يرتكب الكيان الصهيوني اعتداءات مستمرة على الدولة السورية لتمرير أجندته والهروب للأمام من واقعه المأزوم، هذه الاعتداءات التي تُمثِّل اختراقا للقانون الدولي وتجاوزا لمبادئ الأمم المتحدة التي تنادي بحفظ الأمن والسلم الدوليين. ورغم عدم اعتراف كيان الاحتلال بهذا القانون ومؤسسته الدولية، إلا أن المؤسف هنا أن المنظمة الدولية تراقب المشهد دون أي موقف رافض لهذه الانتهاكات ولا حتى من قبيل إبراء الذمة الأخلاقية أو بالأحرى المزاعم الأخلاقية التي يتحدث عنها واضعو هذا النظام. لكن نحن لا نستغرب هذا الوضع، فهناك دول تم احتلالها، وهناك دول تم إلقاء القنابل الذرية عليها، وهناك دول وشعوب تعرضت لانتهاكات من قِبل قوى الاستعمار التي تتربع الآن على هذه المؤسسة الدولية، فكيف لها إبداء الرفض لهكذا اعتداءات وانتهاكات وقد تأسس هذا الكيان أصلا على نفس النمط باختراق القانون الإنساني، وبنى كيانه المزعوم على المجازر والترهيب والعدوان على أبناء الشعب العربي الفلسطيني؟! لكن التنويه هنا باسم الأمم المتحدة لبيان مدى هشاشة هذا النظام الدولي القائم على الأنقاض والدمار واستباحة حقوق الإنسان؟!!
العدوان على سوريا بهذا الشكل تتحمل المؤسسة الدولية تبعاته من حيث الإخلال بالسلم الدولي والعالم اليوم يتسارع نحو أحداث ومتغيرات قادمة، وإذا كانت الدولة السورية مشغولة خلال السنوات الماضية بمكافحة الإرهاب الذي تعرضت له، وقد تمكنت من إدارة أزمتها بكل اقتدار، فإن الوقت قد حان لاتخاذ الإجراءات الملائمة والتصدي لهذا العدوان السافر والرد عليه بالشكل الذي يردع كيان الاحتلال عن ممارسة حماقاته .
محور المقاومة عموما معني بهذه الاعتداءات وقد أعلن عن نفسه خلال السنوات الماضية، وهو جدير اليوم بوضع النقاط على الحروف، والتعامل مع هذه الاعتداءات الصهيونية برد يتوازى مع هذا الاختراق، وكما تمازجت دماء المقاومة خلال السنوات الإحدى عشرة الماضية، فهي جديرة اليوم بالتعبير عن ذاتها والرد على كل الاختراقات والانتهاكات الصهيونية .
أعتقد أن الدولة السورية تمتلك من الاستراتيجية التي تبنتها خلال السنوات الماضية بنجاح، وهي ـ بلا شك ـ جديرة استراتيجيا بالتعامل مع هذه الانتهاكات من قِبل الكيان المارق الذي يحاول الهروب من أزمته الداخلية وهزائمه المتكررة في الأراضي المحتلة والإيحاء لمستوطنيه بأنه ما زال يمتلك القدرة على العدوان. ومع غياب المؤسسة الدولية، يبقى الحق السوري قائما بالرد على هذا العدوان، بل وصياغة قواعد اشتباك جديدة مع الأخذ بالاعتبار أن العدوان على سوريا هو اعتداء على محور المقاومة مجتمعا .
سوريا تجاوزت المراحل الحرجة في أزمتها، وعمَّا قريب سيتم إعلان النصر النهائي وتعود سوريا بإعادة الإعمار والحوار الوطني الجامع لأبناء الوطن، وقد قطعت الدولة السورية شوطا طويلا في هذا الاتجاه رغم محاولات تعطيل هذا التقدم، وكما تم التصدي للإرهاب المستورد من الخارج فإن الإرهاب الصهيوني أيضا سيتم التصدي له، ولا شك أن وجود غرفة عمليات مشتركة لمحور المقاومة كفيل بردع هذا التمادي، ما يعني رسائل للمجتمع الدولي أن الإرهاب الرسمي الذي ترعاه دولة الاحتلال سوف يرتد عليها، وستمتد تأثيراته للإضرار بالسلام العالمي .
الأُمَّة العربية تنظر لهذه الاعتداءات الصهيونية على سوريا بحالة من الأسى، وتراقب المشهد في ظل صمت المؤسسة الدولية المسؤولة عن حفظ الأمن والسلم الدوليين، ويظل حق الرد مشروعا لسوريا في مواجهة هذا الإرهاب الدولي بالشكل الذي تراه مناسبا.
خميس بن عبيد القطيطي