سـجـل يا تاريخ .. نصر عُمــــــــان المؤزر على أرض اليابان –
كتب – ياسر المنا –
أبطال روضوا المستديرة بالروح وقوة العزيمة والإصرار
فوز مثير ونصر جميل وبداية مشرفة ومشرقة ومفرحة
شهدت اليابان مولد جيل جديد.. قوي وموهوب وعنيد
حطم أبطال الأحمر نظريات الحسابات كلها وفرضوا حسابهم وحدهم
استحق لقب فريق الأحلام رغم أن المشوار لا يزال في البداية
التحديات كبيرة والصعوبات لم تنته بعد لكنه نصر مفرح ويستحق الاحتفاء
يوم في ذاكرة الكرة العمانية وسيقف عنده خبراء القارة الآسيوية
بداية مهمة ومفيدة ومطلوبة في مشوار التحديات الكبيرة
جميعهم من دون استثناء أبطال بالميدان ونجوم في سماء اليابان
حقق المنتخب الوطني الأول لكرة القدم فوزا مثيرا وجميلا وتاريخيا يعد الأول من نوعه في مواجهاته التي جمعته في مناسبات عديدة مع منتخب اليابان واستطاع أن يحصل على 3 نقاط غالية في بداية مشوار المونديال والبحث عن بطاقة العبور إلى نهائيات كأس العالم في نسخة قطر.
جاءت المباراة قوية وصعبة في الكثير من أوقاتها إلا أن نجوم الأحمر أجادوا تطبيق خطة مدربهم الذكية التي استطاع من خلالها أن يعرف كيف يبطل مفعول القوة اليابانية ويعطل شبكة الفريق التي تجعله يتحرك بسرعة وفي تفاهم وينجح في استثمار سرعته بوضع الكرة في الشباك.
وضع الأحمر أول ثلاث نقاط برصيده في واحدة من أهم مبارياته في المجموعة والتي ستعني له الكثير وستجعل بقية المنافسين ينظرون له بتقدير عال واحترام كبير باعتباره منافسا قويا.
ستحقق البداية القوية والانتصار الغالي مكاسب كبيرة فنية ومعنوية وتقوي علاقة اللاعبين بجهازهم الفني الذي عرف كيف يوظف قدراتهم ويخلق منهم مجموعة قادرة على قهر الصعاب وطرق أبواب المستحيل دون مخاوف أو تراجع.
جاءت المباراة تكتيكية بامتياز وقدم خلالها المدرب الكرواتي فكرا عاليا وبرهن على أنه فعلا مدرب من طينة الكبار وقادر أن يدافع عن تصريحاته التي أشار فيها قبل المباراة إلى أن فريقه قادر أن يكسب الاحترام وأن يكون مصدر الفخر والاعتزاز لجماهيره.
حقق لاعبو الأحمر نتيجة لم تدر بخلد أكثر المتفائلين والذين كانوا يأملون بالتعادل لتأتي المفاجأة السعيدة والكبيرة من أبطال الأحمر ليقولوا للجميع نحن نستطيع أن نصنع أكثر مما ترجون وتأملون.
بداية قوية
بدأ المنتخب الوطني مباراته في أجواء ممطرة وبثقة كبيرة وعزيمة قوية وهو ما ساعده كثيرا في أن يظهر ندية كاملة لمنافسه الياباني على أرضه في المباراة التي تقام على الملعب الرئيسي في مدينة أوساكا.
وترجم الأحمر عزمه الحقيقي في اللعب ببسالة وشجاعة أمام المنتخب المصنف الأول في القارة الآسيوية بقيامه بمحاولة هجومية جادة منذ الدقيقة الثالثة والتي انتهت بضربة ركنية لعبت وسط حضور كثيف من لاعبي اليابان أمام مرماهم وحاول المهاجم المنذر العلوي الاستفادة منها إلا أنه وجد مضايقة من الدفاع لتذهب الكرة خارج الملعب.
وحاول المنتخب الياباني بسط سيطرته على المباراة وفرض الأفضلية ومحاولة البحث عن هدف مبكر إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل نتيجة يقظة وصحوة الدفاع.
ومر الوقت والكرة شبه متساوية في السيطرة وكانت كفة الأحمر الأفضل في بعض الأحيان وهو ما كان واضحا في الدقيقة 12 التي شهدت محاولة هجومية خطيرة للاعب منذر العلوي انتهت بضربة ركنية ثانية شكلت خطورة واضحة إلا أن الدفاع أبعدها إلى ضربة ركنية ثالثة ولكن هي الأخرى لم تثمر خطورة حقيقية أو أي هدف.
