::
مسقط في 25 يوليو /العُمانية/ أصدر الباحث عيسى البوصافي كتاب “مداخل إلى شعرية النص عن عائشة السيفية” مقدما الإهداء إلى الشاعرة، مقدمًا في ثمانية فصول جوانب من هذه المداخل، وهي جمالية الشعر النسائي (عائشة السيفية أنموذجا)، ثم يمضي في ملامح القصيدة لدى الشاعرة، بدءا من مقاصد القول الشعري لديها، والمعاني الأكثر استهلاكا، وصور الواقع مقابل الخيال، والاجتماعي اليومي في ثنايا الشعر التخييلي، وحضور الوطن في نصوصها، والمعاني المبتكرة المحدثة عندها.
قدم الباحث تصديرا لكتابه بمجموعة من أبيات شعر للشاعرة، تقول فيها:
نشجَ الليلُ بعيني وبكى
كيف يبكي مَنْ مِنَ الدمعِ غرق؟
وهوى كالظلِّ يمشي نائمًا
مثل نجمٍ مسَّه حزنُ الغسق
صاخبٌ حزني، وليلي صامتٌ
وارتباكي في لظى الصمتِ علق
يا رفيقي، جففِ الدمع وقفْ
فوق خدي كشهابٍ في فلق
يرى الباحث في كتابه الصادر عن مؤسسة اللبان للنشر أن المتتبع لمسيرة الشاعرة عائشة السيفية “يظفر بكم هائل من الجماليات النصية، التي ما فتئ يحققها النظم لديها، ولئن كانت الشاعرة ترصد بداياتها الأولى، فإن دواوينها الشعرية الأخيرة أصبح لها حضور مضمخ بالجمال في الساحة الشعرية العمانية، وكذلك الساحة العربية، فقد استوت تجربتها الشعرية في العشرية الأخيرة، وهو دليل واضح على تمكنها من القول الشعري؛ مما جعل من كتاباتها على اختلافها وتباينها، تلفت انتباه المتلقي، وتدعوه إلى مزيد من النظر في مختلف الثيمات والموضوعات التي تطرحها في مختلف دواوينها الشعرية”.
ويشير الباحث البوصافي إلى أن “الشاعرة قد استفادت من مختلف المحاولات الشعرية، التي كانت بصدد الاطلاع عليها، واستفادت من طرائق نظمها وقول أصحابها؛ مما جعل من تجربتها الشعرية أنموذجا شعريا رائدا في مجال النّظم والقول الشّعريّ الهادف، فنهلت من كيفيّات النّظم المختلفة، ونظرت في سبل تصريفها؛ مما جعل هذه الكتابات الشعرية لديها مثارَ بحثٍ وتأملٍ، يتردد صداها في محاولات نقدية مختلفة، وربما يعود ذلك إلى امتلاك هذه الشاعرة لطرائق في الكتابة الشعرية، ذات ملامح متفرّدة، لا تقطع مع الموروث، ولكنّها تؤسّس لنفسها كيانًا شعريًّا جديدًا في السّاحة العربيّة بشكل عام، والسّاحة العمانيّة بشكل خاص”.
/العُمانية/النشرة الثقافية /طلال المعمري