فؤاد آلبوسعيدي
ٱسْمُوْا بمَشَاعِرَكُمْ في العُلا،
فهنالك منَ المشاعرَ لا تُقلَّدُ..
ولكُلّ حَبيبٍ لهُ في الحُبّ مَرافِئ،
وبَعضُ الحُبّ لا يُقلَّدُ..
قيل عن حكاياتٍ لعشّاقٍ أغبروا،
وعن قصص قد خُلّدت..
عن قيسٍ وليلى..
وكذا جميلٌ وبثينة،
ثمّ أسمعتمونا عن عنترٍ وعبلة..
فتلك القوائم لكم تَطولُ..؛
وكُلاًّ لهُ في العشقِ صَولةٍ وجَوْلَة..
عُذراً يا سادتي الكرامُ،
فإنّ الحبُّ لا يُقلَّدُ..
وأنا لي في العشقِ ألْفُ ليلة وليلةٍ،
هي قِصَصٌ أكتُبها..
تلك أنباءٌ وأحاديثٌ لكم أسردها..
ولي في الحبّ أَسْهُمٍ ورِمَاحٍ..
عُذْراً فإن كان ذلك تقليداً،
أعِيدُونِي لِأعيش في اللاَّحُبَّ أزمانٍ..
عُذْراً يا كِرامٌ،
فإنّ بعض الحبّ لا يُقلَّدُ..
عُذْراً يا عُذّالي،
إتركوا حبّي لها يفيض ويميلُ..
وسَلُوها مَحبُوبَتي جَميلةُ الجَميلاتِ؛
سَلُوها وأتركوني لها..
دعوني أتَلذَّذُ بِسَحَرِ آسِرِتي..
عذْراً؛
لا تَعْتِقُونِي مِنٍ حَلاوة عطرها..
فَنَسائِمَ الفِرْدَوسِ،
إن أتتني منها قَوَّتْني بالهَمَساتِ..
عُذْراً؛
وسَلُوها لِما عَلَّمَتْنِي الهوا…
سَلُوها إِن كان لديكم حقّاً في السُّؤالِ..
سَلُوها و لا تَسألوني..
عن تَمرُّدَ قَلْبي وخَفُقاتُه،
كَشلاّلاتٍ مِن أَودِيةَ بلدَتي..
ولا تسألوها عن سَيلان دِماءَ أوردتي..
أَمْواجاً أحافِيرُها فِرعُونِيةَ الأثَرِ،
تتَهافَتُونَ حُسَّداً عَنْ مَعانِيها..
عُذراً،
فكم تعلّمت منها الهَوا شِعْراً..
وملأت لها في دياري أقلاما ً ومحابراً..
عُذْراً،
ذاك هو حبّي..
فهي صَفِيَّةُ الوَجهِ عرَيقةَ النّسَبِ..
إتركوني أحبّها،
كما أُحبّ منها مراسيلاً عناوينها،
(سِريٌّ لِلغاية)..
عُذْراً يا سادتي،
أو تَعلمَونَ مَنْ محبوبتي..؟!
لَن أُخْبِرَكُم..
فكم أغارُ مِنْ ذِكْرُ حُروفَ إِسْمُها بألسِنتِكُمُ..
وكذا أغارُ مِن نَظراتِ عَينَايَ حَينَ أَلقَاها..
عُذراً،
فسأكتُبُ مِن شِعْري صُحُفَاً..
وأترك َالحَسَدُ لَكُم ُ دياراً..
فعِيشُوا قَهْراً مَقْهُورِينَ،
وعِيشُوا دَقَائِقَ صَمْتٍ..
وٱترُكُوني مَع مَحْبُوبَتي..
فسَأَتْرُكُ لكُمُ (التَّقْلِيدَ) والتّلْميز.َ.
وٱعْذُرُونِي..،
فَبَعْضُ الحُبَّ لا يَقْبَلُ التَّقْلِيدَ..