وزير خارجية بريطانيا: لن نعترف بحكومة طالبان لكننا سنتعامل مع الواقع الجديد..وبوتين يأمل أن تتصرف حركة طالبان بشكل “متحضر”
الاتحاد الأوروبي:سنحافظ على وجود في كابول “إذا سمحت الظروف الأمنية”
كابول – وكالات: سيتعين على الأفغان والمجتمع الدولي الانتظار لفترة أطول قليلا إذ أن الحكومة الجديدة التي يتوقع أن تشكلها طالبان بعد تعهدها بأن تكون أكثر انفتاحا، لن تكشف”في وقت قصير”.
وأوضح ناطق باسم الحركة الإسلامية لوكالة فرانس برس أنه ليس من المقرر الإعلان عن الحكومة الجديدة سريعا، مشيرا إلى أنه يجب عدم توقع أي تطور في هذا الشأن قبل عدة ايام.
وكانت مصادر مقربة من طالبان أشارت الخميس إلى أن تشكيل الحكومة الجديدة قد يعلن الجمعة بعد الصلاة. وأكد نائب رئيس مكتبها السياسي في قطر، شير محمد عباس ستانيكزاي الأربعاء لشبكة “بي بي سي” أن الحكومة الجديدة ستعلن في غضون يومين.
وعادت طالبان إلى السلطة بعدما أطاحها تحالف بقيادة الولايات المتحدة قبل عشرين عاما، ووعدت حركة طالبان بتشكيل حكومة “شاملة”، وضاعفت منذ دخولها كابول في 15 أغسطس، التصريحات الهادفة إلى طمأنة السكان والمجتمع الدولي.
قتال “عنيف” في وادي بانشير بين طالبان والجبهة الوطنية للمقاومة
أعلنت المقاومة المناهضة لطالبان الجمعة مشاركتها في قتال “عنيف” ضد مقاتلين إسلاميين يحاصرون وادي بانشير (شرق)، المركز الوحيد للمعارضة المسلحة للنظام الأفغاني الجديد.
وقال علي ميسم نظري وهو ناطق باسم الجبهة الوطنية للمقاومة التي تضم ميليشيات مناهضة لطالبان وأفرادا سابقين في القوات الأفغانية “هناك قتال عنيف في بانشير”.
وأضاف “مسعود مشغول في الدفاع عن الوادي” في إشارة إلى أحمد مسعود نجل القائد أحمد شاه مسعود، وهو شخصية مقاومة للسوفيات ولحركة طالبان اغتاله تنظيم القاعدة في 9 سبتمبر 2001.
وأفادت الجبهة الوطنية للمقاومة في البداية عن خسائر كبيرة في صفوف طالبان مؤكدة أنها صدت الهجوم. وفي المقابل تفيد حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الموالية لطالبان بأن 31 من مقاومي بانشير قتلوا.
وقالت منظمة “إميرجنسي” الإيطالية غير الحكومية على تويتر إنها استقبلت في مستشفى تابع لها في كابول “أربعة جرحى وأربعة قتلى (…) نتيجة القتال في غلبهار” عند مداخل وادي بانشير.
وكتبت مارتن فان بيجلرت من شبكة المحللين الأفغان أن “قوات طالبان تجمعت حول مدخل الوادي لكنها تعرضت لكمين وتكبدت خسائر”.
وأضافت “فيما بدا أن الجانبين يسعيان بشكل أساسي إلى توجيه ضربات لتعزيز موقفهما في المفاوضات، دون بدء معركة شاملة، بدأت طالبان تستدعي تعزيزات من ولايات أخرى”.
وتعهّدت الجبهة التي أعربت عن أملها في الحوار مع طالبان، الدفاع عن الوادي الذي يحيط به مئات المقاتلين من الحركة الإسلامية. لكن هذه المحادثات فشلت، بحسب طالبان التي دعت الأربعاء مقاتلي المقاومة إلى الاستسلام دون قتال.
وقال أحمد مسعود الأربعاء “عرضت طالبان تخصيص مقعدين للجبهة الوطنية للمقاومة في الحكومة التي يريدون تشكيلها فيما نطالب بمستقبل أفضل لأفغانستان”. وتابع “لم نفكر حتى في” عرضها، مقدرا أن طالبان “اختارت أن تسلك طريق الحرب”.
وبانشير المعقل المناهض لطالبان منذ فترة طويلة، هو واد مغلق ويصعب الوصول إليه في قلب جبال هندو كوش التي تقع نهايتها الجنوبية على مسافة 80 كيلومترا تقريبا شمال العاصمة كابول، وقد لجأ إليه نائب الرئيس السابق أمر الله صالح عدو طالبان اللدود.
الاتحاد الأوروبي:سنحافظ على وجود في كابول
قررت الدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي التنسيق للحفاظ على وجود أوروبي في كابول رغم سيطرة طالبان على البلد، إذ “سمحت الظروف الأمنية بذلك”، كما قال وزير خارجية التكتل جوزيب بوريل.