دفعت القوة الهجومية للأحمر المنتخب الياباني لأن يجتهد ويزيد من تحركاته بحثا عن شباك فائز الرشيدي وكانت له إحدى المحاولات الهجومية الخطيرة إلا أن فائز كان في الموعد وأبعد الكرة في الوقت المناسب.
تواصل الأداء وكل فريق يختبر الآخر عبر محاولاته وعلى الخط يتابع كل مدرب الأوضاع في الملعب ويقوم بالتوجيهات المطلوبة لتفادي الأخطاء والسلبيات.
وخلال ربع الساعة الأول كانت معظم الحركة في وسط الملعب ولم تكن هناك فرص حقيقية لتسجيل هدف وهو ما يعكس الحذر الكبير من جانب اللاعبين والحرص على تفادي الهدف المبكر.
واستمرت المباراة في ظل هطول الأمطار وهو ما كان له الأثر الواضح في الحركة والسيطرة على الكرة.
وعند وصول المباراة الدقيقة 25 استمر الأداء من جانب الأحمر فيه انضباط تكتيكي واضح وتكامل في الأدوار بين اللاعبين وأدوار كبيرة يقوم بها لاعبو الوسط والدفاع لمنع أي تحركات خطيرة للاعبي المنتخب الياباني الذين كانوا يلعبون الكرة السريعة ويظهرون نوايا واضحة للاستفادة من اللعب في الأرض وتحقيق النتيجة الإيجابية.
وفي الدقيقة 27 تصدى الحارس فائز الرشيدي لمحاولة هجومية خطيرة عندما نجح مهاجم منتخب اليابان في اختراق الدفاع ومواجهة المرمى وتسديد الكرة إلا أن فائز كان في الموعد وأبعد الفرصة الخطرة.
بدا واضحا مع استمرار المباراة واقترابها من نهاية الشوط الأول التكافؤ في الأداء وعند الدقيقة 32 كسب المنتخب الياباني ضربة ركنية أبعدها الدفاع ومن ثم كسب ضربة ركنية أخرى بعد 3 دقائق من دون أي خطورة تذكر.
نشط المنتخب الياباني في الجزء الأخير من الشوط الأول وبدا هو الأفضل من حيث الاستحواذ وهو ما فرض على نجوم الأحمر التراجع إلى الوراء وحماية شباك زميلهم فائز الرشيدي بحثا عن الخروج بنتيجة التعادل في الشوط الأول.
وفي تأكيد على إجادة الأحمر التعامل مع ظروف المباراة فهو لم يركن للدفاع بصورة دائمة بل كان يتقدم متى ما وجد الفرصة لتشهد الدقيقة 41 فرصة جيدة للاعب منذر العلوي الذي سدد الكرة بقوة لتصطدم بالدفاع وتذهب إلى ضربة ركنية.
وعند الدقيقة 43 نجح لاعب الوسط حارب السعدي في انتزاع مخالفة في مكان جيد وانتظر الجميع أن تلعب عكسية وتشكل خطورة على مرمى اليابان إلا أن التنفيذ لم يكن بصورة جيدة وحاول فيها خالد الهاجري إلا أن الكرة كانت بعيدة عنه.
ونجح الأحمر بأن يحقق هدفه وفرض التعادل على مضيفه الياباني في النصف الأول من أول مباراة للفريقين في الدور الثاني الحاسم للتصفيات المؤهلة لمونديال قطر.
عودة قوية
عاد لاعبو الأحمر في الشوط الثاني بمعنويات عالية، واستمروا في مقاسمة المنتخب الياباني الأداء والسيطرة منذ الدقائق الأولى واستمر الأداء بنفس قوة الشوط الأول وكانت هناك محاولات هجومية أبرزها تلك الفرصة التي تهيأت وسددها خالد الهاجري في ظل وجود فرصة بأن يمرر لزميله عبد الله فواز لكنه اختار التسديد لتصل ضعيفة للحارس الياباني وسط احتجاج المدرب الكرواتي برانكو.
وبعد دقيقتين من الفرصة تهيأت فرصة أخرى أكثر خطورة تألق الحارس الياباني في إبعادها ليكسب أبطال الأحمر الثقة ويكونوا أكثر جرأة في البحث عن تسجيل هدف بعد أفضليتهم الهجومية مقارنة بأداء المنتخب الياباني الهجومي.
ونشط المنتخب الياباني عند تخطي المباراة الدقيقة 60 وتألق الحارس العملاق فائز الرشيدي في إبعاد كرتين خطرتين للمنتخب الياباني بكل يقظة ورغبة جادة في الخروج بشباك بيضاء في الشوط الثاني مثلما فعل في الشوط الأول.
