طالبان تعلن انها لن تسمح باستمرار عمليات الإجلاء بعد الثلاثاء المقبل
عواصم – وكالات: خلال الأيام الأخيرة، شهد معبر حدودي رئيسي بين باكستان وأفغانستان جموعا غفيرة من اللاجئين، مما يعد دلالة مبكرة على ما يمكن أن يكون نزوحا جماعيا من أفغانستان الخاضعة لحكم طالبان حاليا.
وقال مسؤول من قوة حرس الحدود الباكستانية إنه في بادىء الأمر كان يدخل حوالي 4آلاف أفغاني باكستان من خلال معبر شامان يوميا.
وأضاف المسؤول الذي رفض ذكر اسمه أن العدد بدأ بالفعل يتجاوز 10آلاف لاجىء يوميا مؤخرا وهناك مخاوف من تزايد هذا العدد.
ويربط المعبر بين إقليم بلوشستان الواقع في جنوب غرب باكستان وبين بلدة سبين بولداك، التي تقع في ولاية قندهار الأفغانية.
وذكر المسؤول أن” عددا أكثر للغاية يشمل عائلات ومعها أطفالها ينتظرون على الجانب الآخر من الحدود”.
ويظهر مقطع فيديو منتشر على نطاق واسع يفترض أنه من سبين بولداك آلاف الأشخاص ينتظرون في البلدة المتربة لدخول باكستان.
وتستضيف باكستان بالفعل جوالي 2.7مليون لاجىء أفغاني بدأوا في الوصول عام 1979 عندما قامت القوات السوفيتية بغزو أفغانستان.
وقد أدى حكم طالبان الأول، الذي بدأ عام 1969 واستمر حتى عملية طردهم بقيادة الولايات المتحدة عام 2001، والصراع المستمر طوال العقدين الماضيين، إلى سعي المزيد من الأفغان للجوء في إيران وباكستان.
ودفعت سيطرة طالبان على أفغانستان للمرة الثانية باكستان إلى ضرورة زيادة سرعة التخطيط لما يمكن أن يكون كارثة إنسانية.
وعبر مطار كابول، تواصل الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة عمليات إجلاء مواطنيها وكذلك الأفغان الذين يواجهون خطر التعرض للانتقام من جانب طالبان.
وأعلنت طالبان أنها لن تسمح باستمرار عمليات الإجلاء بعد 31 أغسطس.
وقال قيصر خان أفريدي المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إسلام آباد” بمجرد أن تنتهي عمليات الإجلاء، سوف يكون من الواضح معرفة عدد من يغادرون البلاد عبر الحدود البرية”.
وأضاف” نحن نقوم بمراقبة الوضع على الحدود ويبدو أنه ليس هناك أي تدفق كبير في الوقت الحالي. وخططنا جاهزة، مع مراعاة سيناريو أسوأ الحالات”.
وقد رفضت الحكومة الباكستانية في بادىء الأمر استضافة أي لاجئين أفغان آخرين، قائلة إنه من المحتمل ألا تستطيع البلاد رعايتهم اقتصاديا واجتماعيا.
ولكن مسؤولا في وزارة شؤون الولايات والمناطق الحدودية، التي تتعامل مع اللاجئين قال إن إسلام آباد سوف تتبع سياسة مرنة في مواجهة ما قد يحدث في أفغانستان.
وأضاف المسؤول الذي رفض أيضا ذكر اسمه وهو يتحدث عن هذا الموضوع الحساس” نحن نراقب الموقف على أساس يومي ونواصل تغيير سياستنا وفقا للموقف الجديد”.
وقال” من المؤكد أننا لا نريد دخول عدد كبير من الأشخاص البلاد لأن ملايين الأفغان يعيشون هنا بالفعل”.
وأضاف” لكن سياستنا مرنة. فلن ندير ظهرنا للأفغان إذا تفاقم الوضع الإنساني هناك. ولن نمنعهم من الدخول بالقوة”.
