كانت هناك قرية صغير بيوتها مترابطه وأهلها يقوموا دائما متحابين وأهل القرية يعتمدون كل الإعتماد على رزقهم من الزراعة ، بعد مرور فترة طويلة انقطعت فيها الأمطار وبعد ذلك جفت الأفلاج وما بقي الا القليل من الأكل وأخذوا يأكلوا القليل وأغنامهم تكاد ان تموت من الجوع وما تبقى منها أكلوه من شدة ما حل لهم من جوع وقحط .
بدأ كل واحد يرحل من القرية ومن ضمن هذه قرية رجل ومعه عائلة رحل ليبحث عن مكان أفضل لعائلته ، بعد مشقه وعناء وهو يمشي في وادي صادفا رجال متجمعين ليشربوا القهوة والتمر تحت شجرة يستظلون بظلها ، مزارعهم جنة خضراء وأستقبلوه الرجال مع عائلته وبعد اطعامهم من الأكل الذي لديهم اخبرهم الرجل ماذا احلي بهم من جفاف في الماء والمرعى وكيف ماتت اغنامهم رحل جميع من بالقرية وما إن انتهي من كلامه ، أراد كل شخص فيهم أن يكون في ضيافته بعد جدال بينهم اتفقوا أن يكون كل يوم مع احد منهم حتي ينتهي من بناء منزل له ولي عائلته.
وبعد أيام بعد العمل معهم وتفقد أحوال القرية الجديدة وكان خبير في مجاري الأودية ، وذات يوم شاهد في أعلى الشجرة شيء يشبه العش وقرر ان يتسلق الشجرة ويعرف ما هذا حتي وصل إلى أعلى الشجرة فوجد ما لم يكن في الحسبان ، أنه روث الحيوانات مع طين وهذا يدل علي قوة الودي ومنسوب مياهه التي تصل إلى هذا العلو من الإرتفاع ، عرف حينها أن بيوت أهل هذه القرية في خطر محدق ويمكن أن يجرفها الوادي كلها بسبب قربها من الوادي وعدم ارتفاعها ، يعني هذا المكان غير أمان اللعيش فيه وذهب الي شيخ القرية وأخبره ماذا رأى ولكن الشيخ لم يقتنع بكلامه وكان معظم المنازل توجد جنب المزارع قرب الوادي ومن ضمنها منزله .
الرجل فطن ذهب وبناء له منزل في مكان مرتفع من القرية ، بعد مرور سنوات حدثت أمطار قوية في القرية حتى خرج جميع الناس من منازله وذهبوا إلى مكان مرتفع وأخذ الوادي يجرف منزل منزل أمام أعينهم ومزارعهم وحيوانتهم .
وهذا
دليل أنه مهما طالت السنوات يعاد الفلك وما حدث في الماضي من أحداث ، والله جعل هذه العلامات مثل التي كانت في الشجرة حتى يقدر الناس ما وقع سابقا ويأخذون العبر ويتلافون الأخطاء .
قصة قصيرة/ إبراهيم بن ثاني المعشري