وضعت السلطنة ضمن خططها الطموحة والمستقبلية خلال المرحلة المقبلة توسيع مشاريع صناعة الطاقة الخضراء، وذلك لضمان استراتيجيات اقتصادية مدروسة هدفها الأسمى تنويع مصادر الدخل. وسعيا من السلطنة للبحث عن مصادر طاقة متجددة صديقة للبيئة وغير ملوثة، جاء التوجه لاستغلال الهيدروجين الأخضر، الذي يتم إنتاجه عن طريق تحليل الماء إلى عنصرين وذلك باستخدام الكهرباء، لينتج من خلال طاقة متجددة للحصول على الكهرباء . فالهيدروجين الأخضر يساهم في التقليل من انبعاثات الكربون الناتجة من الوقود الأحفوري ويقلل من الاعتماد على الطاقة غير المتجددة من نفط وغاز.
ويعد مشروع مصنع إنتاج الهيدروجين الأخضر من المشاريع الضخمة التي سوف تعزز من الطاقة النظيفة في السلطنة خلال المرحلة المقبلة، وجاء المشروع الذي سوف ينفذ في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، بطاقته استيعابية تصل ب 250 إلى 500 ميجاواط. مع تخصيص مساحة شاسعة للمشروع لتوليد الطاقة من الهيدروجين الأخضر. فطاقة الهيدروجين قد تلعب دوراً بارزاً ومهماً في اقتصاد السلطنة وذلك بفضل ما تتمتع به عمان من شمس مشرقة نهاراً ورياح تكاد تكون قوية ليلاً.
ومن ضمن هذا الإطار تم التوقيع على اتفاقية تأسيس تحالف وطني للهيدروجين تحت مسمى( هاي فلاي) وذلك تبعاً لجهود السلطنة في توفير الطاقة لإثبات مكانة للسلطنة في مجال تطوير إنتاج الهيدروجين الأخضر واستخدامه. تم توقيع هذا التحالف في مركز التدريب والتطوير بشركة تنمية نفط عمان. ويتألف هذا التحالف من 13 مؤسسة رئيسة من القطاعين العام والخاص والمؤسسات التعليمية والبحثية بالإضافة إلى الموانئ. وسوف تتولى وزارة الطاقة والمعادن قيادة هذا التحالف مع مشاركات من هيئة تنظيم الخدمات العامة، وشركة تنمية نفط عُمان، وشركة تنمية طاقة عُمان ومجموعة أوكيو، والشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال، وشركة بي بي عُمان، وشركة شل عُمان، وشركة توتال إنرجيز عُمان، وجامعة السلطان قابوس، والجامعة الألمانية للتكنولوجيا، وميناء صحار، وميناء الدقم .كذلك سيعمل هذا التحالف على تعزيز وتطوير الهيدروجين النظيف وذلك من خلال العمل على الاستثمار أو التقنيات والسياسات والخبرات في أنحاء سلسلة توريد الهيدروجين إضافة إلى أنه سيدعم أمن الطاقة الوطني، وجهود إزالة الكربون، وبالتالي سيؤدي في آخر المطاف نحو الاقتصاد الأخضر المتجدد.
عنصر الهيدروجين
الجدير بالذكر بأن ع للهيدروجين فوائد جمة للبيئة إذ أنه يكافح الاحتباس الحراري لكونه يقلص من نسبة الكربون في الهواء ولا ينتج عن عملية فصله أي نواتج ثانوية مضرة وملوثة للبيئة . إضافة إلى ذلك له عدة مميزات فيعتبر الهيدروجين الأخضر أحد مصادر الطاقة المتجددة الذي تسعى العديد من دول العالم الحصول عليه والاستفادة منه وأيضاً يتم الحصول عليه بتحليل كهربائي للمياه بطريقة بسيطة وسهلة ويمكن أن يساهم في خفض أسعار الكهرباء والتصدي للتحديات والتقلبات المناخية. والجدير بالذكر أنه وحسب إحصائيات مؤشر (بلومبيرغ) لاقتصاد الهيدروجين لعام 2019 جاء ترتيب الدول على النحو الآتي: أستراليا،اليابان، النرويج، كوريا الجنوبية، السعودية، الولايات المتحدة الأمريكية، ألمانيا.
وأصبحت السلطنة كذلك من الدول التي تطمح لتوسيع مشاريع صناعة الطاقة الخضراء وذلك ضمن استراتيجيات اقتصادية مدروسة هدفها الأسمى تنويع مصادر الدخل. وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها الاقتصاد العماني بسبب جائحة (كوفيد-19) إلا أن السلطنة لها رؤية مستقبلية للتغلب على المشاكل الاقتصادية وذلك بالاعتماد على الاقتصاد المحلي.