أَوْقَفَنِي خَجَلِي ذات مُرّهُ ، وَأَنا أُشاهِد بَراءهُ طِفْلا يُلاعِب أُمّهُ وَيُقَبِّل خَدَّها العُذْرِيّ ،وَهِيَ تُلْبِسهُ الحِذاء الَّذِي ٱِنْتَعَلَ فردتيه بِالعَكْس ، واضِعاً كُفُوف يَدَيْهُ الخَفِيفَة عَلَى مُقَدَّمَة رَأْسها ، وَيُراقِبها بِكُلّ حَبَّ وَ تُمْلِك وَفَخْر ، ثُمَّ قالَ أَحَبّ الكُرَة وَلِكِن أَحَبّكَ أُكَثِّر .
تَصاعَدتَ ضَحَكات أَلْأَم ذات المَلامِح العَرَبِيَّة .. يَتَوَسَّط عَيَّنيها جِمالاً غَيَّرَ مُعْتاد ،يَشِدّ الناظِر لَها وَثَغْراً مُخْمَلِيّا مُزَيِّن بِالخَجَل .
حَمَّلَت طَفَلها فِي حِضنَها وَذَهَّبتُ إِلَى حَيْثُ المَسِير ..
وَأَنا امَشْي خُلْفهُما ، راقَبتُ خَطَواتها آلَتَيْ كانَت تَتَلاعَب بِها مَعَ طَفَلها المُدَلَّل وَضَحَكاتهُم المُفْعَمَة بِالحُبّ تَتَرَدّ بِالمَكان .
تَذَكَّرَت حَيْنها عِنْدَما كحلت عَيْنايَ وَذَهَّبتُ مسرعة إِلَى أُمِّي وأنا أُرَدِّد أُمِّي ..أُمِّي .. أُمِّي .. أُنْظُرِي كَم عَيْنايَ جَمِيلَتَيْنِ بِالكُحْل الأسود فَرُدتَ عَلَيَّ لا تَحْتاجِينَ لِلكُحْل فَقَد جَمَل اللّٰه عَيَّناك وَرَوْحكِ بِكَحِل رَبّانِي وَفِطْرِي فَعَفاف تَفاصِيلها يَحِق لَكّ التَفاخُر بِها .. شَعَرتَ حَيْنها كَأَنِّي طائِراً خَفِيفا يَتَزَيَّن بِأَلْوان القَوْس قَزَّحَ وَ يُحَوِّم فِي الأُفُق العالِي مَن شِدَّة الفَرَح .. نُعْم أنا أُنْثَى الأُفُق !
عواطف بنت ناصر العامرية