مدريد (أ ف ب) – بعدما اكتفى بسبعة أهداف خلال سلسلة من 63 مباراة خاضها في جميع المسابقات، ضرب الأرجنتيني أنخل كوريا مجدداً وقاد أتلتيكو مدريد حامل اللقب لفوزه الثاني توالياً بتسجيله هدف المباراة الوحيد ضد إلتشي على ملعب “واندا متروبوليتانو” في المرحلة الثانية من الدوري الإسباني التي شهدت تعثر ريال مدريد أمام مضيفه ليفانتي 3-3.
وكان كوريا سجل هدفي الفوز خارج القواعد على سلتا فيغو 2-1 في مستهل حملة الدفاع عن اللقب الذي أحرزه أتلتيكو الموسم الماضي للمرة الأولى منذ 2014، وبهدفه الأحد رفع رصيده الى ثمانية أهداف في آخر 10 مباريات خاضها في جميع المسابقات.
وبواقعيته المعتادة والأسلوب الذي رسخه المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني، حسم أتلتيكو النقاط الثلاث في الشوط الأول من اللقاء الذي بدأه نادي العاصمة بإبقاء الهداف الأوروغوياني لويس سواريس على مقاعد البدلاء، كما كانت الحال في المرحلة الافتتاحية قبل الزج به في الشوط الثاني.
وبعد فرصة يتيمة في بداية اللقاء عبر ساوول نيغيس الذي لم يجد طريقه الى شباك الضيوف (8)، افتتح فريق سيميوني التسجيل في الدقيقة 39 عبر كوريا مستفيداً من خروج خاطئ للحارس فرانسيسكو كيكو كاسيا ليضع الكرة في الشباك بالجهة الخارجية لقدمه.
وأشاد سيميوني بمواطنه قائلاً “كوريا يلعب في المكان الذي يرتاح”، موضحاً “عندما يلعب في محور الهجوم، يكون سريعاً جداً ويتوغل عمودياً. ينجح في الالتفاف أكثر من أي لاعب آخر وهو خطير لأن أحداً لا يستطيع الوصل اليه… يحقق النجاح تلو الآخر ويتحلى الآن بالصبر”.
وتطرق الأرجنتيني الى مسألة بقاء سواريس على مقاعد البدلاء للمباراة الثانية توالياً، موضحاً “سيستعيد أفضل مستوياته البدنية تدريجياً. هو مهم جداً بالنسبة لنا وستتحسن الأمور تدريجياً. التحضيرات لهذا الموسم كانت معقدة بالنسبة للجميع، لكن بشكل أكبر بالنسبة لنا”.
وتابع “يجب ألا ننسى بأننا الفريق الذي سرح هذا الصيف أكبر عدد من اللاعبين من أجل المشاركة الدولية، بينهم كثيرون سافروا الى أميركا الجنوبية (للمشاركة في كوبا أميركا). يجب أن ندمجهم مجدداً… ندرك بأن لويس سواريس غير قادر على الجري لأكثر من ثلاثين دقيقة، وبالتالي نعم، أنا سعيد جداً لتمكننا من الفوز بهذه المباراة”، لاسيما في ظل غياب لاعبين عدة على رأسهم البرتغالي جواو فيليكس.
وبعد الفرصة المبكرة، غابت التهديد عن المرميين حتى نهاية الشوط الأول، قبل أن يستهل نادي العاصمة الثاني بمحاولة رأسية لخيمينيس الذي اصطدم بتألق كاسيا (48) الذي وقف مجدداً في وجه محاولة أخرى لحاملي اللقب وهذه المرة عبر البلجيكي يانيك كاراسكو (51).
وحاول سيميوني تنشيط الهجوم فزج بسواريس ومعه الإنكليزي كيران تريبييه (62) لكن شيئاً لم يتغير، ليبقى هدف كوريا الفاصل بين الفريقين مكرساً بذلك تفوق فريقه على منافسه الذي مني بهزيمة سابعة توالياً أمام نادي العاصمة على صعيد الدوري منذ أن حقق فوزه الأخير عليه في 30 مارس 2002 بنتيجة كاسحة 5-1 حين كانا معاً في الدرجة الثانية.
