أن تجاهل الموهوبين والمبدعين في جميع المجالات خطر يقودهم إلى الإحباط .. وقد حذر المختصون في مجال الموهبة والإبداع من أن تجاهل المتميزين في شتى المجالات ، وعدم تكريمهم وتقدير جهودهم قد يجلب لهم الاكتئاب والإحباط، وبالتالي يتولد لديهم ضغط نفسي لا يزول إلا بتنازلهم عن إبداعهم وأفكارهم النيرة قسراً احتجاجاً على تغييب أفكارهم وتناسي منجزاتهم ، وهناك في واقع الأمر شركات ومؤسسات خاصة ودوائر حكومية تكرم مبدعيها للحفاظ عليهم ، وفي مجال الرياضة أقول يجب على إدارات الأندية واللجان المنبثقة منها كلجنة شؤون الفرق الأهلية أن تحذو حذوهم في رعاية وتحفيز المبدعين كالاعبين والكتّاب والمصورين والمبدعين في مجال التصميم والمونتاج وغيرهم ، للنهوض بفكرهم ودرء إحباطهم وقتل طموحهم .. ولا أدري هل المعنيين يواجهون صعوبات في اكتشاف الموهوبين برغم وضوحهم كوضوح الشمس ، أم أنهم يستخدمون بعض المقاييس القديمة والتي تحتاج إلى تحديث مستمر .. نعم قد يلجأ المبدع الذي لا يجد التكريم المناسب إلى التنازل عن موهبته ، وأن كثرة الإهمال وعدم التشجيع من المجتمع يجلب الإحباط والاكتئاب، مما يولد الضغط النفسي للمتميزين ، وللتخلص من هذا الضغط يترك هؤلاء المبدعين إبداعاتهم، وهنا سوف يفقد المجتمع موهبة من الله سبحانه وتعالى، ولعل في مجتمعنا الكثير من هؤلاء الموهوبين الذين يعانون تجاهل قدراتهم وإبداعاتهم، ما يؤدي إلى التراخي ، إذ يشعر الموهوب بعدم قدرته على شرح موهبته وقدراته للمجتمع الذي لا يأبه به ، ولا يعيره أي اهتمام .
وفي عالم رياضة كرة القدم ، ومع تنظيم البطولات نتابع إعلاميين كل في مجاله مبدعين يقومون بتغطية أحداث ومنافسات تلك البطولة ، وفي ختام تلك البطولة لم نشاهد من المنظمين تكريم أؤلئك المبدعين الذين ضحوا بوقتهم ووقت أسرهم ، أو نشاهد تكريم بعضهم ويتجاهلون البعض الآخر ، وعند الاستفسار يتحججون بضيق الوقت ، وراعي الحفل في عجله من أمره ، ويوعدون بتكريهم في وقت لاحق ، وذلك الوقت المنتظر يذهب مع الريح ، ليتكرر سيناريو قصة التكريم في البطولات المقبلة .
خليفة البلوشي