متابعة – أحمد البريكي
بدأت الشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة “بيئة” تشغيل محطتها الثانية لمعالجة عصارة النفايات في مردم بركاء الهندسي، وكانت بيئة قد أنشأت أول محطة لمعالجة عصارة النفايات في عام 2016 في مردم الملتقى في محافظة مسقط وكانت في ذلك الوقت أول محطة من نوعها في المنطقة.
عصارة النفايات هي عبارة عن سائل مركز ناتج عن تحلل المواد العضوية وينشأ عندما يتم ضغط النفايات في مرادم النفايات المصممة هندسيًا، وتحتوي عصارة النفايات على عناصر كيميائية، ولذا فإذا لم يتم التعامل معها وفقًا للمعايير الصحية والبيئية فإنها تشكل تهديدًا كبيرًا على البيئة مثل المياه الجوفية وتلوث الهواء.
يستقبل مردم بركاء الهندسي ما معدله 1766 طنًا من النفايات يوميًا ويتم نقل النفايات البلدية التي يتم جلبها إلى مردم النفايات إلى وحدات معالجة وتقوم مضخات خاصة بشفط عصارة النفايات من قاع هذه الوحدات إلى خزانات مزودة بوسائل لمعالجة عصارة النفايات باستخدام طرق متبعة عالميًا لتقليل وتجنب الأضرار البيئية والصحية. ومن خلال تطبيق مبادئ الاستدامة، يمكن إعادة تدوير مواد العصارة لإنتاج مياه قابلة لإعادة الاستخدام في العديد من الأغراض مثل محطات التبريد والري والتنظيف.
وقالت المهندسة كاذية بنت ناصر الهنائية، مديرة عمليات مرادم النفايات بشركة بيئة: “تم تصميم محطة معالجة عصارة النفايات في مردم بركاء الهندسي لمعالجة 100 متر مكعب من عصارة النفايات وإنتاج حوالي 80 مترا مكعبا أي 80.000 لتر من المياه يومياً يمكن استخدامها في أغراض معينة وتتوفر في المياه المُنتجة المعايير ذات المواصفات العمانية”.
وفي تعليقها على آلية العمل في المحطة، قالت المهندسة كاذية الهنائية: “تبدأ المعالجة بعد أن تقوم المضخات بنقل عصارة النفايات إلى خزانات مخصصة داخل المحطة حيث يتم استخدام البكتيريا اللاهوائية والهوائية النشطة لإزالة الملوثات العضوية وغير العضوية ويتم في هذه العملية ضخ الأكسجين المسال في هذه الخزانات لتغذية البكتيريا وتعزيزها، وتتيح هذه العملية إجراء تغييرات كيميائية في النترات والأمونيا وإزالة الملوثات العضوية وغير العضوية من العصارة التي تسبب الروائح”.
وأضافت الهنائية: “تتمثل الخطوة التالية في المعالجة الكيميائية والفيزيائية لإزالة المواد الصلبة والمذابة حيث يتم خلال هذه الخطوة إزالة جميع المواد الصلبة مثل الأملاح من عصارة النفايات باستخدام تقنية التناضح العكسي، وهو ما ينتج عنه مياه آمنة بدرجة لا تضر البيئة ويمكن استخدامها لري الأشجار غير المثمرة وتبريد النباتات والتنظيف، إلا أنه وفي جميع الأحوال فإن المياه التي يتم إنتاجها من هذه العملية ليست مناسبة للاستخدام البشري”. يتم بعد ذلك إرجاع العناصر المتبقية من عملية المعالجة إلى مردم النفايات لإعادة تدويرها ومعالجتها.
الجدير بالذكر، أن هذه المحطات لا تسهم فقط في الحد من التلوث والروائح الناتجة عن إلقاء النفايات فحسب، بل تساهم أيضًا بشكل كبير في رفع كفاءة مرادم النفايات الهندسية وتطبيق أفضل الممارسات البيئية والصحية.