ورد المنذر العلوي بمحاولة في الدقيقة 66 إلا أنه لم يحسن التعامل مع الفرصة التي تهيأت له وهو في وضعية جيدة ليعود الأداء والسباق بين الفريقين كل يبحث عن شباك الآخر ما بين محاولة هنا وهناك.
وبدا مدرب المنتخب الياباني حريصا على تغيير ظروف المباراة فعمل على 3 تعديلات في التشكيلة كان آخرها في الدقيقة 70 وهو ذات التوقيت الذي سحب فيه المدرب برانكو منذر العلوي ودفع باللاعب الشاب الآخر أرشد العلوي.
حافظ الأحمر على التعامل الجيد مع محاولات مضيفه الياباني الذي بدا واضحا عدم سعادته بالنتيجة ويبحث عن إثبات أفضليته باعتباره أبرز المنتخبات المرشحة للذهاب إلى المونديال ونجح جميع اللاعبين في اللعب الضاغط مع أي لاعب ياباني تكون بحوزته الكرة الأمر الذي ساعد كثيرا في تخفيف الضغط على الحارس فائز لتصل المباراة الدقيقة 80 بذات نتيجة التعادل.
الخبر عند عصام
عندما اقتربت المباراة من الدقائق الأخيرة وكل الأنظار تتجه إلى الساعة في انتظار صافرة النهاية بحثا عن النقطة أشرك المدرب برانكو المهاجم عصام الصبحي بديلا لزميله زاهر الأغبري ومضت المباراة في طريقها إلى الدقائق الأخيرة، وقبل دقيقتين من نهايتها، وفي هجمة وصلت الكرة إلى صلاح اليحيائي الذي لعبها عرضية لتجد عصام الصبحي الذي حولها لتصطدم بالمدافع الياباني وتذهب لتستقر في الشباك معلنة عن الهدف القاتل وسط فرحة عمت كل أرض السلطنة وكل محبي الأحمر.
كان الهدف القاتل أشبه بالصدمة للاعبي المنتخب الياباني ومدربهم وجماهيرهم، فحاولوا بعدها استغلال الوقت الإضافي لمعادلة النتيجة إلا إنهم قابلوا صمودا رائعا وقوة في الأداء الدفاعي، لتمر الدقائق بسلام ويطلق الحكم الإماراتي الصافرة معلنا فوزا أحمر تاريخيا ومستحقا بالهدف الوحيد وأول ثلاث نقاط.
تشكيلة النصر المؤزر
لعب المنتخب الوطني المباراة التاريخية بتشكيلة ضمت: فايز الرشيدي وأحمد الخميسي وجمعة الحبسي وأمجد الحارثي وعلي البوسعيدي وحارب السعدي وعبد الله فواز وزاهر الأغبري وصلاح اليحيائي والمنذر العلوي وخالد الهاجري.
وأشرك برانكو كلا من أرشد العلوي بديلا عن اللاعب المنذر العلوي وعصام الصبحي بديلا عن زاهر الأغبري وفهمي الدوربين بديلا عن صلاح اليحيائي وكان آخر التبديلات دخول عبد العزيز الغيلاني.
البعثة في مسقط
يتوقع أن تكون بعثة المنتخب الوطني قد وصلت مسقط بعد أن أقلعت من لوساكا عبر الطائرة الخاصة عقب المباراة بساعة وسيبدأ الأحمر مباشرة فتح ملف مباراته القادمة أمام المنتخب السعودي في السابع من الشهر الجاري.
نجوم فوق العادة
برز نجوم الأحمر في مستويات فنية كبيرة وتنافسوا فيما بينهم على الأداء القوي واللعب بمسؤولية كبيرة في أداء الواجبات الدفاعية والهجومية.
وتميز الأداء في وسط الملعب بالنشاط والحيوية والروح القتالية والحركة المتواصلة بحثا عن الكرة والضغط على لاعبي المنتخب الياباني بقوة دون منحهم الوقت أو المساحة لتشكيل الخطورة على مرماهم.
بداية من الحارس فايز الرشيدي وعناصر الدفاع والوسط والهجوم لم يقصر أي منهم وكانوا نجوما في سماء اليابان.
إنذاران
تلقى نجما المنتخب الوطني عبد الله فواز وأمجد الحارثي البطاقة الصفراء في المباراة كأول إنذارين في مشوار التصفيات في الدور الثاني الحاسم.
وشهدت المباراة حصول الأحمر على عدد كبير من الضربات الركنية وهذا دليل قوته الهجومية وكذلك بعض المخالفات على بعد أمتار من منطقة اليابان الخطرة وهو دليل على الجرأة الهجومية والرغبة في تحقيق النتيجة الإيجابية.