من ناحية أخرى ذكر تقرير إخباري الجمعة أن السلطات في العاصمة الباكستانية طلبت من الفنادق، عدم قبول نزلاء محليين خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، وذلك لإيواء آلاف الأشخاص، المتوقع أن يتم إجلاؤهم من أفغانستان.
وطلب مسؤول في هيئة إدارة العاصمة إسلام آباد من أصحاب الفنادق، حجز جميع الغرف الشاغرة للحكومة لمدة 21 يوما القادمة.
وقال معيد يوسف مستشار الأمن القومي الباكستاني إنه لا توجد أي فوضى على الحدود مع أفغانستان، لأن سيطرة طالبان على أفغانستان تتم بصورة سلمية بدرجة كبيرة.
ويقدر مسؤولون باكستانيون أن ما بين 300 ألف و800 ألف من اللاجئين الجدد قد يدخلون البلاد.
ويتجه كثير من اللاجئين الذين يدخلون باكستان من خلال معبر شامان إلى أقاربهم في بلوشستان أو إلى مدينة كراتشي في جنوب البلاد.
يذكر أن المعبر الرئيسي الثاني مع إقليم نانجرهار في شمال غرب باكستان ما زال مغلقا أمام اللاجئين.
أرض الصومال تعلن استعدادها لاستقبال لاجئين أفغان
أعلنت جمهورية أرض الصومال المعلنة من جانب واحد في شمال الصومال الجمعة أنها مستعدة “من حيث المبدأ” لاستقبال لاجئين أفغان يريدون مغادرة بلدهم بعد سيطرة حركة طالبان على السلطة فيها.
وصرح مسؤول في وزارة الخارجية في أرض الصومال لوكالة فرانس برس أن محادثات بدأت مع مسؤولين أميركيين لاستقبال لاجئين أفغان مؤقتا. وقال “نقبل من حيث المبدأ استقبال لاجئين لفترة انتقالية”.
وأوضح أن الاتفاق ما زال في مرحلة أولية ولم يتم تحديد أي تفاصيل بشأن الإجراءات الفنية أو مواعيد وصول هؤلاء اللاجئين.
وأعلنت أرض الصومال استقلالها عن الصومال قبل ثلاثين عاما ولها حكومتها الخاصة وجيشها الخاص وتطبع عملتها الخاصة ولكنها لم تنجح في الحصول على اعتراف دولي وبقيت رسميا جزءا من الصومال.
وكانت “صوماليلاند” الصومال البريطانية السابقة دمجت بالصومال الإيطالية السابقة عند استقلال البلاد في 1960.
لكنها انفصلت وأعلنت استقلالها في 1991 بعد سقوط نظام محمد سياد بري الذي أغرق الصومال في حرب عشائرية وسرّع انهيار الدولة الصومالية.
وفي مواجهة عشرات الآلاف من الأفغان الراغبين في مغادرة البلاد منذ تولي طالبان السلطة، استقبلت أوغندا أيضا بطلب من الولايات المتحدة و بشكل مؤقت مجموعة من 51 أفغانيا هذا الأسبوع.
وقالت وزارة الخارجية الأوغندية أن عمليات الإجلاء هذه تأتي بطلب من الولايات المتحدة لإيواء رعايا أفغان “معرضين للخطر” وأشخاص آخرين في طريقهم إلى الولايات المتحدة ووجهات أخرى في العالم، مؤقتا حسب وزارة الخارجية الأوغندية.
وكشفت صحف معلومات لم يتم تأكيدها تفيد أن كمبالا وافقت الأسبوع الماضي على استضافة نحو ألفي أفغاني.
وأخيرا، غادر نحو 250 من المراهقين والطلاب والمدرسين والموظفين وأفراد أسرهم أفغانستان هذا الأسبوع للسفر إلى رواندا ومواصلة دراستهم هناك، على حد قول شبانة باسيج راسخ مؤسسة المدرسة الخاصة للقيادة في أفغانستان (سولا).