اختارته بلدية ظفار لتميزه بوجود أعداد كبيرة من أشجار اللبان
ـ عندما تنسكب المادة الراتنجية من الشجر وتتعرض إلى الهواء فإنها تجف على شكل صمغ بلوري
كتب – عامر بن غانم الرواس:
تصوير – العمانية
شجرة اللبان شجرة مباركة ذكرت في كتابات القدماء ونسج حولها الكثير من الأساطير وهي شجرة يصل ارتفاعها إلى ما بين 3ــ5 أمتار تقريبا ذات جذوع متفرقة أو ناشئة من القاعدة وهذه الجذوع مكسوة بقشور وتكون الأفرع صغيرة وإبرية على نحو كثيف والأوراق متعاقبة متجمعة عند الأطراف وقد تكون الأوراق ريشية فردية أو بيضية منعكسة المحيط ويعرف اللبان بأنه مادة راتنجية تنسكب من شجرة تنتمي إلى الفصيلة النباتية التي تعرف باسم ( بوزيليا ساكرا ) وعندما تنسكب المادة الراتنجية من الشجر وتتعرض إلى الهواء فإنها تجف على شكل صمغ بلوري يعرف باسم اللبان
تنمو هذه الشجرة في ظفار نتيجة للظروف البيئية المتمثلة في المناخ الرطب والتربة الكلسية في منطقة تعتبر درجة الحرارة فيها مرتفعة أغلب أيام السنة وعلى الرغم من وجود أنواع كثيرة من اللبان إلا أن أجود أنواع اللبان هو ما تنتجه منطقة شمال جبال سمحان وينقسم اللبان من حيث الجودة إلى أربع أنواع أجودها اللبان الحوجري ويليه في الجودة اللبان النجدي وتنمو أشجاره في منطقة النجد وفي المرتبة التالية يأتي اللبان المسمى بالشزري وتنمو أشجاره في الجزء الغربي بين النجد ومنطقة سقوط الأمطار أما أقل الأنواع جودة فهو النوع المسمى بالشعبي وتنبت أشجاره في السهول الساحلية والشعاب التي تهطل عليها الأمطار كثيرا.
وقد لعبت شجرة اللبان دورا كبيرا في اقتصاد محافظة ظفار على مر العصور واستخدمها الإنسان منذ الأزمنة السحيقة في مناسبات خاصة تتعلق بالطقوس الدينية كما كان اللبان في فترات زمنية مختلفة أغلى ثمنا من الذهب والفضة.
متنزه اللبان !
تسعى بلدية ظفار إلى تطوير ورفع كفاءة مستوى الخدمات المقدمة في ولايات محافظة ظفار ومنها الحدائق العامة والمتنزهات حيث تعمل على تطوير هذه الحدائق من خلال صيانة ما هو قائم بها وإضافة الكثير من المرافق الأخرى لها لتكون جاهزة لاستقبال الزوار ولتكون هذه الحدائق خياراً بجانب الخيارات السياحية الأخرى التي يستهدفها الزوار للمحافظة.
ولكننا هنا نتحدث عن متنزه من نوع آخر وهو متنزه اللبان في (وادي عدونب) بمنطقة ريسوت حيث يمثل هذا المتنزه جانبا مهما من جوانب السياحة ولاسيما للزوار والسياح من أجل التعرف عن كثب على هذه الشجرة الموغلة في القدم بأهميتها وفوائدها المختلفة .
ومن هذا المنطلق ونظرا للأهمية التاريخية والاقتصادية لشجرة اللبان فقد أولت بلدية ظفار متمثلة في دائرة الحدائق والتشجير اهتماما بالغا بشجرة اللبان فمع بداية عام 1989م بدأت دائرة الحدائق والتشجير بإكثار وزراعة أشجار اللبان في مواقع التشجير والحدائق العامة والمتنزهات حيث استخدمت الدائرة عدة طرق لإكثار هذه الشجرة ومن أهمها الإكثار عن طريق البذور والإكثار عن طريق التعقيل ( العقلة ) ولا تزال الدائرة تسعى وبخطى حثيثة للمحافظة على أشجار اللبان في أماكن تواجدها وكذلك محاولة نشرها وزراعتها في المواقع التابعة لها وتوزيعها على الراغبين من المواطنين والمقيمين وزوار المحافظة.
أهداف إنشاء المتنزه !
ونظرا لخطر الرعي الجائر المتمثل في الزيادة الهائلة في أعداد الثروة الحيوانية وخاصة الإبل فقد استوجب الأمر إقامة متنزه لشجرة اللبان بهدف حماية ورعاية الأشجار الموجودة بالموقع .
وتعريف الزوار والسياح القادمين بالمحافظة بهذه الشجرة النادرة في موقعها الطبيعي مع إعطائهم نبذة عن أهميتها التاريخية ، إضافة إلى توفير مكان لإجراء التجارب المختلفة على شجرة اللبان من قبل المختصين والدارسين في مواقع تواجدها .
أسباب اختيار الموقع
نظرا لتواجد أشجار اللبان في مناطق بعيدة ذات طبيعة وعرة يصعب وصول السياح والزوار لها فقد تم اختيار موقع المتنزه بريسوت ( وادي عدونب ) لتميزه بوجود أعداد كبيرة من أشجار اللبان وقربه من مدينة صلالة وكذلك قربه من الشارع العام الذي يؤدي إلى سهولة وصول السياح والزوار إلى الموقع.
إضافة إلى نمو شجرة اللبان في مواقع ذات سمات خاصة من حيث التربة والمناخ وكذلك تواجدها في مجاري الأودية مما يوفر مناخا مناسبا لإجراء الدراسات والأبحاث المختلفة على هذه الشجرة من خلال المهتمين ببيئتها الطبيعية والذي بدوره سيعمل على انتشارها.