مرصد حقوقي: نصف مليار دولار خسائر غزة جراء الهجوم الإسرائيلي الأخير
القدس – وكالات: وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القاهرة الأربعاء فى زيارة لمصر تستغرق يومين.
ومن المقرر أن يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره الفلسطيني “لبحث التعاون وآخر التطورات والمشاركة فى قمة ثلاثية الخميس تضم مصر وفلسطين والأردن”.
وكان السفير دياب اللوح سفير دولة فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية أشاد فى بيان صحفي الثلاثاء بمواقف مصر قيادة وشعبًا والتي تقف بجانب الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة.
من جهة اخرى قالت وزارة الصحة الفلسطينية الأربعاء إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص شابا فلسطينيا في وقت متأخر من الليلة الماضية بالقرب من بلدة بيت عور التحتا في الضفة الغربية.
وقال سكان من القرية إن الشاب الذي استشهد يدعى رائد يوسف جاد الله (39 عاما)وهو متزوج وأب لأربعة أطفال أصغرهم عمره عام واحد كان عائدا من عمله في إسرائيل عندما أطلقت عليه النار.
وأضافوا أن شبانا تمكنوا من نقل الجثمان من المكان الذي استشهد فيه عند المدخل الغربي للقرية إلى المجمع الطبي في مدينة رام الله.
ولم تقدم الوزارة تفاصيل أخرى. وقال جيش الاحتلال إنه يتحرى ملابسات الحادث.
ونددت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية باستشهاد الشاب وقالت في بيان إنها “تدين بأشد العبارات جريمة الإعدام الميداني التي ارتكبتها قوات الاحتلال الليلة الماضية في بيت عور التحتا غرب رام الله والتي أودت بحياة الشهيد رائد يوسف جاد الله”.
وحملت الوزارة في بيانها “الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة”. وقالت إنها “تتابع ملف الإعدامات الميدانية بحق أبناء شعبنا مع الجنائية الدولية ومكونات المجتمع الدولي ومراكز صنع القرار في الدول”.
يأتي استشهاد الشاب بعد يومين من لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس في مدينة رام الله.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية إن عباس أطلع أعضاء اللجنة التنفيذية خلال اجتماعهم في مقر الرئاسة على تفاصيل اجتماعه في مدينة رام الله بالوزير بيني جانتس.
وأضافت الوكالة أن الاجتماع بين عباس وجانتس “تركز على ضرورة الالتزام بالشرعية الدولية وحل الدولتين رغم معرفتنا بأن وضع الحكومة الإسرائيلية الحالية غير ناضج لعملية سلام جدية”.
وذكرت الوكالة أنه جرى خلال اجتماع عباس مع جانتس “الاتفاق على بعض القضايا مثل لم شمل العائلات، وحل القضايا العالقة بشأن المقاصة ببنودها المختلفة، ومناقشة قضية أسرى ما قبل أوسلو وهي الدفعة الرابعة التي لم يلتزم نتنياهو بإطلاق سراحهم، واسترداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الجانب الإسرائيلي، ووقف الاستيطان واعتداءات المستوطنين، واحترام قرارات الشرعية الدولية”.
وانتقدت حركة حماس لقاء عباس مع جانتس وقالت على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم أنه “مستنكر ومرفوض ويعمق الانقسام السياسي الفلسطيني”.
وفي سياق آخر في الشأن الفلسطيني، أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الأربعاء بأن الهجوم العسكري الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في مايو 2021 خلف آثارا اقتصادية كارثية ولا سيما في القطاع الإنتاجي، وتسبب بخسائر مباشرة وغير مباشرة تتجاوز نصف مليار دولار في مختلف القطاعات.
وذكر المرصد الأورومتوسطي، في تقرير تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، أن فريقه رصد تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجمات دقيقة ومركزة على منشآت اقتصادية تحوي مصانع ووحدات إنتاجية متنوعة.
