يشهد عصرنا الحاضر مجموعة من التحولات العميقة المتسارعة، التي لا تتوقف عند الاكتشافات العلمية والإمكانيات التقنية الهائلة، بل تأتي بثقافات وعادات مستحدثة تهدد الثقافات الأصيلة، وتفتك بالقيم والمبادئ التقليدية للتعامل مع الواقع، مما احدث فراغا أخلاقيا مقلقا، ألقى بظلاله على المجتمعات العربية المختلفة، ولم تسلم منه القلاع الأسرية المحصنة. فخَفَت صوت الحكمة و المثل العليا أمام صوت الاهواء والنزعات المصلحيةالضيقة، وأصبحت التنازلات الأخلاقية شيئا مستساغا تحت شعار الواقعية .
ولم يجدى التقدم الاقتصادي نفعا في زيادة سعادة الافراد والمجتمعات إزاء التردي في القيم الأخلاقية، بل كرس أنماطا من التعامل كالانتهاز الجشع إزاء الموارد الطبيعية والمحيط البيئي التي تنذر بكوارث بيئية كونية. ذلك أن التقدم العلمي والتكنولوجي، مهما تطور، لا يكفي على الاطلاق في تحقيق الرفاه الانساني المنشود ، وهو ما أقره الفضلاء والمفكرون عبر التاريخ، الذين ما فتئوا يذكرون بأن حياة المجتمعات لا تستقيم من غيرالقيم الأخلاقية، بل و يحذرون بأن غياب هذه القيم يؤدي لا محالة الى تصدع المجتمعات وانهيارها، كما أكد المؤرخ البريطاني أرنولد توينبيفي في كتابه حضارة على المحك :” كلما ازدادت قوتنا المادية تنامت الحاجة الى القدرة الروحية، وذلك من اجل استخدام قوتنا الافتراضية طلبا للخير ورفضا للشر والرذيلة….ونحن لم يكن لدينا ابدا هذا المستوى الروحي المناسب لكي نوظف طاقتنا المادية في المسار الصحيح…لهذافنحن نعاني اليوم من انحطاط أخلاقي اكثر من أي وقت مضى”
فالأخلاق يمكنها ان تحل محل القانون والسياسة والتشريعات والقوانين.
. تاريخ الملتقى 19-20/ اكتوبر /2022م
. الموقع مجمع السلطان قابوس الشبابي للرياضه والترفيه
. الدوله سلطنة عمان محافظة ظفار
. المنظمون جمعيه المرأة العمانيه بصلاله والمديريه العامه للتنميه الاجتماعية+ جامعة ظفار
للتسجيل لحضور ملتقى راقي بأخلاقي في نسخته الخامسة اضغط هنا