نظم مجلس إشراقات ثقافية لقاء حواريا افتراضيا حول الإبداع والمؤثرات والبيئية شارك فيها الدكتور ياسر بشير عبيدون مدرب التنمية البشرية، وأدار الحوار المذيعة انتصار غريب مذيعة في الإذاعة المصرية وباحثة في التاريخ والآثار، و بدأ المحاضر في بدايه الحوار بالحديث حول تعريف الإبداع والمؤثرات البيئية حيث قال :” الإبداع هو عملية الإتيان بشيء جديد، وإضافة لذلك عرفه بعض علماء النفس بأن يكون المنتج جديدا ومفيدا. وهو ليس فقط الأفكار الإبداعية فحسب لأن الأفكار الإبداعية كثير منها وقد لايخلو ذهن أي فرد منا من الأفكار الإبداعية ولكن المهم هو تحويل تلك الأفكار إلى واقع عن طريق تنفيذها كحل لمشكلة ما أو أداة أو خدمة. وأضاف قائلا إنه لا شك أن الطبيعة تتصدر تلك البيئات التي تلائم العديد من المبدعين، ففي دراسة أقيمت في الدنمارك عام 2015، قام بها بعض المتخصصين في الإبداع، عن تأثير الطبيعة على الإبداع، حيث تمت مقابلة 17 مبدعا في مجالات مختلفة واتفقوا جميعا على أن للطبيعة دورا كبيرا في تعزيز وإنتاج أفكار إبداعية. والأهم من ذلك، أن الهدف من الدراسة كان للبحث عن بيئة أكثر ملاءمة لموظفي المؤسسات والمنظمات المعنية بالإبداع والابتكار لتعزيز إنتاج المواد الخام للإبداع كالأفكار الإبداعية، ثم تحويلها إلى نظريات وأدوات ومنتجات وخدمات، كما تناول الحديث ايضا السؤال حول البيئة الإبداعية والتي قال عنها بأنها هي المكان أو الزمان الذي يساعد ويعزز ولادة الأفكار الإبداعية وإمكانية تحويلها إلى واقع. والتي تعتمد على المبدع وتختلف من شخص لاخر. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تأثير بيئات مختلفة على بعض المبدعين في المجال الأدبي حيث كان للطبيعة دور في إبداعات ليو توليستوي، أحد عمالقة الأدب الروسي إذ كان يعيش في بيت محاط بحديقة كبيرة جدا فيها كافة الحياة الطبيعية من نباتات وحيوانات وأسماك وبحيرة واختلط بالمزارعين. وأبدع في كتاباته أشهرها رواية الحرب والسلم، وهناك ظروف مكانية مختلفة قد تكون بيئة إبداعية عند شخص ولا تكون عند آخر، وذكر الدكتور بعيدون أمثلة على ذلك كالأديب الكبير نجيب محفوظ حيث كان مواظبا على الجلوس في المقاهى ومبدعا في كتابة القصص والروايات عن الحياة المصرية الشعبية، وأنتج رائعته الثلاثية آنذاك . ومثال آخر الكاتب العماني المعروف محمد بن سيف الرحبي وهو كاتب وروائي عماني، إذ كان لقرية سرور في ولاية سمائل دور كبير في إبداعاته خاصة الروايات مثل رواية أبو زيد العماني ورواية الخشت وأبدع في سرد رواية اسمها هند. وعندما سئل عن نجاح أعماله، قال: لأني ابن المكان.
بعد ذلك تطرق الدكتور ياسر بشير إلى الحديث عن الجانب العلمي وقال :”هناك الكثير من المبدعين الذين أثرت فيهم بيئات مختلفة، على سبيل المثال، توماس أديسون حيث كان البيت هو البيئة الإبداعية له وتشجيع والدته كان أحد تلك المؤثرات .
وعن أبرز معوقات ومحفزات الإبداع قال “عبيدون” إن أهم ما يعيق الكثير منا من الوصول الى مراحل متقدمة في الإبداع هو القوالب التقليدية وعدم محاولة الخروج عن حدود تلك القوالب إما بسبب الخوف من الانتقاد او الخوف من الرفض واحيانا بسبب الكسل لأن الإبداع يحتاج الى جهد كبير، ومن خلال ما قمت بعرضه في تدوينة بعنوان ” فاطمة لم تعد مبدعة!” إن للبيت دورا كبيرا في هدم وتحطيم الإبداع لدى الأبناء كتصرف بعض الآباء والأمهات مثل التوبيخ والصراخ المستمر وإعطاء التعليمات والاوامر، وكذلك كبح الطفل عن الأسئلة يؤدي كل ذلك إلى طمس معالم الإبداع من ذهن الأبناء. وفي الوقت نفسه، يعتبر البيت أهم وأول محفز للإبداع لدى الابناء، ففي تدوينة ” عادت فاطمة للإبداع!”، قمت بسرد بعض الاساليب التي تساند الطفل على صقل مهارات التفكير الابداعي مثل التشجيع والثناء والتركيز على التصرفات الإيجابية وتحفيز الأبناء على مهارات التخيل والتحدث أمام الآخرين وممارسة الهوايات والأهم من ذلك هو إعطاؤهم فرصة لطرح الأسئلة.