الموت سنة الحياة و مصير حتمي لكُل إنسان موجود في هذه الأرض إذن أنا و أنتم جميعنا راحلون متى و كيف و أين لا نعلم و لكن هذه حقيقة الإنسان لا يستطيع تغيريها أو تبديلها أنه ليس مخلد عاجلًا آم آجلًا سوف يودع الحياة و من فيها، اعملوا لهذا اليوم تقربوا من الله عز و جل وتسابقوا في فعل الخيرات و الطيبات و رفع الظلم عن الناس و الصدقة اتركوا لكم بصمة و أثر في نفوس الأخرين بحيث كلما ذُكرت اسماءكم دعاء لكم الناس فالإنسان لا يبقى معه إلا عملهُ الصالح جميع ما لديه الان من نعم كمنصب و المال و القوة هي مجرد نعم زائلة و فانية وهو محاسب عليها أمام الله سبحان و تعالى في ماذا أفنى هذه النعم، فلا تغتر يا بني آدم بما لديك مهما كان تذكر أنها نعم رُزقت بها أو أنها بلاءً عليك و أمتحانٌ لك من عند الله فكن محسنًا و متواضعًا لإنك مخلوق كبقية المخلوقات و مصيرك الموت كبقية البشر، رغم أننا نعلم حقيقة الموت إلا أنه مؤلم و موجع و محزن عندما تفقد أحبتك تبكي و تشتاق و تحزن عليهم قد ينقسم الناس إلى نصفين البعض منهم لا يتقبل هذه الحقيقة و يظل غارق مدى الحياة متأثر بموت من يحب يكون في حالة صدمة و ألم يشعر أنه فقد كل شيء إذن حياته تنتهي بموت من يحب في اعتقاده و لكن البعض الآخر يتقبل و يكمل حياته لأنه يعلم أن الموت سوف يأتي عليه و على من يحب في يومٍ ما، فقد يؤلمنا موت من نحب بلا شك و لكن الموت يقرب العبد من ربه يجعله يتذكر الهدف الأسمى و الأساسي من وجوده في الأرض فيصبح الإنسان محاسبًا لنفسه من حيث القول و الفعل أيضًا يزرع في داخله الرقابة الذاتية يتذكر الله في السر و العلن و يُعلم الإنسان الرضا بالقضاء و القدر و الصبر على ما أصابه و أن الله هو الملجأ الأول و الأخير لجميع البشر بيده الأمر مهما كثرتْ الأسباب و تزاحمت عليك المصائب و الآلام، و جميع من في هذه الأرض فقدوا أناسًا عزيزة على قلوبهم بعضهم فقد أبويه و الآخر فقد أبنه أو أبنته و الكثير ممن فقدوا أحبتهم و الدليل أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولد يتيم الأبوين فقد جميع أبنائه إبراهيم و القاسم و عبدالله و زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها و عمهُ أبي طالب و جده عبدالمطلب وفقد الكثير من أحبته لكن مع ذلك أكمل حياته في مرضاة الله وصبر و شكر و حمد الله و كان خير قدوة لنا في هذا الأمر و خير خلفيه ترك أثره الطيب و الشريف فكلما ذُكر أسمه الطاهر اقشعرت الأبدان و بكت العيون شوقًا لرؤيته، فكُن صاحب أثر جميل يذكرك به الناس حتى عند رحيلك من هذه الدنيا.