المرشح لمنصب مستشار حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي / الاتحاد الاجتماعي المسيحي أرمين لاشيت إلى جوار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبل الانتخابات
أعربت عن “قناعة تامة” في ترشحه لخلافتها على رأس المستشارية
برلين-(أ ف ب) – أبدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل السبت دعماً قوياً لرئيس حزبها الاتحاد المسيحي الديموقراطي ارمين لاشيت الذي يواجه صعوبات كبيرة قبل خمسة أسابيع من الانتخابات التشريعية، وأعربت عن “قناعة تامة” في ترشحه لخلافتها على رأس المستشارية.
وأثنت المسؤولة الألمانية (67 عاماً) خلال مشاركتها للمرة الأولى في الحملة الانتخابية، على الصفات الإنسانية للاشيت القادر على “بناء الجسور بين الناس”.
وقالت “كان من المهم بالنسبة إليه على الدوام جعل كرامة الفرد التي لا تتجزأ محور كل شيء”. وأضافت “أنا على قناعة تامة” بأنّه “سيخدم الألمان بهذا النهج” في حين يواجه لاشيت صعوبات ويفقد الزخم في استطلاعات الرأي.
ودافعت ميركل عن قرارها النأي بالنفس عن الحملة الانتخابية، وقالت إنّ المسؤولين السياسيين “الذين يضعون حداً لعملهم السياسي، ينبغي عليهم تجنب” التدخل في الحملات.
وأضافت خلال التجمّع الذي حشد نحو مئة شخص في برلين بينهم لاشيت ورئيس مقاطعة بافاريا ماركوس سودر، “هذا هو موقفي، وهذه هي قناعتي التامة”.
وشكلت هذه المناسبة فرصة للمستشارة التي خاضت أربع حملات انتخابية ناجحة لإلقاء واحد من خطبها الانتخابية الأخيرة بعد 31 عاما من العمل السياسي وبينما ما زالت تتمتع بشعبية لدى الرأي العام الألماني.
وهدفها واضح وهو أن تحاول كسب نقاط للمحافظين بفضل التأييد القياسي الذي لا تزال تحظى به، بينما يتقلص حجم تقدمهم في استطلاعات الرأي من أسبوع إلى آخر.
وستلتقي ميركل الإثنين أرمين لاشيت مرة جديدة للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس ولاية شمال الراين فيستفاليا التي تضم أكبر عدد من السكان وحكمها لاشيت أربع سنوات.
وتراجعت نسبة التأييد للمعسكر المحافظ (الاتحاد الديموقراطي المسيحي وحليفه البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي) في نوايا التصويت إلى ما بين 22 و23 %اليوم مقابل حوالى30% قبل بضعة أسابيع.
ومنذ بداية العام عندما كانت نسبة التأييد له تبلغ 36 بالمئة، سجل تراجعا حادا.
يأتي بعد المحافظين حاليا الحزب الاشتراكي الديموقراطي. فبقيادة وزير المالية أولاف شولتز حقق هذا الحزب الذي يتمتع بوجود قوي في الحياة السياسية بعد الحرب، تحسنا مفاجئا بحصوله على 21 %من نوايا التصويت حسب استطلاعات الرأي الأخيرة.
وتفيد بعض الاستطلاعات بأنه يتقدم حتى على حزب الخضر.
ومع حصولهم على 17 %من نوايا التصويت، يمر دعاة حماية البيئة بحالة ركود طويل منذ بداية الصيف بعيدا عن الحماسة التي أعقبت إعلان ترشيح أنالينا بربوك في إبريل، حين نجح حزب الخضر في التفوق على المحافظين في استطلاعات الرأي.
وتمكن شولتز رغم افتقاره إلى حضور قوي وإلى قدرات خطابية، من تطوير صورة تؤكد كفاءة الحزب لدى الناخبين، فيما ضاعف أرمين لاشيت وأنالينا بيربوك الاخطاء الفادحة واضطرا للدفاع عن نفسيهما من تهم سرقة تأليف وفي التأليف.
كما أدى سوء الإدارة السياسية لأزمة الفيضانات المدمرة في يوليو في غرب البلاد من قبل أرمين لاشيت رئيس إحدى المنطقتين اللتين تضررتا من الكارثة، إلى تسريع سقوطه وصعود الحزب الاشتراكي الديموقراطي.
وكان لصور ظهر فيها يضحك خلف الرئيس فرانك فالتر شتاينماير وسط فيضان، تأثير كارثي على رجل لم يلق يوما إجماعا في حزبه السياسي.
وقبل خمسة أسابيع من موعد الاقتراع الذي ستراقب كل أوروبا نتائجه، تتصاعد المعارضة داخل حزبه حيث يطالب البعض بسحب ترشيحه.
وانتخب لاشيت (60 عاما) على رأس الاتحاد الديموقراطي المسيحي في يناير الماضي. وواجه هذا الوسطي صعوبات جمة في فرض نفسه في مواجهة منافسه البافاري ماركوس سودر لقيادة قائمة الاتحاد الديموقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي الديموقراطي.
وأطلق ماركوس سودر تحذيرا هذا الأسبوع معتبرا أن الوضع “صعب”، في تصريحات أدلى بها خلال اجتماع للمسؤولين التنفيذيين في حزبه ونشرتها صحيفة “سود دويتشه تسايتونغ”.