مواطنون يفضلونها داخلية.. وهناك من اختار الخارج
متابعة ـ سعيد بن مفتاح الهنداسي:
في الصيف تشتد درجات الحرارة حيث ترغب النفوس في التغيير وتهفو القلوب إلى الراحة والأعين لمشاهدة مناظرَ تخفف من ضغوطات الحياة، إذ يبدأ الكثير منا في إعدادِ حقيبة السفر وحزم الأمتعة والاستعداد لقضاء إجازة سعيدة، فهناك من يقضيها داخلية في ربوعِ الوطن وآخر يُفضلها خارجية وفي ظروف الجائحة كان السفر حاضرا ولكن كيف كانت وجهات نظر العائدين من رحلاتهم؟ وكيف يصفونها؟
«عمان» اقتربت من واقع تجربة السفر في ظل جائحة كورونا وتناولت تجربة قضاء إجازة الصيف من خلال اللقاء بمجموعة من العائدين إلى أرضِ الوطن أو ممن قام فيها برحلاتٍ داخلية في المدن العمانية، كما استمعنا إلى وجهاتِ نظر مكاتب السفر والطيران حول ما تم تداوله من ارتفاع أسعار التذاكر خلال فترة «الجائحة» واستغلال ظروف عدم سفر الكثير من العائلات خلال فترات الإغلاق المتعددة لللحد من تأثيرات انتشار الفيروس لنخرج بهذه الحصيلة:
فرق شاسع في أسعار الفحوصات بين الدول في الخارج والعيادات داخل السلطنة
عشق البحر
البداية مع نعمة البهلولية التي قضت إجازتها الصيفية في ربوع الشرقية حيث قالت: كانت الرحلة الصيفية داخلية برفقة العائلة وهي رحلة في مجملها ممتعة وشيقة بين محافظتي شمال وجنوب الشرقية التي تعتبر من المحافظات التي تتميز بمقومات سياحية فريدة من نوعها تمتزج طبيعتها الخلابة بين بيئات مختلفة تضفي لكل منها جماليات ولمسات تميزها عن غيرها، منها ساحلية تعانق أمواجها بحر العرب وبحر عمان، وتضيف البهلولية لم تواجهنا صعوبات وتحديات، بالعكس كانت الرحلة سلسلة وأكثر من رائعة ناهيك عن التكاليف المادية البسيطة والمناسبة بالمقارنة مع الرحلات الخارجية التي تكلف مبالغ طائلة.
في ربوع صلالة
مريم الفارسية تحدثت عن تجربتها في ربوعِ صلالة قائلة: قضيت إجازتي الصيفية هذا العام محلياً وقد كانت رحلة ممتعة، وقد قضينا وقتا جميلا وسط أجواء خريفية أجمل مع تساقطِ الرذاذ والمناظر الخلابة في ربوعِ صلالة، وتضيف الفارسية: كانت الرحلة برية لذلك واجهتنا صعوبة على طولِ الطريق البري أثناء الرحلة مع وجودِ بعض الرمال المتناثرة وبعد الوصول لاحظنا حقيقة ارتفاع الأسعار ربما يعود في رأيي الشخصي للظروفِ الاستثنائية للجائحة وقلة المعروض وزيادة الطلب في هذا الصيف تحديدا، لكن بشكلٍ عام كانت رحلة رائعة استمتعنا فيها بأجواءٍ جميلة مع الأهل وعايشنا مواقف ولحظات جميلة ستبقى في الذاكرة.
رحلة جميلة
من جانبها أيضا أكدت رجاء البلوشية مزايا قضاء الإجازة الصيفية في الداخل بقولها: كانت رحلة جميلة ورائعة شخصيا استمتعت بتفاصيلها من الانطلاقةِ حتى الوصول إلى صلالةِ حيث عايشنا أجواء الخريف المميزة مع سقوط الأمطار والرذاذ الجميل واللونَ الأخضر الذي يكسو الأرض فيرسمَ لنا لوحةً جميلة.
ولكن كانت الصعوبة في الطريقِ من هيما إلى ثمريت الذي يحتاج السائق فيها لجهد وتركيز أكثر، وكذلك صعوبة الازدحام في المرافق السياحية بمحافظةِ ظفار مع قلتها إذا لم أقل نُدرتها وهذه الأمور في رأيي الشخصي بالإمكان حلها من خلالِ توفيرها والعناية بها لما لها من أهمية للسائح مع ارتفاع ملاحظ للأسعار خاصة للشقق أما بقية الأسعار فكانت مناسبة.
