بيروت، في 25 يوليو/العُمانية/ تأتي مجموعة “سمكريّ الهواء” في زمن الفوضى العارمة على صعيد القيم واللغة والشعر والمفاهيم، ويطرح فيها الشّاعر اللبناني/ الألماني سرجون كرم، على نحوٍ فجّ وصريح، إشكاليّة الشّعر العربيّ المعاصر الذي يبدو عاجزًا عن تجاوز ذاته المأزومة بين التّقليد والحداثة بمفاهيمها العالقة في دوّامة التكرار النّمطيّ للنّماذج الشّعريّة العربيّة.
يقول الشاعر في مجموعته الصادرة عن المؤسّسة العربيّة للدراسات والنّشر:
“أعود من غابة الشّعراء
كما دخلتُ
ذئبًا منفردًا
مزنّرًا بالرمل المتحرّك
في التّأويل والخرافة”.
تستفزّ القصائد الموزّعة على 176 صفحة، القارئَ، وتحرّض الإنسان فيه، ثائرةً على أولئك الذين يدّعون أنهم سطروا ما يرقى إلى مستوى التراث الشّعري العربي، أو إلى المستوى الذي يسمح للقصيدة بأن تكون إنتاجًا ندًّا في الثقافة العالميّة والإنسانية. يقول الشاعر:
“ونحنُ صاعدون برجَ بابل
وكلٌّ يقطف من عمود الملح
وعمودِ النارِ ورقةَ فتواهُ
في أشكال الحكمِ
ومسألة الجندرِ وإبرِ تكبيرِ الشّفاه
والشّاعراتِ الجميلاتِ على الفيسبوك
واللايكاتِ فيهنّ…
أقول لنوح: لا ذنبَ لك
سوى أنّك في فلككَ ربطتَ منقار نقّار الخشب”.
ووفقًا لبيان صحفي للناشر؛ نقف في هذه المجموعة أمام معانٍ متدفّقة بلغةٍ وبناءٍ فريدين، لشاعرٍ يعيش بين الشّرق والغرب، يستنبط بينهما الموقفَ والرّؤيةَ والرّؤى إزاءَ الحياة والوجود، شعرًا يسبرُ به الأغوار السّحيقة للتجربة الإنسانيّة، يدهشنا بسعة الثقافة لديه، بوحي الفيلسوف الموهوبِ العالمِ بالتاريخ والأديان، وبعلم النّفس والاجتماع، وبتواضعِ مَن يكتبُ الهايكو، فـ”تخرجُ المعاني من بين يديه إبداعًا جماليًّا ومعرفيًّا فريدًا ينسجُ منه للقارئ فخًّا لذيذًا يقول معه: لا أريدُ أن أخرج من متاهة هذا النّصّ”.
/العُمانية/النشرة الثقافية /طلال المعمري