غزة (الاراضي الفلسطينية)- وكالات: استشهد فلسطيني وأصيب 15 آخرون على الأقلّ بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال مواجهات اندلعت بينه وبين متظاهرين في وقت متاخر من مساء الخميس قرب الحدود بين قطاع غزّة وإسرائيل، على ما أعلنت وزارة الصحّة الفلسطينيّة التابعة لحركة حماس.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب “استشهد مواطن (26 عاماً) على إثر إصابته برصاصة في البطن شمال قطاع غزة”، مضيفة أنّ “15 مواطناً أصيبوا بجراح مختلفة، من بينهم خمسة أطفال أحدهم في حالة خطيرة”.
وقال صحافيّون في وكالة فرانس برس إنّ احتجاجات خرجت في أماكن عدّة على طول الحدود، مشيرين إلى استخدام مقذوفات ضدّ القوّات الإسرائيليّة التي قامت بالرّد في بعض الأحيان.
واندلعت المواجهات قرب السياح الحدودي الفاصل بين القطاع وإسرائيل، عندما تجمّع مئات المتظاهرين الفلسطينيّين في خمس نقاط حدوديّة، وأشعلوا إطارات سيّارات مطلقين عشرات القنابل الصوتيّة.
وأطلق جيش الاحتلال الرصاص الحيّ والمطّاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، وفق متظاهرين.
ومنذ أسبوعين، تُنظّم الفصائل الفلسطينيّة فعاليّات احتجاجيّة تُسمّى “الإرباك الليلي”، تهدف إلى المطالبة برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ خمسة عشر عاماً والسماح بإعادة إعماره، بحسب مسؤول في حماس.
وأطلق مسلح فلسطيني النار باتّجاه طائرة مسيّرة إسرائيليّة كانت تطلق قنابل الغاز على المتظاهرين، شرق مدينة غزة.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، توفّي عنصر في القوّات الخاصّة الإسرائيليّة متأثّراً بجروح أصيب بها خلال مواجهات مع متظاهرين فلسطينيّين عند الحدود مع غزّة قبل أيّام، حسبما أعلنت الشرطة.
وكان الجندي بارئيل هداريا شموئيلي قنّاصًا في وحدة خاصّة من شرطة الحدود، انتشرت خلال الاشتباكات التي وقعت أثناء تظاهرة قرب السياج الفاصل بين القطاع والدولة العربية.
بدأ سكّان القطاع في 2018 حركة احتجاجيّة للمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي وبحقّ العودة للفلسطينيّين إلى أراض فرّوا منها عقب قيام الدولة العبريّة.
وتُنظّم في القطاع تظاهرات أسبوعيّة بدعم من حماس، وعادةً ما تشهد أعمال عنف. وخلال عام ونيّف، قتِل نحو 350 فلسطينيًا في غزّة برصاص القوات الإسرائيليّة.
وخاضت الدولة العبريّة وحركة حماس في مايو 2021 حربًا خاطفة استمّرت 11 يومًا، شنّت إسرائيل خلالها غارات على غزّة ردًا على إطلاق صواريخ من القطاع.
واستمرّ إطلاق البالونات الحارقة من الأراضي الفلسطينيّة باتّجاه إسرائيل في الأشهر التي أعقبت الحرب. وتتّهم إسرائيل حركة حماس بإطلاقها، وغالبًا ما تردّ بضربات جوّية.
وإعادة إعمار غزّة متوقّفة منذ الهدنة التي تمّ التوصّل إليها في 21 مايو، ويعود ذلك جزئيًا إلى الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ سيطرة حماس عليه في العام 2007.
ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مناطق قرب دمشق
قالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن إسرائيل نفذت ضربات جوية على أهداف قرب دمشق في ساعة مبكرة الجمعة وإن الدفاعات الجوية السورية تصدت لها دون أن تتسبب الهجمات في خسائر بشرية، وذلك في ثاني هجوم من نوعه في نحو أسبوعين.
وامتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن مصدر عسكري سوري قوله إن الدفاعات الجوية أسقطت معظم الصواريخ الإسرائيلية وإن الهجوم الذي وقع الساعة 1:26 بعد منتصف الليل لم يسفر سوى عن أضرار مادية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن صاروخ أرض/جو انطلق من سوريا باتجاه المجال الجوي الإسرائيلي وانفجر فوق البحر المتوسط، مضيفا أن السكان في وسط إسرائيل عثروا على عدة شظايا للصاروخ على الأرض.
