في يوم صيفي منتعش بسحب (الكوس) تحلو الرياضة على (سيف) البحر ليعقب ذلك السباحة في بحر دبا الجميل مع تحدي جلب (الريل) والإنتكاس لتنظيف الجيوب الأنفية – كما يقول أهل الخبرة – ولا يكدر صفو ذلك إلا ما تناله القدمين من بشاعة البقع السوداء (القار).
ضريبة الموقع الجغرافي لمحافظة مسندم المطل على مضيق هرمز الذي تعبر من خلاله سفائن نفط الخليج نحو العالم وتحدث التجاوزات البيئية من خلال تفريغ تلك الناقلات – وغيرها من المراكب البحرية – لبقايا الزيوت النفطية وهي في عمق البحر بعيدا عن أعين الرقابة التي نفترض أنها تراقب على مدار الساعة.
مشكلة (القار) ليست بالجديدة في شواطئنا وبلا شك لا يمكن إلقاء اللوم على الجهات الحكومية المعنية بالجانب البيئي في الشواطئ لدينا وهي قائمة قدر الإمكان في معالجة تلك الملوثات والتحدي الحقيقي يكمن في مراقبة السفائن المخالفة في عمق البحر وذلك هو الإختبار الحقيقي.
المغفور له بإذن الله تعالى السلطان / قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – أسس مركز الأمن البحري عام ٢٠١٣ م وهو معني بإدارة وقيادة عمليات الأمن البحري في المنطقة البحرية العمانية على مدار الساعة في مجال الأمن البحري وأيضا في الجانب البيئي والمناخي ويقوم بتلقي البلاغات وفق القنوات المتاحة ليتم توفير الاستجابة السريعة والإجراءات الممكنة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وعليه فإن الإسراع بتقديم البلاغات إلى المركز يساعد في الحد من تلوث شواطئنا الجميلة من تلك الترسبات الكريهة.
ولنكن أكثر واقعية فالوصول إلى الحل الجذري للقضاء على مشكلة (القار) لابد أن يتضمن – إلى ما سبق – تفعيل معالجة تلك التسربات عند دخولها في المياه الإقليمية العمانية دون إنتظار ترسبها على الشواطئ بإستخدام المعالجات الحيوية والمشتتات الكيميائية والتجريف والشفط وتلك العمليات ليست بالمستحيلات.
محافظة مسندم في ظل الرؤية المستقبلية الواعدة التي تراها مرتكزة على مقومات جمالها البيئي تستحق تضامنا وتكاتفا لتستمر مضرب المثل في جمالياتها البيئية التي ستقوم عليها كيانات اقتصادية وتجارية ولا نريد لذلك المستقبل المزهر الذي ننتطره بأن يتكدر صفوه كما تكدر صفو عصرية دبا الجميلة بإتساخ القدمين بالبقع السوداء.
محمد بن عبدالله سيفان الشحي
١٧ اغسطس ٢٠٢١ م