وأوضح أنه إلى جانب استهداف المنشآت الإنتاجية في مناطق متفرقة من قطاع غزة، عمد جيش الاحتلال خلال هجومه إلى استهداف مدينة غزة الصناعية بشكل مباشر، وهي من أكبر التجمعات الإنتاجية في قطاع غزة، إذ تضم عشرات المصانع والشركات التي تشغل مئات العاملين، ويجري داخلها جزء كبير من العمليات الإنتاجية لمصانع القطاع.
وقال إنه من خلال مراجعة سلوك الجيش الاحتلال الإسرائيلي وطبيعة الذخائر الدقيقة التي استخدمها في استهداف المنشآت الاقتصادية، يتضح أن إسرائيل ربما تعمدت استهداف القطاع الإنتاجي في قطاع غزة على نحو خاص، من أجل إحداث أضرار فادحة وطويلة الأمد في القدرات الإنتاجية، ووأد أي جهود لتحقيق تنمية اقتصادية في القطاع المحاصر منذ أكثر من 15 عاما.
وفي 10 مايو 2021، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما عسكريا واسعا على قطاع غزة استمر 11 يوما، نفذ فيه آلاف الهجمات الجوية والمدفعية على القطاع الصغير الذي يكتظ بأكثر من 2 مليون شخص، ما أدى إلى مقتل 254 فلسطينيا، بينهم 66 طفلا، و39 امرأة، إلى جانب تدمير آلاف الوحدات السكنية والمنشآت الاقتصادية، وإلحاق أضرار كبيرة في البنية التحتية.
وخلال الهجوم العسكري الذي أطلقت عليه إسرائيل اسم “حارس الأسوار”، ارتكب الجيش الإسرائيلي- بحسب المرصد الأورومتوسطي- انتهاكات متعددة ومركبة، قد ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، عبر القوة النارية الهائلة التي استخدمها ضد المناطق المدنية المكتظة بالسكان، ليعتدي بذلك على عدد من الحقوق الأساسية أبرزها الحق في الحياة، والحق في السكن، والحق في العمل وكسب العيش والحق في الملكية.
ولفت إلى أن الهجمات الإسرائيلية المباشرة ألحقت دمارا واسعا في المنشآت الاقتصادية في قطاع غزة، بما في ذلك تدمير وإلحاق أضرار بأكثر من 100 مصنع، وتدمير بنايات وأبراج سكنية تضم محالًا تجارية متعددة الخدمات، واستهداف ورش صناعية، ومؤسسات تعليمية ومراكز تدريب، وقصف أراض زراعية بمساحات واسعة، تضم بعضها مزارع لتربية المواشي والدواجن.
وخلص تقرير المرصد الأورومتوسطي إلى إلحاق خسائر مباشرة وغير مباشرة تتجاوز نصف مليار دولار في مختلف القطاعات الاقتصادية في غزة، ما عمق من أزمة الاقتصاد الهش أصلًا بفعل تداعيات 15 عامًا من الحصار والانقسام.
وأشار إلى أن تدمير وإعاقة عمل المصانع والمنشآت الإنتاجية تسبب بتعطيل آلاف العمال عن العمل، وزيادة معدل البطالة المتفشية بنسبة عالية أساسًا في قطاع غزة، حيث تبلغ نحو 49% بشكل عام، وترتفع في أوساط الشباب والخريجين إلى أكثر من 67%.
وطالب المرصد الأورومتوسطي السلطات الإسرائيلية بفتح تحقيق جدي في استهداف القطاع الاقتصادي في غزة ومحاسبة الفاعلين، والعمل على تحييد المدنيين وممتلكاتهم والمنشآت الاقتصادية خلال الهجمات العسكرية.
ودعا مجلس الأمن الدولي إلى فتح تحقيق في الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية خلال هجومها على قطاع غزة، بما في ذلك قتل المدنيين واستهداف ممتلكاتهم.