وتحدث الكثير من السكان بوسط إسرائيل عن سماع دوي انفجار قوي في الوقت الذي أعلنت فيه سوريا عن الضربة.
وذكر مصدر أمني لبناني أنه أمكن أيضا سماع دوي انفجارات بلبنان.
وعرض التلفزيون السوري لقطات لتصدي الدفاعات الجوية لأهداف في سماء دمشق.
ونُقل عن مصدر عسكري سوري في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي قوله “نفذ العدو الإسرائيلي عدوانا جويا من اتجاه جنوب شرق بيروت مستهدفا بعض النقاط في محيط مدينة دمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها واقتصرت الخسائر على الماديات”.
وسبق أن أعلنت سوريا عن وقوع ضربة جوية إسرائيلية في 19 أغسطس وقالت إن الهجوم استهدف مناطق قرب دمشق وحمص.
التصويت على أول موازنة منذ ثلاث سنوات
وفي الشأن الاسرائيلي، فبعد سنوات من الأزمة السياسية، أقرّ الكنيست في قراءة أولى الخميس أول موازنة للدولة منذ ثلاث سنوات فيما يضمن تبنيها النهائي استمرارية الحكومة الجديدة.
اقتراح الموازنة نصف السنوي الذي تمت الموافقة عليه في أغسطس من قبل الحكومة الائتلافية لرئيس الوزراء نفتالي بينيت الذي خلف بنيامين نتنياهو في يونيو، نال تأييد 59 عضوا مقابل 53 صوتوا ضده في الكنيست.
في ختام التصويت في قراءة أولى، يمكن الآن مناقشة الموازنة في اللجنة البرلمانية قبل المصادقة عليها في قراءة ثانية وثالثة، خلال عمليات تصويت مقررة هذا الخريف.
ووصف رئيس الوزراء نفتالي بينيت في بيان التصويت بأنه “خطوة جديدة نحو دولة موحدة وأكثر استقرارا”.
وقال “بعد ثلاث سنوات من دون ميزانية، وافقنا في القراءة الأولى على ميزانية ممتازة تسترشد بما هو خير للمواطن وليس المصالح السياسية”.
وقالت وزارة المالية في بيان “موازنة الدولة لعام 2021 ستكون بحوالى 432,5 مليار شيكل (حوالى 113 مليار يورو) ونحو 452,5 مليار شيكل لعام 2022″، بعدما قررت الحكومة تقديم موازنة واحدة للسنوات المالية 2021 و2022.
بسبب الأزمة السياسية الطويلة التي أدت إلى إجراء أربع انتخابات تشريعية في أقل من عامين، لم يتم التصويت على أي موازنة في إسرائيل منذ عام 2018. في ديسمبر 2020، تم حل الكنيست أيضًا بسبب عجز النواب عن الاتفاق على موازنة.
منذ ذلك الحين، أصبحت لإسرائيل حكومة جديدة برئاسة زعيم اليمين القومي نفتالي بينيت، متحالفة مع الوسطي يائير لبيد، وأحزاب يسارية وحزب عربي، في اطار ائتلاف وضع حدا لحكم نتانياهو الذي استمر 12 عاما على التوالي.
ومع ذلك، فإن هذا التحالف المتنوع يضم 61 نائبًا، وهي الأغلبية في الكنيست (120 نائبًا). فإذا قرر نواب الائتلاف عدم التصويت في القراءة الثانية والثالثة لصالح الموازنة، سيتم حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات جديدة.
انتقد بنيامين نتنياهو هذه الموازنة “السيئة للغاية” الخميس خلال جلسة عامة في البرلمان. وقال عن خطة الحكومة التي تعتمد بشكل خاص على الاستثمارات في النقل العام والتقنيات العالية إنها “تؤثر على الفئات الأضعف في المجتمع الإسرائيلي”.
تعافى الاقتصاد الإسرائيلي بعدما تأثر بالأزمة الوبائية. وتوقع البنك المركزي في يوليو نموا لإجمالي الناتج الداخلي بنسبة 5,5% في عام 2021 و6% في عام 2022 مع منع العواقب التي قد تلحقها تدابير عزل جديدة بالنمو.