العوابي – خليفة بن سليمان المياحي:
الحياة مليئة بالكفاح والعمل وهي عبادة وحياة يستمتع فيها الإنسان بوقته ولا شك أنه بذلك يجني ثمار جهده وهذا لأيّ إنسان عافاه الله ومنحه القوة في الجسم والصحة في البدن، ولكن هذا الكفاح يكون له قيمة أكبر قيمة مع من شاءت الأقدار أن يعاني من إعاقة في جسمه، ومع ذلك فهو لم يستسلم بل جعل العمل شعاره ومنهج حياته يسترزق منه ويبعد عن نفسه الملل فيكسب القوت الحلال لنفسه ولإفراد أسرته.
“عمان” تقف اليوم مع احد النماذج المكافحة من أبناء هذا الوطن الذي أراد أن يضع لنفسه بصمة في العمل والاعتماد على الذات، ليقوم بفتح محل لبيع المواد الغذائية في حيّ النهضة بولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة ليؤكد بانه شخص طموح صاحب همة عالية وعزيمة لا تنكسر.
انه الشاب حمد بن حمدان بن سليمان العوفي يبلغ من العمر39 سنة وعدد أفراد أسرته خمسة أفراد وأكبر أولاده (شهاب) عمره 14 سنة يقول: كنت أعمل في وزارة الدفاع ووقع عليّ حادث سير في شهر يوليو من عام 2015 أي منذ 6 سنوات تقريبا وتأثرت قدماي ثم أصبحت لا استطيع المشي وأنا الآن استعين بكرسي كهربائي متحرك وقد تم إحالتي اثر الحادث للتقاعد.
ويضيف حمد بن حمدان: بذلت جهدا كبيرا حتى تمكنت ولله الحمد من افتتاح هذا المشروع الذي هو عبارة عن بقالة لبيع الموادّ الغذائيّة، والحقيقة أن الفكرة تولدت لديّ بعد أن أصبحت مقعدا واعمل على كرسي وقد فكرت في عمل استطيع إنجازه دون أن يكلفني جهدا بدنيا، ولأن هوايتي هي ممارسة التجارة فقد قررّت أن افتح محلا تجاريا أعمل فيه شخصيّا وأبيع فيه المواد الغذائية الاستهلاكية، وكون المحل يقع وسط حي سكني وعلى الطريق العام – الرستاق العوابي – فإني آمل أن أربح منه في الأيام القادمة، واحصل على ما يعينني وأسرتي في المعيشة ومصاريفها.
ويواصل حديثه قائلا: كنت مضطرا للعمل الحر لأنني لو بحثت عن عمل في القطاع الخاص فمن الصعب أن احصل عليه خاصة في مثل ظروفي ولله الحمد لم أجد صعوبة في العمل طالما لديّ العزيمة والتحّمل والصبر ولديّ حاليّا زبائن مستمرين في التسوق من محلي وبعضهم يتسوق على فترات، كما أني أستعين بأحد أقاربي في الأمور التي يصعب عليّ القيام بها في الوقت الحالي.
تجربة تستحق المساندة
وعن إمكانياته الماديّة يقول: “كوني مبتدئا في العمل فإنه يوجد لدي سيولة مالية وقد ذهبت للعديد من البنوك المعنية بدعم هذه المشاريع لاقترض منه وأساند مشروعي واعمل على تطويره، لكن طلبي قوبل بالرفض وللأسف لم يتم تمويل المشروع لأنه وفق إفادتهم فإن محلات المواد الغذائية ليست من المشاريع التي تمول، لكني لم أيأس بل حاولت قدر استطاعتي الحصول على التمويل، ولا شك انه بالعزيمة ومواصلة العمل دبّرت أموري والآن دخلي اليومي يتراوح بين 80 إلى 90 ريالا وأحيانا يصل إلى 100 ريال وأحاول أن ابذل جهد أكبر لان الدخل إلى الآن لا يسد حاجات ومصاريف الأسرة نتيجة الضرائب وارتفاع فواتير الكهرباء، إلى جانب قيمة إيجار المحل فهذه المصاريف في نهاية الشهر وما أتحصل عليه من المحل لا يستوفي كل تلك الالتزامات ناهيك عن الحصول على دخل إضافي منه خاصة أنني لا زلت في بداية المشروع.
برنامج حافل بالحياة
وعن برنامج حمد العوفي اليومي يقول: أذهب إلى المحل الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الثانية ظهرا وابدأ الفترة الثانية الرابعة عصرا وحتى الساعة الحادية عشر ليلا (طبعا هذا في الأيام العادية التي ليس بها منع للحركة) وقال: عملي القيام بالتفاهم مع الشركات التي تمول المحل بالبضاعة وتسوية الحسابات معها والإشراف على المحل من الداخل ومتابعة الموادّ أولا بأول وأيضا محاسبة الزبائن واستلام النقود منهم وغيرها من الأعمال التي يدار بها مثل هذه المحلات وحول الصعوبات التي واجهته يقول: هي كثيرة جدا ولكن مع العزيمة والصبر كل شي يتيسر. ومطلبي من الجهات المعنية الوقوف إلى جانبي وتقديم الدعم والتمويل الكافي من قبل البنوك المعنية بدعم هذه المشاريع تقديرا للوضع الذي أعيشه وكوني أعاني من إعاقة حركية وأصبحت من ذوي الاحتياجات الخاصة وكل تحركاتي عن طريق الكرسي المتحرك .