زار معالي المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، وزير الاستثمار بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، والوفد المرافق له المؤسسة العامة للمناطق الصناعية – مدائن، بمقرها في واحة المعرفة مسقط، حيث كان في استقبال الوفد سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن، وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة، رئيس مجلس إدارة “مدائن”، الذي أكد خلال كلمته الترحيبية على عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين، مبينًا أهمية التكامل الاقتصادي وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين.
كما دعا سعادته المستثمرين ورجال الأعمال السعوديين إلى الاستثمار في مدينة عبري الصناعية الواقعة على الطريق المؤدي للمنفذ الحدودي الجديد بين السلطنة والمملكة، التي تشكل نقطة مهمة بمثابة محطة لمناولة التجارة البينية بين البلدين، وفرصة للصناعات السعودية سواء تلك التي تستهدف السوق العماني أو الأسواق التي تعد السلطنة بوابة بحرية أو برية لها، حيث ستكون هذه المدينة الصناعية مدينة شاملة متعددة الاستخدامات، وتضم بالإضافة للقطاع الصناعي قطاعات استثمارية أخرى، أهمها القطاع اللوجستي، وأشار رئيس مجلس إدارة “مدائن” إلى أن مدينة الرسيل الصناعية التي افتتحت في العام 1985م؛ تعد أولى المدن الاقتصادية والصناعية في السلطنة، حيث كانت من بواكير نهضة عمان الحديثة، موضحًا سعادته أن إجمالي المساحات للمدن الصناعية القائمة حاليًا أو التي هي تحت التطوير تبلغ ما يقارب من (140مليون م2)، وتضم ما يقرب من (2200) مشروع استثماري، وبحجم استثمار يصل إلى (6.8) مليار ريال عماني تقريبًا، بينما يتجاوز عدد العاملين بها (62) ألف عامل وعاملة، وتشكل الصناعات التحويلية الأغلبية المطلقة من إجمالي الاستثمارات في المدن الصناعية التابعة لمدائن، حيث تشكل ما يقارب (83 %) من إجمالي الاستثمارات.
مدائن 2040
من جانبها، قدّمت إبتسام بنت أحمد الفروجية، مدير عام خدمات المستثمرين في مدائن، نبذة عن أبرز ملامح رؤية مدائن ٢٠٤٠ وما تتضمنه من مدن صناعية حالية ومستقبلية، والحوافز والتسهيلات التي تقدمها للمستثمرين، والفرص المتاحة للاستثمار، حيث أوضحت أن رؤية مدائن المستقبلية تسعى أن تكون الذراع الحكومي المعزز للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة عبر الشراكة مع القطاع الخاص لتطوير، وتشغيل مدن أعمال متكاملة الخدمات، ذات سرعة استجابة للمتغيرات تعتمد على أفضل الحلول والتقنيات، تلبي احتياجات ومتطلبات الأعمال، وتراعي المعايير البيئية، وذلك بالتركيز على الخدمات التشغيلية، خدمات القيمة المضافة، والبنية الأساسية المميزة.
وحول أبرز المشاريع التي تعكف “مدائن” على تنفيذها في المرحلة الحالية والمستقبلية، أوضحت الفروجية أن مشروع مدينة صحار للسيارات (موتكار) في مدينة صحار الصناعية يهدف إلى إيجاد مركز لإعادة تصدير السيارات المستعملة إلى أسواق آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط.
كما استعرضت الفروجية مشروع ميناء صور التجاري الذي يهدف إلى إنشاء بنية أساسية ذات قيمة عالية للتجارة البحرية العالمية في ُعمان، تماشيًا مع خطة الحكومة في جعل القطاع اللوجستي الشريان الرئيسي للاقتصاد، مع الاستمرار في الوقت ذاته في دعم وتشجيع التنمية الاقتصادية للمدينة الصناعية بصور، بالإضافة إلى مختلف القطاعات الأخرى، ودعمًا لتنمية الاجتماعية في محافظة جنوب الشرقية، حيث يشتمل المخطط الرئيسي التصوري للميناء على منشآت لوجستية داخلية، كما يتميز المخطط بالمرونة الكافية لتلبية المتطلبات المختلفة للشحن والاستيراد للمواد.
كما أشارت إبتسام الفروجية خلال العرض إلى مشروع تطوير البنية الأساسية لمدينة مرمول الصناعية التي تقع في ولاية شليم، ويهدف المشروع إلى توفير بيئة استثمارية متخصصة بقطاع النفط والغاز بالشراكة بين مدائن وشركة تنمية نفط عمان، كما تركز الصناعات المستهدفة بالمدينة الصناعية على صناعات المتعلقة بحقول النفط والصناعات التعدينية، وتتميز المنطقة بتوفر أكبر مخزون للجبس ولايم ستون.
بعدها، قام معالي المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، وزير الاستثمار بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، والوفد المرافق له بزيارة لمدينة الرسيل الصناعية تضمنت جولة ميدانية في شركة أريج للزيوت النباتية، كما قام الوفد بجولة في شركة صناعة الكابلات العمانية. واختتم الوفد السعودي زيارته لمدينة الرسيل الصناعية بجولة في الشركة العمانية للألياف البصرية.