وأوضح بوريل للصحافة بعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في سلوفينيا “قررنا العمل بطريقة منسقة لتوحيد اتصالاتنا مع طالبان بما في ذلك الحفاظ على وجود لنا في كابول (…) إذا سمحت الظروف الأمنية بذلك”، مضيفا أن الهدف هو السماح باستمرار عمليات إجلاء الراغبين في مغادرة أفغانستان.
ولفت بوريل إلى أنه بغية “إجلاء الأشخاص الذين نرغب في قبولهم (في الاتحاد الأوروبي) نحتاج إلى التزام قوي، واتصال قوي” بالسلطة القائمة.
وأشار أيضا إلى ضرورة مواصلة التعاون مع البلدان المجاورة لأفغانستان من خلال “منصة تعاون سياسي إقليمي”.
والثلاثاء، خلال اجتماع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي، تعهدت الدول السبع والعشرون دعم بلدان المنطقة لاستضافة اللاجئين الهاربين من نظام طالبان.
ويرغب الاتحاد الأوروبي في تجنب موجة تدفق المهاجرين على أراضيه كما حصل في العام 2015. وتستضيف باكستان وإيران أكبر عدد من اللاجئين الأفغان.
وزير خارجية بريطانيا: لن نعترف بحكومة طالبان لكننا سنتعامل مع الواقع الجديد
قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الجمعة إن بريطانيا لن تعترف بحكومة طالبان الجديدة في كابول، لكن سيتعين عليها التعامل مع الواقع الجديد في أفغانستان مضيفا أنها لا تريد أن تشهد انهيار النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.
وصرح راب خلال زيارة لباكستان بأنه لم يكن ممكنا إجلاء نحو 15 ألفا من كابول بدون بعض التعاون مع طالبان التي استولت على العاصمة الأفغانية في 15 أغسطس آب.
وقال “ندرك بالفعل أهمية أن نظل قادرين على الحوار ووجود خط مباشر للاتصالات”.
وتعكس تصريحات راب التوازن الذي تسعى بلدان مثل الولايات المتحدة وبريطانيا لتحقيقه في أعقاب انتصار طالبان وانهيار الحكومة المدعومة من الغرب.
وتخشى الدول الغربية من أن تخلف أزمة إنسانية وشيكة في أفغانستان وانهيار اقتصادي مئات الآلاف من اللاجئين.
كما أنها قلقة أيضا من عدم التزام طالبان بتعهداتها بعدم إعادة أفغانستان إلى النظام المتشدد الذي طبقته في فترة حكمها السابقة قبل 2001.
وقال راب “قطعت طالبان سلسلة من التعهدات، بعضها إيجابي على مستوى الكلمات. نحن في حاجة لاختبارها ومعرفة إن كانت ستترجم إلى أفعال”.
وأضاف “من المهم في هذه المرحلة أن نقيم أو نحكم على طالبان بهذه الاختبارات المبدئية وربما المتواضعة للغاية لمعرفة مدى التزامها بتعهداتها”.
وأشار إلى أن بريطانيا أفرجت عن شريحة أولى قيمتها 30 مليون جنيه استرليني (41.5 مليون دولار) من مساعدات إنسانية للدول المجاورة لأفغانستان التي قد تتحمل وطأة أي نزوح كبير للاجئين.
وذكر أن ميزانية المساعدة المقدمة لأفغانستان زادت إلى 286 مليون جنيه، لكن المدفوعات المستقبلية ستكون عبر جماعات إغاثة.
بوتين: نأمل أن تتصرف حركة طالبان بشكل “متحضر”
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة إنه يأمل أن تتصرف حركة طالبان بطريقة “متحضرة” في أفغانستان، كي يتمكن المجتمع الدولي من الحفاظ على علاقات دبلوماسية مع كابول.
وقال بوتين إن “روسيا مهتمة بعدم تفكك أفغانستان. إذا حصل هذا لن يكون هناك أي طرف للتفاوض معه”.
وكان يتحدث خلال جلسة عامة لمنتدى الشرق الاقتصادي في مدينة فلاديفوستوك بأقصى الشرق الروسي.
وأضاف “كلما أسرعت طالبان في الانضمام لأسرة الشعوب المتحضرة، إذا جاز التعبير، سيكون من الأسهل التواصل معها والتأثير عليها نوعا ما وطرح أسئلة”.
وقال الزعيم الروسي إن انسحاب القوات بقيادة أميركية من أفغانستان الذي استكمل الشهر الماضي انتهى ب”كارثة”.
وأوضح “أنفقوا 1,5 تريليون دولار على هذه الحملة والنتيجة؟ لا نتيجة”.
اتخذت روسيا نهجا حذرا في تعاملها مع الحركة المسلحة التي سيطرت على السلطة في أفغانستان هذا الصيف.
والتقى سفير روسيا لدى كابول ممثلين عن طالبان بعد بضعة أيام من استيلائها على السلطة، وقال إن موسكو ستبقي على سفارتها في أفغانستان.
الأسبوع الماضي بدأت روسيا إجلاء رعاياها ورعايا العديد من الجمهوريات السوفياتية السابقة مع تدهور الوضع الأمني في هذا البلد.