عواصم عالمية – وكالات: هبطت أسعار النفط الخميس بعد أن اتفقت أوبك على إبقاء سياستها الخاصة بالعودة التدريجية للإمدادات إلى السوق دون تغيير في الوقت الذي ترتفع فيه الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم وتظل فيه الكثير من شركات التكرير الأمريكية – وهي مصدر رئيسي للطلب على الخام- متوقفة عن العمل.
وهبط خام برنت 15 سنتا أو ما يعادل 0.2 بالمائة إلى 71.44 دولار للبرميل، بعد أن تراجع أربعة سنتات يوم الأربعاء. ونزل الخام الأمريكي 20 سنتا أو ما يعادل 0.3 بالمائة إلى 68.39 دولار للبرميل بعد أن زاد تسعة سنتات في الجلسة السابقة. وبلغ سعر نفط عُمان تسليم شهر نوفمبر القادم (69.87) دولار أمريكي. وشهد سعر نفط عُمان انخفاضًا بلغ 60 سنتًا مقارنة بسعر الأربعاء والبالغ (70.47) دولار أمريكي. تجدر الإشارة إلى أن المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر سبتمبر الجاري بلغ (72.73) دولار أمريكي للبرميل، مرتفعًا بمقدار دولار أمريكي و(7) سنتات مقارنة بسعر تسليم شهر أغسطس الماضي.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون آخرون بينهم روسيا، المجموعة المعروفة باسم أوبك بلس الأربعاء على مواصلة سياسة التخلص التدريجي من تخفيضات قياسية للإنتاج بإضافة 400 ألف برميل يوميا كل شهر إلى السوق.
وفي الولايات المتحدة، ربما تستغرق مصافي تكرير النفط أسابيع لاستئناف نشاطها بعد أن ضرب الإعصار أيدا المنطقة، فيما تواجه العمليات انقطاعات للكهرباء والمياه، مما سيعرقل الطلب على النفط على الأرجح. وقالت الهيئة المنظمة لأنشطة الطاقة البحرية في الولايات المتحدة إن شركات الطاقة تسارع لإعادة تشغيل المنصات وخطوط الأنابيب في خليج المكسيك الأمريكي، فيما لا يزال إنتاج نحو 1.4 مليون برميل يوميا من النفط متوقفا.
وفي سياق متصل قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن مخزونات الخام الأمريكية انخفضت 7.2 مليون برميل وإن إمدادات المنتجات النفطية التي تقدمها شركات التكرير زادت إلى مستوى قياسي بالرغم من ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء البلاد. وبينما رفعت أوبك بلس توقعها للطلب في 2022 فهي تواجه أيضا ضغوطا لتسريع زيادات الإنتاج من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقد أبدى البيت الأبيض سعادته بالقرار الذي اتخذته منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها بشأن زيادة إنتاج النفط تدريجيا، وتعهد بحثهم على بذل المزيد لدعم التعافي الاقتصادي. وقال متحدث باسم البيت الأبيض “يسعدنا أن تواصل أوبك الزيادات التدريجية في إنتاج النفط مثلما اتفقت على زيادة الإنتاج في يوليو”. وأضاف “نواصل التواصل مع أعضاء أوبك بلس بشأن أهمية الأسواق التنافسية في تحديد الأسعار وبذل المزيد لدعم التعافي”.
من جانب آخر ورغم قرار أوبك بلس للدول أظهرت بيانات حركة ناقلات النفط العالمية تراجع الصادرات العالمية للخام خلال الشهر الماضي. وبحسب البيانات التي جمعتها وكالة بلومبرج للأنباء لحركة ناقلات النفط في العالم خلال الشهر الماضي، بلغ متوسط الصادرات حوالي 27 مليون برميل يوميا بانخفاض قدره 580 ألف برميل يوميا عن المتوسط خلال يوليو الماضي. وأظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الصادر الأربعاء تراجع مخزونات النفط الخام الأمريكية خلال الأسبوع الماضي بأكثر من التوقعات، في حين ارتفعت إمدادات المنتجات النفطية إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، بحسب وكالة بلومبرج للأنباء.
وذكرت الإدارة أن مخزون النفط الخام الأمريكي تراجع خلال الأسبوع الماضي بمقدار 7.17مليون برميل، في حين كان معهد البترول الأمريكي الذي يمثل مصالح شركات النفط قد ذكر أن مخزون الخام تراجع بأكثر من 4 ملايين برميل خلال الأسبوع الماضي.
في الوقت نفسه، ارتفع مخزون المنتجات البترولية خلال الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى لها منذ بدء نشر هذه البيانات عام 1990، وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن الزيادة شملت البروبان ووقود الطائرات والبنزين والديزل (السولار)، مضيفة أن عمليات السحب من مخزون النفط الخام زاد عن التوقعات خلال الأسبوع الماضي، رغم توقف المصافي عن العمل استعدادا لوصول الإعصار إيدا إلى سواحل خليج المكسيك. وقال كوين كيلي مدير محفظة استثمار في شركة تورتيوس إن “السحب من مخزونات النفط الخام كان سيزداد لو لم يتم وقف تشغيل المصافي” خلال الأسبوع الماضي.