التوجيهات السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم- أيده الله- في غاية الوضوح، وهي ضرورة الإسراع في تنفيذ ما أقره مجلس الوزراء فيما يخص بعض المشاريع الحيوية في مُحافظة مسندم، وأهمها إنشاء فرع لجامعة التقنية يضم عدداً من التخصصات، وتحويل ميناء خصب إلى منطقة لوجستية مُتكاملة، وفتح خطوط تصدير مباشرة، وإشهار منطقة “محاس” لتكون منطقة صناعية للصناعات الخفيفة والمتوسطة، إلى جانب بناء مخزون استراتيجي غذائي ودوائي، وغيرها من المشاريع السياحية والتجارية والتنموية.
وفي عام 2019- أي قبل عامين- أصدر المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- حزمة تحفيزية تخص القطاع السياحي تحديداً، منها الإعفاء الضريبي، والإعفاء الجمركي لكل مواد البناء في هذه المشاريع، والإعفاء من رسوم البلدية ورسوم وزارة السياحة.
وقد سبق هذه التوجيهات السامية اعتماد “استراتيجية مسندم 2040” والتي تم إقرارها منذ أكثر من 5 أعوام، والمسؤول عن تنفيذ هذه الاستراتيجية 21 جهة حكومية، وليس مكتب تنفيذ استراتيجة مسندم 2040 فقط. والحق يقال إنَّ هناك مشاريع يجري تنفيذها الآن، لكن ليست على مستوى الطموحات أو السرعة أو الحجم أو بمستوى التصاريح الإعلامية أو الخطط المعلنة بعد زيارة المغفور له السلطان الراحل- طيب الله ثراه- لمحافظة مسندم في أكتوبر 2012.
التوجيهات السامية الأخيرة تبعث برسالة واضحة ومباشرة بأنَّ محافظة مسندم ليست كبقية محافظات السلطنة الأخرى، من حيث الأهمية والحساسية والتعقيد؛ لذلك فهي تستحق التركيز الحكومي العاجل دون مزيد من الانتظار، فأبناء المحافظة وبقية الفئات المستهدفة أو المهتمة في تطوير وتنفيذ المشروعات التنموية في المحافظة من تجار ومستثمرين ومتابعين لعدد من الخطوات العملية، وأهمها:
خطة تنفيذية شفافة لمراحل تنفيذ المشاريع المعلن عنها، ومراحلها الزمنية، والنتائج المتوقعة في الجانب الاجتماعي والاقتصادي والأمني، والفئات المستهدفة.
مؤتمر إعلامي يقوده مكتب معالي المحافظ يُعلن عن أهم المعلومات التي يحتاجها المتلقي، يحضره الإعلاميون من داخل وخارج السلطنة، سواء بالحضور الميداني أو الافتراضي.
زيارة موسعة لأعضاء مجلس الوزراء للمحافظة، وعقد أحد اجتماعته هناك، وتوضيح الخطط والإسهامات المرتقبة من 21 جهة حكومية لتنفيذ الاستراتيجية الشاملة لتطوير مسندم 2040.
استبدال عبارة “مسندم 2040” في التصاريح الإعلامية، والتركيز على المشاريع التنموية المنفذة سنة بسنة، وما هو متوقع تنفيذه قبل نهاية الخطة الخمسية العاشرة 2021- 2025.
حصر وتقييم ما تمَّ الإعلان عنه منذ عام 2012 إلى الآن، وتحديد المشكلة، وتحديد الخارطة التنفيذية الشاملة الممكنة بشرياً ومالياً وفنياً ولوجستياً، وتنفيذ ما يمكن تنفيذه بجرأة وجسارة.
إنَّ الجميع يتفق على أنَّ مسندم ذات خصوصية وأهمية قصوى؛ ليس بسبب مرور أكثر من 90% من صادرات النفط الخليجي من مضيق هرمز المشاطئ لمسندم، وإنما بسبب عشرات الأسباب الاقتصادية والأمنية والسياحية، والتي ذُكرت في مُعظم الدراسات والتقارير الحكومية؛ لذلك فهي تستحق اهتمامًا وجهودًا استثنائية مُضاعفة، ولا مجال للحلول البطيئة أو التقليدية.. لابُد من أن تُعامل مسندم بما تستحق.
خلفان الطوقي