان سالم يهرب من البيت بحجة الجلوس في مجلس الحلة ويحتسي قهوة مع الرجال ، لكنه كان يسرح كثيرا في أمره ، فلاحظ ذلك أحد كبار السن ممن لديهم الخبرة والدراية في الحياة ، أقترب كبير السن وأسمه أحمد من سالم وسأله
أحمد – ما بك ياولدي سالم أراك سرحان وحزين لست على عادتك
سالم – ماذا أقول لك أيها الشيخ الفاضل أحمد .. مشاكل عائلية
أحمد – إذا تراني الشخص المناسب الذي تستطيع أن تحكي له همومك ويخفف عنك فانا أستمع إليك لعلي أستطيع أن أسديك نصيحة
وقص سالم للشيخ احمد كل شيء ، هز أحمد رأسه وطلب من سالم أن يتبعه وسارا خلف الجبال لمسافة طويلة ، وعندما وصلا قرب كهف صغير وجدى هناك ثعبان يخرج راسه من الكهف ثم يرجع ، هنا قال الشيخ أحمد الرجل العجوز ل سالم
أحمد – ترى الثعبان ياسالم .. إذا أستطعت أن تخرجه من الكهف دون أن تقتله فسوف تنتهي كل مشاكلك مع زوجتك
سالم ( أستغرب سالم كلام أحمد ) .. وكيف ذلك يالشيخ أحمد
أحمد – أنت أولا أخرج الثعبان وبعدها ستعرف بشرط أن لا تقتله
ذهب الرجل العجوز أحمد وترك سالم قرب الكهف ينظر إلى الثعبان ويضرب أخماس في أسداس ، ينظر إلى الثعبان والثعبان ينظر إليه ، وهكذا أستمر سالم يذهب إلى المكان ينتظر خروج الثعبان ولكن دون جدوى .
يوم من الأيام فكر سالم في ما يحبه الثعبان من طعام ، فأخذ له كل شيء تأكله الثعابين ، خرج جزء بسيط من الثعبان وأخذ البعض من الطعام ثم رجع إلى الكهف ، ويوم بعد يوم حتى بدأ الثعبان يخرج بالكامل ويأكل أمام سالم ، وبعد أيام بدأ سالم يقترب من الثعبان ويمسح على جسده دون أن يخاف الثعبان أو يقوم بمهاجمة سالم ، هكذا شيئاً فشيء حتى كبرت المعرفة والصداقة بين سالم والثعبان ، فأصبح الثعبان يأكل من يد سالم ويجلس في حجره ، أخذ هذه المرة سالم الثعبان معه إلى الرجل العجوز الشيخ أحمد ، وهنا قال له أحمد
أحمد – ياسالم ياولدي لقد أستطعت أن تخرج الثعبان من جحره كما أنك أستطعت أن تروضه لتأتي به ولم يلدغ ولم تقم أنت بقتلم ، فكيف ليس لديك صبر في أحتوا مشاكلك مع زوجتك ولا تستطيع أن تحسن عليها كما أحسنت إلى الثعبان ، ولم تعاملها بالطيب والأخلاق كما عاملت الثعبان ، لا تنسى ياولدي زوجتك بشر لها أحاسيس ومشاعر إن أستطعت أن تكسبها وتجعلها تشعر بك جعلتك هي ملك
شكر سالم الرجل العجوز أحمد ورجع إلى زوجته وأحسن غليها وتحمل ما تقول وما تفعل وكان رغم ذلك يحنو إليها ويسمعها كلام طيب حتى كانت له كما أراد .
إبراهيم بن ثاني المعشري