من جانب أخر وبعدما استهل مشواره مع مدربه الجديد القديم الإيطالي كارلو أنشيلوتي بالفوز على مضيفه ديبورتيفو ألافيس 4-1، اصطدم ريال مدريد الأحد بعقدة ليفانتي الذي أجبره على الاكتفاء بنقطة، لا بل كان قريباً من إسقاطه لولا تألق البديل البرازيلي فينيسيوس جونيور الذي سجل ثنائية وأدرك التعادل 3-3.
وبدأ ليفانتي يشكل بالفعل عقدة لريال الذي عانى أمام منافسه في الأعوام الأخيرة، إذ مني بثلاث هزائم ومثلها تعادلات في آخر تسع مواجهات بينهما.
وكشر ريال عن أنيابه باكراً، إذ افتتح التسجيل بعد أقل من خمس دقائق على البداية بعد تمريرة من الوافد الجديد النمسوي دافيد ألابا الى الفرنسي كريم بنزيمة الذي تقدم بها داخل المنطقة قبل أن يعكسها الى الويلزي غاريث بايل الذي سددها في الشباك (5).
وهو الهدف الأول للويلزي الذي لعب الموسم الماضي مع فريقه السابق توتنهام الإنكليزي على سبيل الإعارة، بقميص ريال في الدوري الإسباني منذ الأول من سبتمبر 2019 ضد فياريال (2-2)، مسجلاً هدفه الـ81 من أصل 173 مباراة خاضها في “لا ليغا”.
وبقيت النتيجة على حالها حتى نهاية الشوط الأول، ثم ضرب ليفانتي في مستهل الثاني حين استفاد من خطأ للحارس البلجيكي تيبو كورتوا في صد تسديدة رودجر مارتي لتواصل الكرة طريقها الى الشباك بعد ثوان معدودة على صافرة البداية (46).
واكتملت المفاجأة حين وضع خوسيه كامبانيا ليفانتي في المقدمة بهدف رائع “على الطاير” إثر عرضية من خورحي دي فروتوس (57).
وحاول أنشيلوتي تدارك الموقف، فزج بالبرازيليين فينيسيوس جونيور ورودريغو وماركو أسينسيو بدلاً من البلجيكي إدين هازار وبايل وإيسكو توالياً (59).
وكان أنشيلوتي مصيباً في خياراته، إذ نحج فينيسيوس جونيور في إدراك التعادل بعد لعبة بدأها البديل الآخر العائد من الإصابة داني كارفاخال بتمريره الكرة الى البرازيلي الآخر كاسيميرو، فلعبها الأخير الى مواطنه الذي تقدم بها وسددها أرضية في الشباك (73).
لكن الفرحة لم تدم طويلاً لأن ليفانتي استعاد التقدم مجدداً عبر روبرتو بيير بعدما وصلته الكرة بالخطأ من ألابا إثر ركلة حرة نفذها البديل المقدوني الشمالي إينيس بردهي (79).
وبعدما تدخل القائم لانقاذ ريال من هدف ثالث عبر أليخاندرو كانتيرو (82) وبعد تألق للحارس أيتور فرنانديس في صد محاولتين على التوالي للبديل الصربي لوكا يوفيتش وكارفاخال (84)، نجح فينيسيوس جونيور في إدراك التعادل مجدداً بهدفه الشخصي الثاني بتسديدة من زاوية صعبة جداً بمساعدة القائم (85).
وقبل نهاية الوقت الأصلي بثلاث دقائق، ضحى الحارس ايتور فرنانديس بنفسه حين تصدى للكرة بيده خارج منطقة الجزاء من أجل إيقاف انطلاقة لفينيسيوس جونيور ما أدى الى طرده بالبطاقة الحمراء.
وبعد خسارته افتتاحاً أمام برشلونة 2-4، حقق ريال سوسييداد فوزه الأول بتغلبه على ضيفه العائد الى دوري الأضواء بعد موسمين في الدرجة الثانية رايو فايكانو بهدف وحيد سجله هدافه ميكيل أويارسابال في الدقيقة 68 من ركلة جزاء، ملحقاً بالضيوف هزيمتهم الثانية توالياً في مستهل مشوار العودة بين الكبار.