كابول-وكالات:أعلنت حركة طالبان أمس أنها قريبة من تشكيل حكومة جديدة فيما نظمت عشرات النساء تظاهرة نادرة للمطالبة بحق العمل في ظل النظام الجديد الذي يواجه عراقيل اقتصادية كبرى وارتيابا من قبل الشعب.
من جهة أخرى وبينما دعت الأمم المتحدة إلى تأمين مخرج للأفغان الراغبين في مغادرة بلدهم، أعلن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أنّ بلاده تعمل مع طالبان لإعادة تشغيل مطار كابول في “أقرب وقت ممكن”.
طالبان التي تعهدت باعتماد نهج أكثر ليونة مما كان عليه حكمها بين 1996 و 2001، عليها الآن أن تتحول الى سلطة تتولى الحكم.
والإعلان عن حكومة جديدة التي قال مصدران من طالبان لوكالة فرانس برس إنه قد يحصل الجمعة بعد الصلاة، سياتي بعد أيام على الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية من أفغانستان الذي أنهى أطول حروب أميركا مع انتصار عسكري للحركة الإسلامية.
وشنّت حركة طالبان هجوما جديدا على وادي بانشير، أحد آخر جيوب المقاومة للنظام الأفغاني الجديد في شرق البلاد، كما أكدت المقاومة أمس، عقب اشتباكات راح ضحيتها أربعة أشخاص على الأقل وفق منظمة غير حكومية.وشن مقاتلو طالبان الأربعاء هجوما على جنوب بانشير من ولاية كابيسا التي كانت تخضع لسيطرة الجيش الفرنسي قبل انسحابه من أفغانستان عام 2013. كما قادوا هجوما في شرق الوادي، بحسب عدد من مقاتلي المقاومة.
وروى مقاتل من الجبهة الوطنية للمقاومة التي تضم ميليشيات مناهضة لطالبان وأفرادا سابقين في القوات الأفغانية لوكالة فرانس برس “قبل ساعات قليلة، شنوا هجوما وقد ألحقنا بهم هزيمة ثقيلة”.وتابع “نتوقع هجمات جديدة من طالبان. نحن مستعدون للتغلب عليهم، إذا خاطروا بمهاجمتنا”.
وقالت منظمة “إميرجنسي” الإيطالية غير الحكومية على تويتر إنها استقبلت في مستشفاها في كابول “أربعة جرحى وأربعة قتلى نتيجة القتال في غلبهار” عند مداخل وادي بانشير.
وقتل العديد من مقاتلي طالبان في الهجوم كما أكد من جهته فهيم دشتي المسؤول في الجبهة الذي قال إن طالبان “لم تتقدم ولا حتى كيلومترا واحدا”.
وتعهّدت الجبهة التي أعربت عن أملها في الحوار مع طالبان، الدفاع عن الوادي الذي يحيط به مئات المقاتلين من الحركة الإسلامية. لكن هذه المحادثات فشلت، بحسب طالبان التي دعت الأربعاء مقاتلي المقاومة إلى الاستسلام دون قتال.
وفي إحدى اللحظات الأكثر رمزية منذ الاستيلاء على كابول في 15 اغسطس، استعرض المسلحون الأربعاء بعض المعدات العسكرية التي استولوا عليها خلال هجومهم كما حلقت مروحية من طراز بلاك هوك فوق قندهار، المعقل الروحي لحركتهم.
وتتجه كل الأنظار لمعرفة ما اذا كانت طالبان ستتمكن من تشكيل حكومة قادرة على إدارة اقتصاد خربته الحرب وتحترم تعهدات الحركة بحكومة “جامعة”.
وتسري تكهنات كثيرة حول تشكيلة الحكومة الجديدة رغم ان مسؤولا كبيرا قال الأربعاء إنه من غير المرجح ان تشمل نساء.
وقال المسؤول البارز شير محمد عباس ستانكزاي وهو كان في إدارة طالبان الأولى، لاذاعة “بي بي سي” الناطقة بلغة الباشتو إن النساء سيتمكن من مواصلة العمل لكن “قد لا يكون لهن مكان” في الحكومة المستقبلية او مناصب أخرى عالية.
وفي مدينة هرات بغرب البلاد، نزلت حوالى 50 امرأة الى الشوارع، تظاهرة نادرة للمطالبة بحق العمل والاحتجاج على تغييب المرأة عن الحكومة الجديدة.
وقال صحافي في وكالة فرانس برس شهد الاحتجاج إن المتظاهرات رددن “من حقنا أن نحصل على تعليم وعمل وأمن”. كما رددن “لسنا خائفات، نحن متحدات”.
وقالت بصيرة طاهري إحدى منظمات الاحتجاج، لوكالة فرانس برس إنها تريد أن تضم حركة طالبان نساء في الحكومة الجديدة. وأضافت “نريد ان تجري طالبان مشاورات معنا” قائلة “لا نرى نساء في تجمعاتهم واجتماعاتهم”.
وبين ال 122 ألف شخص الذين فروا من أفغانستان في الجسر الجوي الذي نظمته الولايات المتحدة والذي انتهى الاثنين، كانت أول صحافية أفغانية تجري مقابلة مع مسؤول من طالبان في بث تلفزيوني مباشر.
وطالبت المذيعة السابقة في قناة “تولو نيوز” الأفغانية السابقة بهشتا أرغاند الأربعاء “المجتمع الدولي بالقيام بأي شيء للنساء الأفغانيات” وذلك أمام مجموعة من الدبلوماسيين خلال زيارة قامت بها وزيرة الخارجية الهولندية سيغريد كاغ ومساعد وزير الخارجية القطرية لولوة الخاطر إلى مجمع كبير يأوي لاجئين أفغان في العاصمة القطرية الدوحة.
وفي كابول، أعرب سكان عن قلقهم بشأن الصعوبات الاقتصادية المستمرة منذ فترة طويلة في البلاد والتي تفاقمت الآن بسبب استيلاء الحركة على السلطة.
وقال كريم جان وهو صاحب محل لبيع الاجهزة الالكترونية لوكالة فرانس برس “مع وصول طالبان، من الصائب القول أن الأمن مستتب، لكن الأعمال تراجعت الى ما دون الصفر”.وحذرت الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع من “كارثة إنسانية” تلوح في الأفق في أفغانستان ودعت إلى تأمين مخرج الى الاشخاص الذين يريدون الفرار من النظام الجديد.