ـ نقص المرافق السياحية في محمية جبل سمحان
ـ المحمية تزخر بوجود الكثير من الحيوانات البرية ويتربعها النمر العربي
ـ لتعدد الظواهر الطبيعية تم إنشاء مركز للبحث البيئي بنيابة حاسك
إعداد- عامر بن غانم الرواس
تزخر السلطنة بمقومات سياحية بيئية مهمة تجعل منها ذات مستقبل واعد في مجال صناعة السياحة البيئية في ظل البيئة الآمنة التي تشهدها البلاد. ويوجد بالسلطنة العديد من المحميات الطبيعية ذات النظم الأيدلوجية الفريدة والكائنات الحية والفطرية وتعتبر محمية جبل سمحان من أهم تلك المحميات الغنية بالتنوع الفطري والموارد الجيولوجية والتاريخية الأثرية التي تجذب السائح الهارب من ضوضاء الحياة الحديثة للاسترخاء والتمتع بجمال ونقاء الطبيعة بثراء مناظرها الخلابة وأحيائها الفطرية مع ما يرتبط بها من ثقافات محلية.
كما تعتبر محمية جبل سمحان الطبيعية بمحافظة ظفار موقعا استثنائيا يزخر بتنوع بيئي فريد حيث تضم في جنباتها أنواعا مختلفة من الحيوانات البرية والطيور والنباتات النادرة والإحياء المائية إلى جانب شواهد للتكوينات الجيولوجية تعد ذات قيمة علمية وجمالية استثنائية.
والمحمية عبارة عن سلسلة من الأراضي المرتفعة المكونة للحجر الجيري والتي تكون مرتفعة عند السهل الساحلي ومنحدرة إلى الشمال وتفصل بين هذه الأراضي المرتفعة أودية عميقة وضيقة وهى موقع استثنائي من خلال تنوع بيئتها التي تمثل ثلاثة نطاقات جغرافية هيا النطاق الساحلي والنطاق الجبلي والنطاق الصحراوي بكل ما تحتوى هذه النطاقات من تنوع نباتي وحيواني وجيولوجي وتتوسط ثلاث ولايات تابعة لمحافظة ظفار هى مرباط وسدح وشليم وجزر الحلانيات.
شجرة اللبان
وقد أنشئت محمية جبل سمحان الطبيعية بموجب المرسوم السلطانى السامي رقم 48/ 97 بمساحة إجمالية قدرها 4500 كيلو متر مربع للمساعدة في حماية النمر العربي والمحافظة على الكثير من الحيوانات المهددة بالانقراض مثل الغزال العربي والوعل النوبي وتوفير الحماية اللازمة للحياة الفطرية وبيئاتها حيث تمتد حدودها مسافة 10 كم شرق نيابة طوي اعتير التابعة لولاية مرباط حتى وادي هليت باتجاه الشمال الغربي عند الأطراف الشمالية لجبل سمحان ومن جنوب شرق نيابة ديميت إلى غرب وادي الشويمية على ساحل بحر العرب لتشمل الجانب الجنوبي من جبل سمحان والممتد على خط الساحل حتى منطقة حدبين التابعة لولاية سدح.
وتمثل شجرة اللبان أحد أهم الأنواع النباتية التي تنمو وتزدهر داخل المحمية حيث تحتوى الهضبة الوسطى من المحمية على أكبر واحة لنمو و تكاثر أشجار اللبان و هي واحة حوجر كما تنمو في هذا النطاق الكثير من النباتات الحولية و الشجيرات المختلفة.
وتزدهر الأجزاء الجنوبية لمحمية جبل سمحان الطبيعية بوجود بعض النباتات التي تنمو في الأخوار والخلجان المائية ومناطق الأودية مثل الحرض نباتات البوص النخيل البرى الغاف وغيرها.
وتسود الأطراف الشمالية للمحمية الظروف المناخية الصحراوية فنجد أشجار السمر التي تكسو قيعان الأودية مثل وادي عارة وادي أنظور وادي ديميت كما تنمو كذلك أشجار النخيل البرية وأشجار اللبان و الكثير من النباتات الصحراوية.
تنوع الأحياء المائية
كما تضم المحمية الكثير من الأحياء المائية حيث تنتشر أنواع الحيتان والدلافين وتعشش السلاحف الخضراء والرومانية على الشواطئ الرملية التابعة للمحمية والكثير من الأسماك وبعض أنواع الرخويات والقشريات من أهمها الصفيلح والشارخة والربيان.
وتزخر محمية جبل سمحان الطبيعية بوجود الكثير من الحيوانات البرية التي لا زالت تعيش وتتكاثر داخل مختلف جنبات المحمية نتيجة لقلة الاستيطان البشرى داخلها ووجود الفرائس وازدهار الغطاء النباتي في كثير من الأودية كما أن وجود المياه والمتمثل في العيون والينابيع والبحيرات التي تخلفها الأمطار قد ساهم في عيش الحيوانات العاشبة التي تشكل الحلقة الأساسية لوجود الحيوانات البرية المفترسة.
