خليل العواودة نموذج فلسطيني مشرف يقدم نفسه عنوانا فلسطينيا ذا دلالات عظيمة يُسمَّى «الأمعاء الخاوية» موجها رسالة للعالم أن تضحيات أبناء الشعب الفلسطيني ماضية قُدمًا للأمام في إطار حركة تحرير وطنية لن تتوقف حتى يتحقق وعد الله.
نماذج مشرِّفة قدَّمتها الساحة الفلسطينية في مواجهة الطاغوت الصهيوني الذي يواصل تغوُّله ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وكأن هذه الممارسات سوف تكسر عزائم الرجال الأبطال! لكن هيهات، لقد كتب هؤلاء الأبطال سيرة خالدة في الذاكرة العربية، وقدموا أروع الملاحم! وسطروا أعظم الأساطير! وهكذا هي حركات التحرير الوطني، وما أروع صورتها في فلسطين أرض النبوءات والبطولات.
عندما ينفِّذ ثلة من أبناء فلسطين عملية هروب جماعي من أشد سجون الاحتلال رقابة ويحفرون نفقا بملعقة الطعام، وعندما يستولي أحد المطلوبين على سلاح العدو ويتجول بين نقاط التفتيش يلقن جيش الاحتلال الدروس، وعندما يتحدى الأسير الشاب أحمد مناصرة سلطات الاحتلال مرسخا إرادة شعب عظيم من أطفاله إلى كهوله، وعندما يسجل مئات الأسرى حالة إضراب جماعي عن الطعام ويواجهون الموت مسجلين ظاهرة الأمعاء الخاوية التي لم يعرف التاريخ لها مثيلا، وعندما تثور الأرض من تحت أقدام أولئك المقاومين في كل أرجاء فلسطين مقدمين أرواحهم فداء لقضيتهم التي يناضلون من أجلها؟! فليسجل التاريخ أننا أمام مشروع تحرر وطني عظيم بدأت ملامحه تقترب بالإرادة والعزيمة والتضحيات الجسام، فطوبى لكم أيها الأبطال يا من سجلتم بالدماء والأشلاء أعظم النماذج التي سيعمد عليها مشروعكم التحرري العظيم.
الأسير خليل عواودة يقدم نفسه اليوم كأحد أبرز فرسان هذه الملحمة الفلسطينية العظيمة وقد تجاوز إضرابه عن الطعام الـ180 يوما، وما زال يتمسك بقوة وعزيمة وإصرار بقضيته العادلة، ويؤكد أن الاعتقالات الإدارية في سجون الاحتلال دون أية تهم أو محاكمة هي اعتقالات تعسفية جائرة بحق شعبنا العربي الفلسطيني، وما أكثر المعتقلين إداريا في سجون الاحتلال دون محاكمة أو تهمة واضحة؟!
الاحتلال يظن أنه يستطيع كسر الإرادة وتعطيل هذه الكوادر الفلسطينية الحرة بالاعتقال الإداري وتحييد هؤلاء الرجال عن القيام بدورهم في سبيل التحرير ودعم رفاق الدرب. لكن هيهات، فهؤلاء هم من يبعثون الأمل ويشدون على أيادي المقاومين الأبطال مؤكدين على مسيرة التحرير.
الاحتلال ما زال يجمد الاعتقال الإداري ضد الأسير خليل عواودة الذي يواجه الموت وقد نحل جسمه، ولكن العواودة لم تخوَ عزائمه، بل ازدادت شدة، وأطلق تصريحات معبِّرة تعيد الأمل، ووجَّه رسالة للعالم قائلا: “يا أحرار العالم إن هذا الجسد المتهالك الذي لم يبقَ منه إلا العظم والجلد لا يعكس ضعف وعُري الشعب الفلسطيني، إنما هو مرآة في وجه الاحتلال الحقيقي الذي يدعي أنه دولة ديمقراطية، في حين يوجد أسير بلا تهمة رهن الاعتقال الإداري الهمجي ليقول بلحمه ودمه لا للاعتقال الإداري لا للاعتقال الإداري”.
سجون الاحتلال اليوم تعج بمئات بل آلاف المعتقلين مما يُمثِّل إحدى طرق الإرهاب الصهيوني، وقد هددت الحركة الأسيرة في فلسطين بأنها ستبدأ إضرابا بألف مضرب كدفعة أولى يوم الخميس القادم الأول من سبتمبر مع استمرار بقية الأسرى في حالة حل الهيئات التنظيمية، وإبقاء حال التمرد على قوانين السجان ورفضا للاعتقالات الإدارية، كما أطلق نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي مطالب بالإفراج عن خليل العواودة في ظل وضعه الصحي المتردي تحت وسم الحرية لخليل، وكرر العواودة التماسه للمحكمة الاحتلال العليا مطالبا بالإفراج الفوري، لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قالت إنها ستجدد اعتقاله في حال خروجه من المشفى، وهذا يدل على صلافة الاحتلال الذي ما فتئ يخلف وعوده، وكان الاحتلال قد وعد بإطلاق خليل عواودة وبسام السعدي ضمن اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة الجهاد الإسلامي لكنه أخلف كالمعتاد، مما يدلل على أن الاحتلال ليس جديرا بأي اتفاق ولا يمكن التعامل معه إلا بلغة الردع.
خليل العواودة نموذج فلسطيني مشرف يقدم نفسه عنوانا فلسطينيا ذا دلالات عظيمة يُسمَّى “الأمعاء الخاوية” موجها رسالة للعالم أن تضحيات أبناء الشعب الفلسطيني ماضية قُدمًا للأمام في إطار حركة تحرير وطنية لن تتوقف حتى يتحقق وعد الله.
خميس بن عبيد القطيطي