باريس في 16 يونيو/العمانية/ أصدرت الكاتبة الفرنسية /لورا المكي/
والموسيقي الفرنسي /بيار غريلا/ كتابًا بعنوان “غير مفهومات” يتحدث عن
عدد من النسوة لم تَفهَمهُن المجتمعات التي عشن فيها لكن التاريخ أنصفهن
فيما بعد. وتشترك النماذج الواردة في الكتاب في كونها تمثل نساء حالمات
يسعين وراء المستحيل والمطلق ويعشقن الحرية حد الجنون والموت.
ويبدأ الكتاب بالفنانة التشكيلية والمخرجة الفرنسية الأمريكية /نيكي دا سين
فال/ المشهورة بمنحوتاتها حول المرأة الحسية، حيث تَبَنت هذه الفنانة فكرة
ضخامة المرأة وضرورة اتخاذها لمكانها المناسب وسط الرجال. وبحسب
المؤلفة، فإن السر الكامن في هؤلاء النسوة هو أنهن لم يطالبن بشيء،
معتبرة أن ذلك ربما يدخل ضمن حريتهن والتعريف الحقيقي للحرية طالما
أن المرء يمكن أن يكون حرًّا دون الحاجة إلى الصراخ بأعلى صوته.
وتقول /لورا المكي/ إن هؤلاء النسوة كن على حق بشكل مبكر حول طريقة
عيشهن دون طلب الإذن من أي كان. وهو ما ينطبق أيضًا على الشاعرة
الأمريكية /إيميلي ديكينسون/ التي اعتبرها الناس مجنونة لأنها كانت تغلق
عليها منزلها ولا تخرج منه أبدًا طوال سنين عديدة: ففي حين لا يفهم
الآخرون كيف يمكن لشخص ما أن يرفض العالم، تجد الشاعرة أنه من
الطبيعي جدًّا أن تنظر إلى الخارج من خلال نافذتها.
وأشارت المؤلفة إلى أن هذا السلوك كان في نظر المعنية، بعيدًا كل البعد
عن استفزاز الآخرين وإنما رغبة خاصة بها. وأضافت بأن هؤلاء السيدات
حالَفَهُن الحظ اليوم لأن المجتمع فَهمَهُن من خلال الآثار التي تركنها، سواء
كانت كتابة أو غناء أو تلحينًا أو غيره…
وتؤكد /لورا المكي/ أن الناس يمكنهم اليوم سماعهن وقراءتهن في أعمالهن
الخاصة كما هو الحال بالنسبة للممثلة الأمريكية /مارلين مونرو/ التي تعد
كاتبة وليست فقط حسناء شقراء. وأشارت المؤلفة إلى أن هذه الممثلة كانت
موهوبة في زمنها وأن مذكراتها كانت رائعة وتستحق المطالعة.
/العمانية/١٧٩