ويتربع النمر العربي الذي لا يزال يرتع في كثير من أرجاء المحمية على قمة عائلة الحيوانات المفترسة حيث تعد هذه المحمية الوحيدة عالميا التي تخصص لحماية هذا النوع المهدد بالانقراض.
وتزخر محمية جبل سمحان الطبيعية بوجود الكثير من الحيوانات البرية التي تعيش وتتكاثر في كافة أرجاء المحمية نتيجة لعدة أسباب وهى قلة الاستيطان البشرى داخلها ووجود مصادر الغذاء بازدهار المراعي والغطاء النباتي في كثير من الأودية والشعاب وتوافر العديد من مصادر المياه كالعيون المائية والينابيع والبرك المائية التي تخلفها مياه الأمطار حيث ساهمت بشكل رئيسي في عيش الحيوانات العاشبة التي تشكل الحلقة الأساسية لوجود الحيوانات البرية المفترسة.
كما تأوي المحمية مجموعة من الحيوانات البرية العاشبة مثل الوعل النوبي الذي يعيش ويتكاثر في وسط المحمية وأطرافها الشمالية حيث تعتبر أكبر الحيوانات البرية العاشبة حجما كما تتواجد الغزلان في الأجزاء الشمالية من المحمية و خاصة في وادي عاره ووادي أنظور ووادي ديميت أما في الأطراف الجنوبية من المحمية فقد أصبحت الغزلان تشاهد بكثرة في المنطقة الواقعة بين ولايتي مرباط وسدح وكذلك حيوان الوبر الصخري وهو أحد أهم الفرائس للنمر العربي ويتواجد بكثرة في جميع أرجاء المحمية حيث يعيش على هيئة مجموعات تعتني بصغارها لفترات طويلة نسبيا مقارنة بالحيوانات الأخرى.
أنواع عديدة من الطيور الجارحة
وتعيش بالمحمية أنواع عديدة من الطيور الجارحة كالعقاب المرقط وعقاب السهوب والعقاب الامبراطوري والنسر المصري إضافة إلى أنواع أخرى من الطيور البرية القطا والحجل العربي وحمامة الصخور والمغرد العربي والأبلق والصرد الدغناش والبومة والصرد الرمادي.
كهف طيق مصدر جذب سياحي مهم.
كما تمتلك المحمية ارث جيولوجي كبير حيث توجد الكثير من الكهوف الطبيعية الكبيرة التي تتميز بوجود ظواهر طبيعية داخلها وتكاد تكون جميع الأودية الجنوبية للمحمية تحتوى على كهوف جديرة بالدراسة وخاصة كهف طيق، أكبر كهف في سلطنة عمان، وثاني أكبر كهف في العالم. تبلغ مساحته ٧٠ مترًا مكعّبا، يعتبر أهم مفردة جيولوجية في سلطنة عمان، تكشف عظمة جغرافية المنطقة عبر التاريخ. مصدر جذب سياحي مهم في سلطنة عمان لعشاق المغامرة واكتشاف المعالم التاريخية والجغرافية كذلك كهف وادي ريكوت وادي حضبرم وادي دحنوت وادي صناق ونتيجة لذلك تم إنشاء مركز للبحث البيئي بنيابة حاسك.
الحفاظ على مكونات الحياة الطبيعية
ويلفت نظر الزائر لمحمية جبل سمحان الطبيعية وجود الكثير من المواقع الأثرية كالقبور وآثار القرى والمدن القديمة كمنطقة المحلة مدينة حاسك القديمة صمحال حوجر صناق ذهبون عاره مما يرمز إلى وجود استيطان بشري وحركة تجارية واسعة خلال الحقب التاريخية المختلفة وخاصة في المناطق الساحلية. وتناط بدائرة صون الطبيعة والحياة الفطرية بالمديرية العامة للبيئة وموارد المياه بمحافظة ظفار مسئولية حماية ومراقبة المحمية من أي اعتداءات على الحيوانات والأشجار بالإضافة إلى متابعة ومراقبة الدخول والخروج من وإلى المحمية حفاظا على مكوناتها الطبيعية.
إن هذه الميزات الفريدة تجعل من محمية جبل سمحان الطبيعية منطقة واعدة في مجال السياحة البيئية لهذا يجب اعتماد خطة إدارة المحمية وتوفير بعض المرافق داخلها التي تحتاجها المحمية وكذلك زيادة المرافق التي يحتاجها السياح خاصة في فصل الخريف مثل الاستراحات والمطاعم السياحية والمشاريع السياحية حتى يتمتع السائح بجمال والمكونات الطبيعية الساحرة لمحمية جبل سمحان.