فحوصات متعددة
محمد الهنداسي يتحدث عن تجربتهِ في السفر الخارجي مع مجموعة من أصدقائه حيث قال: قررنا هذا العام أن نتوجه إلى جمهورية مصر العربية التي توقفت عن زيارتها خلالها الفترة الماضية بسبب الجائحة كوني من عشاق السفر إليها واتفقنا مع مجموعة من الأصدقاء للسفر كمجموعة وتفاجأنا حقيقة بعدد الفحوصات التي أخذناها داخل السلطنة سواء عند مغادرتنا أو في العودة مع أننا جميعنا أخذنا الجرعتين من اللقاحِ والفحوصات نتيجتها سلبية وهذا الأمر أنسانا بصراحة متعة الرحلة التي قضيناها لذا أتمنى أن تتم إعادة النظر في موضوع الإجراءات خاصة لمن أخذ الجرعتين وكانت نتيجته سلبية إذ يلزم عليك في كل الأحوال البقاء في الحجر المنزلي 7 أيام وعمل فحص آخر أيضا في اليوم الثامن.
ممتعة ولكن متعبة !
عبدالله البريكي مصور يعشق الكاميرا وعشقه الآخر للسفرِ والترحال وكانت وجهته هذه المرة إلى جمهورية البوسنة والهرسك يصفها لنا بقوله: بعد أكثر من سنة ونصف السنة من جائحة كورونا وما صاحبها من إجراءات. شعرت أنني بحاجة إلى الراحةِ؛ فقررت قضاء إجازتي الصيفية في جمهوريةِ البوسنة والهرسك لمدة أسبوعين، استأجرت سيارة وقدت بنفسي خلال الرحلة وكانت التجربة جداً ممتعة تعرفت على تاريخِ وثقافة جديدة وكانت فرصة لتذوق المأكولات البوسنية الفريدة واللذيذة ومشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة في هذا البلد.
إلا أن الرحلة لم تخلُ من الصعوبات قائلا: في ظلِ جائحة كورونا تغير وضع السفر كثيرا عما كان عليه في السابق من خلالِ بعض الإجراءات منها القدوم المبكر للمطار بساعات، وتكلفة الرحلة كانت أعلى عن سابقتها.
وقد يحدث هذا في جميع وجهات السفر المتاحة مع ملاحظة ارتفاع أسعار التذاكر وإيجارات السيارات وقد كلفنا فحص كورونا أنا وزميلي 176 ريالا عمانيا.
ويختم المصور عبدالله البريكي حديثه بقولهِ إجراءات العودة كانت مكلفة ومبالغ فيها حيث تعددت الفحوصات وهي تكلف الشخص في المرة الواحدة 25 ريالا ويجب أن تقوم بهذا الفحص عند المغادرة من مطارِ مسقط وآخر، وعند مغادرتك من مطار الدولة التي ذهبت إليها وبعد العودة فحص آخر ثم لبس الأسورة وعمل فحص آخر بعد 8 أيام من جلوسك في البيتِ هذه الإجراءات أنستنا متعة الرحلة وتحولت الرحلة من ممتعة إلى متعبة أرى أن هذه الإجراءاتِ مبالغ فيها وأتمنى أن تكون هناك مرونة لمن أخذ اللقاح خاصة الجرعتين.
جولة ثلاثية
ولم تختلف الصورة كثيرا عند سعيد البلوشي الذي كانت وجهته هذه المرة إلى 3 دول أوروبية هي فنلندا وأستونيا ولاتفيا حيث قال: في هذه الدول الثلاث قضيت إجازتي الصيفية لا أخفيكم سراً كانت رحلة مكلفة وإجراءات كورونا أيضا زادت الرحلة مشقة وتعبا فهناك إجراءات تتخذها كل دولةٍ على حدة من فحص كورونا، ولا سمح الله لو كانت نتيجة الفحص إيجابية ستكون التكلفة أكثر على اعتبار انه سيكون هناك حجر مؤسسي على حسابك الخاص لذا أتمنى أن تكون هناك سلاسة في الإجراءات طالما أن المسافرَ متقيد بالإجراءات وأخذ جميع اللقاحات.
عتب محب
سيف الجهوري شد الرحال مع أفراد أسرته إلى تركيا التي تعود على زيارتها مرات عديدة قال عن تجربته فيها هذه المرة: رحلة تركيا كانت ممتعة كثيرا خاصة مع أفرادِ الأسرة بعد فترة من الجلوس في المنزل لقرابة السنتين أجواء جميلة وأماكن سياحية أجمل تجولنا من خلالها كانت الإجراءات بسيطة وغير معقدة كوننا أخذنا اللقاح والتزمنا بالإجراءات منذ وصولنا للمطارِ إلى مغادرتنا وعودتنا إلى أرضِ الوطن بسلامٍ وأمان والحمد لله، ويضيف الجهوري عندي فقط عتب بسيط بمثابة عتب محب وهو تخفيف الإجراءات للقادمين إلى السلطنة من المواطنين العمانيين تحديدا كوننا أبناء البلد وسبق أن أخذنا جميع اللقاحات وأجرينا فحصا قبل المغادرة وآخر في البلد الذي قمنا بزيارته وجميع الفحوصات كانت سلبية وهناك ملاحظة أخرى الفحوصات في الدول التي نسافر إليها لم تتجاوز 8 ريالات بالعماني في المقابل يصل السعر معنا الى 20 و25 ريالا في المطار أو العيادات الخاصة بالسلطنةِ وهذا مكلف أيضا للأسر التي تتكون من عدد أفراد لا تقل عن 3 وأكثر.
