استشطت غضبا عندما رأيت بعيني وسمعت بأذني هاتين أمواج بشرية تترامى كترامي طوابير الأمواج المليئة بزبدها الأبيض لترميه على الشاطئ هكذا هو ذلك الإزدحام الذي رأيته تجمع غريب عجيب فزفرة أنف هذا تذهب لتدخل في فم هذا وصرخات الأصوات تتعالى مشبعة باللعاب المتطاير من افواه أولئك القوم في الهواء !.
فقلت في نفسي و أنا أشاهد ذلك المنظر من على الرصيف المقابل ألم يرى هؤلاء الناس أهوال المعاناة التي يعانيها من وقع في شراك كورونا؟! ثم ألم يسمعون و ألم يشاهدون أعداد الجنائز التي ترحل إلى الموت؟! وبشكل يومي؟! وهل يضمن هؤلاء المستهترون صحتهم بعد هذا المنظر القاتل؟! سبحان الله العظيم !
و كأننا نذهب إلى حالة الخطر طوعا وبإرادتنا ولماذا ؟! والجواب هو إنني لا أدري ثم الآن ونحن في أجواء التطعيم و اللقاحات حيث فايزر و إخوته من الفاكسينات الأخرى ويأتي الرد سريعا من بعض ضعاف النفوس بالرفض لماذا؟! والجواب هو إننا إذا أقدمنا على اللقاح سنموت بعد سنتين وسنصاب بالعقم والذي سيتزوج حديثا لن ينجب بنات وتخاريف أخرى ما أنزل الله بها من سلطان.
فبالله عليكم أيعقل أن العالم بأسره قد أخذ اللقاح بل أن كل دولة من دوله الآن تأمر و تحث شعبها على أخذ اللقاح درءا لمخاطر كورونا المستقبلية ونأتي نحن لنقول بأننا سنموت بعد عامين ان نحن اخذنا جرعات اللقاح ؟! هل هذا الكلام من المنطق؟! أليس هذا تدخل في علم الله سبحانه وتعالى مما يعني تدخل في علم الغيب الذي لا يعلمه إلا وحده جل جلاله؟! وهل العالم ساذج الى درجة تجعله بأن يؤدي بشعوبه إلى الإنتحار والهلاك؟!.
فهذا الكلام لا ينطق على عاقل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر ويؤمن بالقضاء والقدر أن العالم العلماني هو الذي بدأ بأخذ اللقاحات تجنبا لإنتشار العدوى جرّاء وجود الوباء في عالم الانسانية أجمع فلماذا نحن نتخلف عن اخذ اللقاح ؟! ماهو مسوغ العزوف عن الإقدام إليه؟! بل كان الأولى بنا كمسلمين أن نأخذ بأسباب السلامة تجنبا لخطر هذه الجائحة لذلك نقول بأن : “احترام بنود و تعاليم اللجنة المتعلقة بصدد الوقاية من الإصابة بكوفيد19و الإقدام على مراكز التطعيم لأخذ اللقاح حسب الإشتراطات التي تم تقنينها من قبل وزارة الصحة و اللجنة العليا و تطبيق قواعد التباعد الأسري والمجتمعي فهذا كله يقلل من خطورة الإصابة والعدوى بكورونا(كوفيد19)”.
أما بالنسبة لي شخصيا فإنني الآن أتنهد تنهيدة مليئة بالأمل والحسرة في آن واحد وذلك لسبب الخوف من سماع أخبار مفزعة مخيفة توحي بإصابات و وفيات وقاني الله وإياكم من شرور ذلك وفي نفس الوقت لدي أمل في ربنا عزوجل بأنه سيزيل عنا هذا الشر المستطير و سيقضي عليه و لهذا فإنني أنصح نفسي أولا ومن ثم أتوجه بهذا النصح إلى كل حبيب وعزيز بأن نجعل بيوتنا قبلة و أن لا ننسى الدعاء والتبتل إلى الله سبحانه وتعالى في صلواتنا لعله يرحمنا بتضرعنا إليه بأن يغيب عنا كورونا و أن يريحنا من عنائه و أن يعيد لنا حياتنا كما كانت بفرحها ومرحها وسرورها وغبطتها بنور قمر ليلها و بهاء شمس نهارها بإذن الله الواحد القهار.
فاضل بن سالمين الهدابي