يزدحم (جروب) الرياضة العمانية في منصة الواتس آب هذه الأيام بأخبار الألعاب الأولمبية التي تستضيفها طوكيو وتتراكم الرسائل في تلك المجموعة حول نتائج المنافسات في ظل (التقمقيم) حول الظهور المتواضع للرياضيين العرب في الأولمبياد العالمي!
الغريب في واقعنا الرياضي إستمرارية المنهج الفكري المقرر لسياسة تعاطينا مع تلك المنافسات فنرى اللاعب الفلاني يستعد قبل البطولة بشهور قليلة ونرى اللاعب الفلاني يسافر قبل منافسته بأيام معدودة وغير ذلك من المظاهر التي تنم عن ضحالة الفكر المنظم للرياضة عندنا بشكل عام وكأن الإنجازات الرياضية تتحقق بما يقدمه مارد المصباح بقوله (شبيك لبيك ميداليتك بين ايديك).
الحقيقة أن تغيير واقعنا الرياضي يحتاج لنظرة أعمق تجعل من الرياضة ثقافة تنافسية حاضرة من مرحلة الرياضة المدرسية والمرحلة الجامعية والنشاط الرياضي في الأندية والفرق الأهلية وأن يكون توجيه ذلك مخصص لممارسة الرياضة وتعزيز البيئة الرياضية لفوائدها التي تعلمونها جميعا وفي خضم ذلك تظهر المواهب التي يركز عليها كشافو الجهات ذات العلاقة بالشأن الرياضي أما إنتظار ظهور الموهبة والبطل في ظل واقعنا الحالي فهو كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء.
الأمر ليس مرهونا بالمادة بقدر إرتباطه بتخطيط إستراتيجي واضح فنرى الكثير من أبطال الأولمبياد يأتون بميزانيات لا تذكر أمام المخصصات الرياضية عندنا – والتي نطمح بزيادتها طبعا – ويحققون الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية فالعبرة تكمن في تخطيط إستراتيجي واضح على المدى البعيد يبدأ من غرفة الرياضة المدرسية التي يتعلم فيها الطالب أساسيات وقواعد الألعاب الرياضية ومع مرور السنوات يدخل في منافسات مدرسية فيها (الدربيات) بين الفصول و(الكلاسيكو) بين المدارس في الولاية الواحدة ليستمر ذلك الطابع التنافسي في المرحلة الجامعية وبلا شك أن الأندية الرياضية شريك أساسي في ذلك من خلال تعزيز البرامج الرياضية لمختلف الألعاب الرياضية بعيدا عن فكرة أن النادي هو كرة القدم فقط.
المطالبة بالنتائج لا يستعجل بها ولكن في ذات الوقت لنكن صادقين مع أنفسنا في تقييم موقعنا الحالي وفق رؤية واضحة نعرف من خلالها ماذا نريد منها أما الجعجعة العشوائية – وإن كانت مدوية – فهي خبط عشواء وهدر في الوقت والجهد والمال فالطاقات الشبابية تحتاج إلى من يظهرها وتحتاج إلى من يجيد بإمتياز فن صناعة البطل.
محمد بن عبدالله سيفان الشحي
٢ أغسطس ٢٠٢١ م