العمانية – نجحت شركة “نورا” الطلابية بالجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا في إنتاج النسيج من ألياف النخيل سعيًا منها لاستثمار مُخلفات النخيل والعمل على إعادة تدويرها بما يُحقق الاستدامة البيئية والتقليل من التلوث البيئي، وتسعى الشركة من خلال جهودها إلى الاستفادة من الألياف لتصنيع عدد من المنتجات المنزلية، حيث تواصل الشركة تجاربها المختلفة للوصول إلى مادة نسيجية عالية الجودة تُمكّن الشركة من تزويد السوق المحلي الخارجي بهذه الألياف النسيجية التي تدخل بصفتها مكونا أساسيا في تصنيع الأقمشة.
وقالت يقين بنت عبد الله النعيمية المديرة المالية لشركة نورا الطلابية بالجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا: “إن الشركة متخصصة في المجال البيئي وقطاع إعادة التدوير مؤكدة سعي الشركة إلى إيجاد حلول مُبتكرة للتقليل من التلوث البيئي نتيجة حرق النفايات الخضراء من خلال استثمار ألياف النخيل والقطن كمادة خام في إنتاج نسيج من ألياف النخيل باسم “الميراد” وبالتالي إنتاج كميات تجارية منه حيث تطمح الشركة إلى أن تكون رائدة في مجال تصنيع النسيج الليفي وتوريده.”
وأشارت إلى أنّ عمليات تصنيع النسيج تمر بعدة مراحل تبدأ بعمليات تجميع ألياف النخيل من المزارع ثم القيام بعملية فصل الجزء الصلب من الألياف، وانتزاعها ثم غسلها وتجفيفها، بعدها تتم عملية تمشيط الألياف، لتنتقل إلى مرحلة معالجة الألياف عبر تجهيز محلول هيدروكسيد الصوديوم باستخدام رقائق الصودا الكاوية والماء المقطر، ووضع هذه الألياف فيه لمدة معينة. وأضافت أنّ عملية التصنيع تتواصل بتمرير الأسطوانات المختارة على الألياف، والعودة بعدها إلى عملية تنظيف الألياف بمواد تم اختيارها من قبل الشركة وصولًا إلى عمليات تنظيفها بالماء لإزالة الكيماويات، ثم القيام بعمليات التجفيف الثانية والتمشيط. ولفتت إلى أنّ عمليات تصنيع وإنتاج الخيوط تبدأ بتمشيط الألياف وفك العقد، ثم عملية لفّ هذه الألياف بخيوط القطن، وبعدها تأتي مرحلة إنتاج النسيج التي تمر عبر تجهيز النول بالخيوط ونسجها.
وأوضحت أنّ منتج نسيج “ميراد” المصنوع من ألياف النخيل يوجد بكثافة في السلطنة، هو عبارة عن مواد خام نقوم بتوريدها للمصانع المُصنِّعة للأقمشة، مُبينةً أنّ مادة المُنتج الليفي مادة تدخل في صناعة الأقمشة والحقائب والأكياس والملابس والكثير من الصناعات الأخرى، وهي بلا شك منتجات صديقة للبيئة، مشيرة إلى أنّ المنتج عبارة عن “طية” قياسها متران وتم تحديد سعر بيعها بمبلغ”1.600″ بيسة. وذكرت أنّ الشركة واجهت العديد من التحديات والصعوبات تمثلت في جائحة كورونا التي جعلت عمليات الشركة وأعمالها محدودتين جدًا وكان معظمها يتم عبر الاتصال المرئي، كما واجهت الشركة مشكلة التنقل بين الشركات لتعزيز الشراكة بيننا والعمل معًا وفق رؤية تشاركيَّة مُحدّدة، حيث تم التغلب على هذه التحديات والصعوبات من خلال تطبيق عدد من الأفكار منها تخصيص فريق الدعم، وتقسيم المهام بين أعضائه بما يتناسب مع كل فرد، واستثمار الفرص المُتاحة والاستفادة منها بغض النظر عن حجمها سواءً كانت صغيرة أم كبيرة.
وحول القيمة السوقية المُضافة للمنتج قالت النعيمية: “إن الشركة تعمل على استثمار الموارد الطبيعية من البيئة العُمانية وتحقيق الاستدامة من خلال التقليل من عمليات حرق مُخلفات النخيل والإضرار بالبيئة، كما تحرص الشركة على توفير فرص لتدريب الطلبة والخريجين والعمل على توفير فرص عمل للعُمانيين الخريجين والحرفيين.”