كابول-عواصم-وكالات: تبنّى تنظيم داعش ولاية خراسان أمس الهجوم الصاروخي على مطار كابول، حيث تسابق القوات الأميركية الزمن لانجاز انسحابها من أفغانستان وإجلاء حلفاء لها.وقال التنظيم في بيان تداولته حسابات جهادية على تطبيق تلغرام “استهدف جنود الخلافة مطار كابول الدولي بستة صواريخ (كاتيوشا)، وكانت الإصابات محققة”.
وجاء الهجوم قبل أقل من 48 ساعة من موعد سحب الولايات المتحدة آخر قواتها من أفغانستان وغداة ضربة جوية شنتها الولايات المتحدة في كابول الأحد.
وحدد الرئيس الأميركي جو بايدن مهلة تنتهي اليوم لسحب كل القوات الأميركية من أفغانستان وإنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة بدأت ردا على هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
وتسببت سيطرة طالبان مجددا على السلطة بعدما أطاح بها ائتلاف دولي بقيادة الولايات المتحدة العام 2001، قبل 15 يوما بتدفق أعداد كبيرة من الأفغان إلى مطار كابول أملا بأن يستقلوا طائرة في إطار عمليات الإجلاء التي تقودها الولايات المتحدة وستنتهي هذه الرحلات الجوية التي سمحت بإجلاء أكثر من 122 ألف شخص عبر مطار كابول، الثلاثاء رسميا مع انسحاب آخر القوات الأميركية.إلا ان الجيش الأميركي يركز راهنا على سحب جنود والدبلوماسيين الأميركيين خصوصا.
ويطرح تنظيم داعش المنافس لحركة طالبان التهديد الأكبر على الانسحاب بعدما نفذ هجوما انتحاريا في محيط المطار الأسبوع الماضي اسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص بينهم 13 عسكريا أميركيا.
وحذر بايدن من أن هجمات أخرى مرجحة جدا فيما أكدت الولايات المتحدة الأحد أنها شنت غارة بطائرة مسيرة في كابول على آلية مفخخة قالت انها تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.وتلا ذلك صباح أمس اطلاق صواريخ باتجاه المطار، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنه.
وأكد البيت الأبيض فجر أمس الهجوم بالصواريخ على المطار لكنه شدد على أن عمليات الإجلاء “متواصلة”.
وأوضحت الناطقة باسم البيت جين ساكي في بيان “أبلغ الرئيس جو بايدن بأن العمليات تتواصل دونما انقطاع في مطار حميد كرزاي في كابول وجدد تعليماته للمسؤولين لمضاعفة الجهود للقيام بكل ما يلزم لحماية قواتنا على الأرض”.
والتقط مصور لوكالة فرانس برس أمس صورا لسيارة مدمرة مع قاذفة صواريخ لا تزال ظاهرة على المقعد الخلفي.
ورجح مسؤول في حركة طالبان في المكان إطلاق خمسة صواريخ لكن الدفاعات الجوية الخاصة بالمطار اعترضتها ودمرتها.
ولم تصدر أي تقارير عن وقوع إصابات او أضرار لحقت بالمطار، إلا أن هذا الحادث زاد من القلق الذي يعتري السكان الذين يرزحون تحت صدمة سنوات الحرب الطويلة.
وقال عبد الله الذي يقيم قرب المطار لوكالة فرانس برس “منذ تولى الأميركيون الاشراف على المطار لا يمكننا النوم بشكل سليم. فإما نسمع إطلاق نار أو دوي صواريخ أو صفارات إنذار أو ضجيج هائل لمحركات الطائرات. والان يتعرضون لهجمات مباشرة ما قد يعرض حياتنا للخطر”.
وقالت الولايات المتحدة إن الغارة الجوية الأحد على السيارة المفخخة قضت على تهديد جديد من تنظيم داعش.إلا ان الغارة قد تكون تسببت بمقتل مدنيين.
وقال المتحدّث باسم القيادة المركزيّة الأميركيّة، بيل أوربان “نحن على علم بتقارير عن سقوط ضحايا مدنيّين في أعقاب الغارة (التي نفّذناها) على آليّة في كابول الأحد”.