تطوير المواقع السياحية
أحمد البلوشي من عشاق السفر ولكن في ربوع الوطن يحدثنا عن تجربتهِ الأخيرة في محافظة ظفار وتحديداً في صلالة حيث قال: كما يعلم الجميع تم إغلاق المحافظة في خريف عام 2020 مع تزايد الحالات في السلطنة والعالم، حيث كانت فرصة ذهبية للجهات المعنية لتطوير المواقع السياحية وما يصاحبها من خدمات سواء للسائح والمقيم في المحافظة إلا إننا تفاجأنا ببقاء الخدمات كما هي دون أي تطويرٍ يذكر فنادرا ما تستطيع الحصول على دورات مياه نظيفة في الطريق إلى المحافظة أو في المواقع السياحية، وإن وجدت فتفتقر لأدنى درجات النظافة مع الأسف وكذلك الحال مع زحمة السيارات على محطات الوقود خصوصا مع خروج الناس في وقت واحد تفاديا لساعات الإغلاق الليلية بالإضافة إلى أنَ أسعار الشقق والسكن كانت مرتفعة ومبالغا فيها.
تطبيق إلكتروني للإيجار:
أحمد الكيومي من عشاق السياحة الداخلية هو أيضا وتحديدا في مثل هذا التوقيت حاله كحال أغلب المواطنين يتوجه إلى محافظة ظفار قال عن رحلته الأخيرة قضيت في صلالة أسبوعين كنا نتمنى أن نشاهد اهتماما أكثر بالخدمات خاصة لتشجيع السياحة مع تقديرنا لكل الجهود. ويقدم أحمد الكيومي مقترحا حلا لموضوع الإيجارات والشقق الفندقية قائلا: نتمنى أن يكون هناك تطبيق إلكتروني خاص بتوفير السكن في الأماكن القريبة من المدينة حتى يسهل على السائح الحجز قبل الوصول كما أن هناك أسعارا خيالية في بعض الشقق ونتمنى أن تكون هناك متابعة وتنسيق في هذا الأمر حيث كانت تكلفة الرحلة هذا العام مرتفعة عن الأعوام السابقة.
مكاتب السفريات
ولأن حجز التذاكر التي من خلالها يتنقل المسافر من بلد إلى بلد تكون عبر مكاتب السفريات والطيران ومن يمثلها كان لزاماً علينا أخذ وجهات نظر أصحاب هذه المكاتب حول السفر والوجهات الأكثر إقبالا وارتفاع أسعار التذاكر والبداية مع هلال البطلوسي من مكتب الأندلس للسفر والسياحة الذي بدأ حديثه بقولهِ: في عمان نملك كل مقومات السياحة الداخلية من خلال ما تتوفر فيها من أماكن سياحية متنوعة وطوال العام فهناك العيون والشلالات والبحار والرمال، وفيما يتعلق بارتفاع الأسعار من وجهة نظرهِ فيقول: ارتفاع الأسعار من الملاحظ أنها موجودة ونتمنى تدخل هيئة الطيران المدني للحد منه خاصة بالنسبةِ للرحلات الداخلية التي تساعد في السفر داخل السلطنة فمن غير المعقول أن تصل تذكرة سفر مسقط ـ صلالة ـ مسقط إلى أكثر من 80 ريالا عمانيا، وينهي البطلوسي حديثه عن الفحوصات التي تطلب من المسافرين فيقول مستغرباً: نلاحظ أن المسافر بعد أن يأخذ الجرعتين من بلده يسافر إلى دول أخرى بمجرد أن يصل إليها ولا يقوم بعمل الفحوصات بعد أن يظهر شهادة أخذه اللقاح من جرعتين ولكن الغريب أنه عند العودة إلى السلطنةِ يطلب منه عمل الفحص مرة أخرى لذا نتمنى تخفيف مثل هذه الإجراءات وتشجيع السياحة.
سهولة الإجراءات:
محمد الحوسني مدير مكتب سفريات البداية تطرق إلى أبرز الدول التي لقيت إقبالا من قبل محبي السفر حيث قال: أبرز الأماكن السياحية إقبالا هي تركيا وإيران والمغرب والبوسنة أوكرانيا والسبب في ذلك هو سهولة الإجراءات التي تتخذها هذه الدول في ظل ظروف الجائحة مما شجع ذهاب السياح إليها، وحول ارتفاع أسعار التذاكر يعللها الحوسني بقوله: يعود السبب إلى تقليص عدد الرحلات إلى أكثر من النصف، وأيضا قلة المسافرين واشتراطات بعض الدول بسبب جائحة كورونا ناهيك عن قيام بعض الدول بتعليقِ رعايا بعض الجاليات من القدوم إليها.